أعلنت وزارة الصحّة السعودية مساء الأحد ارتفاع عدد المصابين بفيروس (كورونا) إلى 411 حالة منذ سبتمبر 2012، تُوفي منهم 112، في حين نفت وزارة الحجّ السعودية صدور أيّ قرار من وزارة الصحّة حول منع كبار السنّ والعجزة من الحجّ والعمرة لهذا العام بسبب الفيروس القاتل، ومع ذلك مازالت هواجس تأجيل موسم الحجّ تلاحق المسلمين هذا العام. ما إن تثار قضية الانتشار السريع لعدوى فيروس (كورونا) القاتل حتى تتبادر إلى الأذهان أسئلة عديدة حول حقيقته وكيفية الوقاية منه والسيطرة عليه، خاصّة مع انتشار الهلع منه في بعض البلاد العربية وخاصّة السعودية، حيث توفي أكثر من مائة شخص بسببه، ومصر حيث بدأت الإصابات في التزايد. وتعتبر منظّمة الصحّة العالمية هذا الفيروس الذي يعرف ب (متلازمة الشرق الأوسط التنفسية) شبيها بمرض (السارس) الذي قتل أكثر من ثمانمائة شخص خلال الأعوام الماضية. وتعتبر السعودية البؤرة الأساسية لفيروس (كورونا) في العالم حاليا، وقد رصد الفيروس فيها للمرّة الأولى في جويلية 2012. وتشير وكالة الحماية الصحّية البريطانية إلى أن انتقال الفيروس يبدو محدودا، ولو كان معديا إلى حدّ بعيد لكانت حالات الإصابة أكثر، خاصّة وأن فترة الحضانة للفيروس لا تتجاوز السبعة أيّام. وإذا كان لا يتوفّر أيّ تطعيم أو لقاح وقائي يقي من الإصابة بفيروس (كورونا) إلى الآن فإنه يتوفّر له فحص لكنه معقّد ويعتمد على نظام يعرف باسم (PCR) أو (التفاعل المتسلسل للبوليميراز) ويتضمّن تضخيم عيّنات صغيرة من الحمض النووي (DNA) لاكتشاف أيّ أثر للفيروس عليها. خطر داهم في السعودية نصح وكيل وزارة الصحّة السعودي زياد ميمش كبار السنّ وأصحاب الأمراض المزمنة والحوامل بأن يؤجّلوا أداء فريضة الحجّ هذا العام (لتجنّب الإصابة بفيروس كورونا). كما حذّر وزير الصحّة السعودي المكلّف عادل فقيه (من المخالطة المباشرة مع الجمال، ودعا إلى أخذ الحيطة عند التعامل مع لحوم الجمال النيّئة وعدم شرب الحليب قبل غليه كإجراء احترازي لتجنّب الإصابة بفيروس كورونا). وكان وزير الصحّة السعودي المكلّف عادل الفقيه تعهّد بالشفافية مع المجتمع والإعلام بعد تكاثر الإصابات بفيروس (كورونا)، خاصّة بعد الانتقادات اللاّذعة التي وجّهت لوزير الصحّة عبد اللّه الربيعة، والذي تمّت إقالته بالتزامن مع تسارع انتشار الفيروس وتمّ تعيين الفقيه وزيرا للصحّة بالوكالة. وكانت إشاعات تردّدت خلال الأيّام الفائتة عن عزم السلطات السعودية إغلاق المدارس كإجراء احترازي لمواجهة الفيروس، لكن هذه المعلومات لم تؤكّد رسميا، ومع ذلك قام بعض أولياء الأمور بوقف إرسال أبنائهم إلى المدارس. وأكّد مصدر في قطاع الأدوية أن (هناك شحّا كبيرا في الكمّامات الواقية في مدينة جدّة بسبب الطلب الكبير عليها بعد تفشّي الفيروس). وأشار المصدر إلى أن (هناك محاولات لاستيراد مزيد من الكمّامات من عدّة دول في الخارج لتغطية الطلب). ومن الملاحظ أن معظم المتوفّين بالفيروس من الفئات العمرية المتقدّمة أو من المصابين بأمراض مزمنة أو الذين يعانون من مشاكل صحّية. فتوى تبيح إلغاء الحجّ بسبب "كورونا" أجاز الشيخ محمود عاشور وكيل الأزهر السابق إلغاء موسم الحجّ والعمرة هذا العام نظرا لانتشار فيروس (كورونا) بالمملكة العربية السعودية، مستندا على القاعدة التي تقول (لا ضرر ولا ضرار)، مشيرا إلى أنه في حال وصول المرض إلى حدّ الوباء (جائز جدّا) إلغاء موسم الحجّ مثلما حدث في عام 1948. وأضاف عاشور في تصريحات لموقع (بوابة الوفد) أن حفظ النفس من مقاصد الشريعة الإسلامية، مستندا إلى قول اللّه تعالى {ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة}، وحثّ كبار السنّ وصغار السنّ الأقلّ من 15 عاما والحوامل على الالتزام بتعليمات وزارة الصحّة بعدم السفر لأداء مناسك الحجّ والعمرة هذا العام خوفا على حياتهم. استنفار في مصر اجتاحت حالة من القلق والخوف الشديد المصريين عقب إعلان وزارة الصحّة أوّل إصابة بفيروس (كورونا) لشابّ يدعى أحمد سعيد وصل يوم السبت الماضي على متن طائرة عائدة من المملكة العربية السعودية وتمّ نقله سريعا الى مستشفى الحميات بالعباسية، فهو شابّ يبلغ من العمر 27 سنة ويعمل مهندسا مدنيا بالسعودية منذ أربع سنوات ويقيم في مدينة الرياض. وبدأت الأعراض على المريض في المملكة العربية السعودية منذ 5 أيّام، حيث كان يعاني من ارتفاع شديد في درجة الحرارة وسعال ثمّ آلام في العضلات والمفاصل وإجهاد عام وإسهال. ومن جانبه، شدّد الدكتور محمد عوض تاج الدين رئيس الجمعية المصرية لأمراض الصدر والدرن على ضرورة دعم المستشفيات المتخصّصة بالحميات والصدر والفِرق الطبّية وأقسام الطوارئ والرعاية المركّزة بالمستشفيات ووضع الدلائل الإرشادية للأعراض لمواجهة الهلع والخوف بين المواطنين والاكتشاف المبكّر لأيّ إصابات جديدة. اليمن يتّخذ تدابير وقائية قال وزير الصحّة العامّة والسكان اليمني أحمد العنسي إنه تمّ اتّخاذ تدابير وقائية على المنافذ الحدودية للبلاد من خلال أجهزة رقابية لعزل أيّ حالة وافدة تحمل فيروس (كورونا). ونقل الموقع الالكتروني لوزارة الدفاع اليمنية عن الوزير قوله (إنه تمّ فحص 30 حال مشتبه في حملها الفيروس، وتبيّن أن جميع تلك الحالات كانت تحمل فقط أعراض الأنفلونزا). وفيما يتعلّق باليمنيين المقيمين في المملكة العربية السعودية المجاورة أوضح العنسي أن يمنيا واحدا أصيب بالفيروس وتعافى تماما من المرض. وكان العنسي قد أعلن في 13 من الشهر الماضي أن الأجهزة الطبّية في البلاد سجّلت أوّل حالة مصابة. ---- مؤطّر -- أعراض وطرق انتقال "كورونا" فيروس (كورونا) المنتشر فى الشرق الأوسط، ويعرف بأسماء عدة مثل (فيروس كورونا) الجديد أو (كورونا نوفل) أو ب (الفيروسة المكلّلة)، عبارة عن فيروس تاجي تمّ اكتشافه في 24 سبتمبر 2012 عن طريق الدكتور المصري المتخصّص في علم الفيروسات في جدّة السعودية محمد علي زكريا. كما يعتبر الفيروس السادس من فصيلة الفيروسات التاجية، أطلق عليه في البداية عدد من الأسماء المختلفة مثل (شبيه سارس) أو (سارس السعودي) في بعض الصحف الأجنبية، واتّفق مؤخّرا على تسميته فيروس (كورونا) المسبّب لمتلازمة الجهاز التنفّسي الشرق أوسطي ويرمز له اختصارا ب (MERS-CoV). أعراض مرض فيروس (كورونا) مشابهه للأنفلونزا مثل العطاس، الكحّة، انسداد الجيوب الأنفية وإفرازات مخاطية من الأنف مع ارتفاع درجة الحرارة، وأيضا قد يؤدّي إلى إصابة حادّة في الجهاز التنفّسي السفلي والالتهاب الرئوي. بالإضافة إلى التأثير على الجهاز التنفّسي فإن فيروس (كورونا) الشرق الأوسط قد يؤدّي إلى فشل الكِلى مع احتمال عالي للوفاة، خصوصا لدى المسنّين أو من لديهم أمراض مزمنه أو المثبّطين مناعيا. أمّا بخصوص طرق انتقال العدوى من أنواع (كورونا) الأخرى والأنفلونزا بشكل عام: 1 - الانتقال المباشر من خلال الرذاذ المتطاير من المريض أثناء الكحّة أو العطاس. 2 - الانتقال غير المباشر من خلال لمس الأسطح والأدوات الملوّثة بالفيروس، ومن ثَمّ لمس الفم أو الأنف أو العين. 3 - المخالطة المباشرة للمصابين. 4 - احتمالية الانتقال عن طريق بعض الحيوانات. لم تتعد نسبة إصابة الأطفال بفيروس (سارس) 5 بالمائة وهو أحد فيروسات (كورونا)، ذلك لأن التعامل مع الحالات كان سريعا بعزل الحالات ومعالجتها ومنع الأطفال من زيارة المرضى في المستشفيات. ليس هناك علاج خاص ضد مرض (كورونا) الفيروسي، حيث يقوم الجسم بطرد الفيروسات بالمناعة الذاتية، إلاّ أنه يتمّ علاج الأعراض بالأدوية الخاصّة لكلّ منها كالأدوية الخاصّة بالسعال والمسكّنات ومضادّات الاِلتهاب.