دعت منظمة آفاز الدولية المعنية بقضايا البيئة وحقوق الإنسان في العالم، قادة مجموعة العشرين، بإلغاء ديون الدول الفقيرة، للمساهمة في احتواء هذه الموجة القاتلة من تفشي فيروس كورونا المستجد. وقالت "آفاز" في بيان تلقت "الخبر" نسخة منه "دعونا نخلق معًا موجة عارمة جديدة من الضغط الشّعبي قبل فوات الآون!"، وأضافت "لن نتجاوز هذه الأزمة العالمية إلّا إن تمكنت دول العالم جميعها من احتواء فيروس كورونا". مشيرة إلى أنّه "في الوقت الحالي، من المنطقي أكثر بالنسبة للدول الفقيرة أن تضخّ ما لديها من سيولة لتطوير وتمكين أنظمتها الصحية ومساعدة شعوبها على البقاء في المنزل من أجل وقف انتشار هذا الفيروس، بدلًا من أن تدفع ما عليها من ديون". ويجتمع اليوم، قادة دول مجموعة العشرين، من أجل الخروج بخطة عالمية لمواجهة هذه الأزمة، في وقت يطالبهم الخبراء بتخفيف أعباء الديون عن كاهل الدول الأكثر فقرًا، بما يسمح لها أن تستثمر ما لديها من سيولة من أجل حماية حياة مواطنيها. كما دعت الرأي العام العالمي للمشاركة وجمع "مليون توقيع" على "العريضة العالمية المطالبة بإلغاء ديون الدول الفقيرة فورًا، للمساهمة في احتواء هذه الموجة القاتلة من تفشي الفيروس، وإنقاذ أرواح الملايين من البشر". وحذّرت المنظمة من تدهور الوضع نحو الأسوأ بشكل دراماتيكي، مشيرة إلى أن تفشى فيروس كورونا في أكثر بلدان العالم فقرًا في آسيا وإفريقيا وأمريكا الجنوبية، من الممكن أن يموت الملايين من البشر. وأضافت "في هذه البلدان تنتشر فيها الأحياء الفقيرة ذات الكثافة السكانية العالية، والبنية التحتية الطبية الهشّة في ظل وجود القليل فقط من الدعم المالي للفقراء الذين لا يستطيعون أن يلتزموا البقاء في البيوت لأنّهم بحاجة إلى تأمين قوت يومهم، فضلاً عن عدم قدرتهم على تأمين مستلزمات الوقاية والعناية الطبية اللازمة لهم". وفي هذا السّياق، دعت حكومتا باكستان وإثيوبيا إلى بتخفيف أعباء الديون، كما دعا البنك الدولي دول مجموعة العشرين إلى تعليق استيفاء الديون من دول العالم الفقيرة، لكي تتمكن هذه الدول من صرف ما لديها من سيولة وموارد لمكافحة وباء فيروس كورونا. يذكر أن وزراء مالية مجموعة الدول الصناعية الثمانية، قاموا في 2005، بإلغاء جزئي لديون 18 دولة من أكثر دول العالم استدانة بقيمة بلغت 40 مليار دولار، إثر موجة عارمة من الضغط الشعبي. وبعد تفشي وباء إيبولا، ألغى صندوق النقد الدولي 100 مليون دولار من الديون المستحقة على الدول التي ضربها الوباء آنذاك. تجدر الإشارة إلى أنّ الدول الفقيرة حول العالم تغرق في بحر من الديون بمليارات الدولارات لصالح الدول الغنية وبعض المؤسسات مثل صندوق النقد الدولي.