قال السفير الأوكراني في الجزائر، مكسيم صبح، إن بلاده كانت من أوائل الدول الأوروبية التي قامت بترجمة معاني القرآن الكريم، وفي مقدمة أولئك المترجمين المستشرق الأوكراني ألكساندر ليسينيتسكي الذي أصدر ترجمته ما بين عامي 1913-1914م. تلاه المترجم ياريمابلاخوتنيوك الذي كان أول من ترجم جزءا من الذكر الحكيم الى اللغة الأوكرانية مباشرة من اللغة العربية دون اللجوء الى لغات وسيطة إضافة الى مستشرقين أوكرانيين بارزين هما فاليري ريبالكين وفاليري باسيروف. وأفاد الدبلوماسي، خلال تدشينه معرض الصور الفوتوغرافية بعنوان “التراث الإسلامي لأوكرانيا” الذي يضم مجموعة مميزة من الصور التي تبين معالم الثقافة والحضارة الإسلاميتين الممتدة عبر ربوع أوكرانيا، ببهو المكبة الوطنية، أول أمس، أنه في عام 2013، وفي المدينةالمنورة صدرت ترجمة معاني القرآن الكريم للباحث والمستعرب الأوكراني الشهير ميخايلوياكوبوفيتش من أكاديمية أوستروغ الأوكرانية، وفي عام 2018، قام المترجم المذكور بنشر ترجمته في أوكرانيا، حيث لقي ذلك الحدث صدى مدويا في الأوساط الرسمية والدينية الوطنية والعالمية. وذكر المعني، وهو يسرد بعض الجوانب التاريخية، للتواجد الإسلامي في أوكرانيا، أن سنة سنة 1989، تعتبر سنة تحوّل مفصلي في تاريخ الإسلام بأوكرانيا نتيجة لإدانة وتجريم برلمان الاتحاد السوفيتي للتهجير القسري الذي تعرض له شعب تتار القرم وغيرهم من الشعوب الأصلية مما قد أدى خلال الفترة ما بين عامي 1989-1991 الى عودة أزيد من 200 ألف مسلم تتري لم يكن معظمهم يملك أي عقار أوأملاك في موطنهم التاريخي شبه جزيرة القرم بسبب مصادرتها سابقا من قبل السلطات الشيوعية. السفير مكسيم صبح، وفي كلمته التي ألقاها بلغة عربية راقية، أذهلت الحضور، أكد أن الإسلام واصل انتشاره في باقي ربوع الدولة الأوكرانية الفتية وهو الأمر الذي تمخض عنه إنشاء الإدارة الدينية لمسلمي أوكرانيا الكائنة في العاصمة الأوكرانية كييف برئاسة الشيخ احمد تميم، تلاه افتتاح المركز الديني لمسلمي أوكرانيا في مدينة دونيتسك الأوكرانية شرقي البلاد، وفي عام 1997، أنشئ اتحاد المنظمات الاجتماعية في أوكرانيا “الرائد” الذي يضم أكثر من عشرين منظمة اجتماعية عبر التراب الاوكراني. وبلغة الأرقام، كشف أن عدد المسلمين في كافة ربوع بلاده بما فيها الأراضي “المحتلة” على حد تعبيره، نحو 1.5 مليون مسلم ومسلمة ما يعادل 3.7% من عدد سكان أوكرانيا، ويعتقد الباحثون في العلوم الاجتماعية انه في عام 2050 من المرشح أن يصل عدد المسلمين في أوكرانيا إلى 2 مليون شخص ليعادل 5% من عدد سكان البلاد الإجمالي، وهي توقعات وتنبؤات ذات مصداقية نظرا انه في عام 2010، لم يكن عدد مسلمي أوكرانيا يربو حتى على نصف العدد الحالي للمسلمين في البلاد. وفي الوقت الحاضر يعيش نحو 450 ألف مسلم ومسلمة في القرم الأوكراني “المحتل” أي ما يعادل من 17 الى 20 من المائة من سكان شبه الجزيرة، يشكل تتار القرم منهم نسبة 90 من المائة تقريبا بالإضافة إلى آذريين وأوكران وروس أشهروا إسلامهم حديثا، وتتمتع مدينة سيمفيرولوب بأعلى نسبة من المسلمين في القرم كما تضم شبه الجزيرة 280 جامع ومسجد. وتقول الإحصائيات غير الرسمية بأن عدد الجالية المسلمة في مدينة كييف يتراوح ما بين 30 إلى 40 ألف شخص وصل الكثير منهم العاصمة الأوكرانية بعد اندلاع المواجهات العسكرية شرقي البلاد وكذلك نتيجة للاحتلال الروسي للقرم.