دعا الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أمس السبت، كافة المسلمين إلى إيقاف إقامة صلاة الجمعة وصلوات الجماعة في أيّ بلد يتفشى فيه وباء كورونا، وأصبح الوباء يُشكّل مصدر خوف حقيقي، بناءً على التقارير الطبية الموثوقة المعتمدة من الدولة. وقال الاتحاد في فتوى رقم واحد حول وباء كورونا، إنّ هذا الإيقاف يستمرّ إلى حين السيطرة على الوباء وتجاوز مرحلة الانتشار والخطر، حسبما تقدّره الجهات العلمية المختصة. وأشار الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إلى أن هذا الفيروس الوبائي الفتّاك ينتقل من الأشخاص المصابين به إلى غيرهم بكل أشكال الاختلاط والتحاذي والتَّماسّ، معتبرًا أنّ كل اللقاءات والتجمعات تصبح مجالًا وسببًا محتملًا لانتقال الفيروس والمرض والخطر في أثنائها، بسبب طبيعة الفيروس الذي ينتقل عبر أشكال الاختلاط والتحاذي والتماس. وجاء في فتوى الاتحاد أنّ القرآن الكريم نهى عن تعريض النفوس إلى ما فيه هلاكها، بلا ضرورة ملجئة، ويأمر بعكس ذلك، وهو الإحسان الّذي يحبه الله ويرضاه لعباده، قال الله تعالى: {وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}. إلى جانب نهي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن التسبُّب في أيّ ضرر للنفس أو الغير، في قوله عليه الصّلاة والسّلام: لا ضَرَر ولا ِضرار، وقوله صلّى الله عليه وسلّم: من أكل من هذه الشّجرةَ -يعني الثوم - فلا يقربنَّ مسجدنا. وأوضح الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين، أنه في ظلّ الاحتمال الفعلي والجدّي للمخاطر المشار إليها، لا يلزم شرعًا، ولا يجوز، إقامة صلوات الجمعة والجماعة. مشيرًا إلى أنّ الحديث النّبويّ الأخير يمنع حتّى صاحبَ الرّائحة الكريهة من دخول المسجد، كي لا يؤْذي المُصلّين برائحته، فكيف بمَن يمكن أن يتسبّب لهم في المرض أو الموت، أو يمكن أن يجلب ذلك لنفسه. وتابع: وممّا يؤكد سبق أنّ المصلّين في وقت صلاتهم يلزمهم أن يكونوا متلاصقين متراصِّين، وتكونَ وجوهُهم متحاذيةً وأنفاسُهم متداخلةً، ثمّ إن كل واحد منهم يكون عرضة للسّعال والعطاس في أيّ لحظة، وهو متلاصق مع مَن على يمينه ومَن على يساره، فتكون احتمالات انتقال الفيروس عند ذلك ممكنةً تمامًا.