البلاد - آمال ياحي - حذرت منظمة الصحة العالمية من وباء عالمي محتمل، بعد أن تسارع انتشار فيروس كورونا في عشرات الدول، مع تسجيل إصابات ووفيات جديدة في أوروبا والشرق الأوسط وآسيا، تزامنا مع تواتر أنباء عن استنجاد منظمة الصحة العالمية ودعوتها لإعلان حالة الطوارئ في البلاد. وزادت اعترافات المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس في جنيف، بتأزم الوضع في مخاوف الدول التي لم تسجل أي حالة لحد الساعة، حيث صرح أن الزيادة المفاجئة في عدد الإصابات في إيطاليا وجمهورية إيران الإسلامية وجمهورية كوريا الجنوبية مقلقلة للغاية، داعيا دول العالم إلى الاستعداد ل«وباء عالمي محتمل في وقت دفع تسجيل إصابات ووفيات جديدة في أوروبا والشرق الأوسط وآسيا إلى جهود أكثر صرامة لاحتواء فيروس كورونا المستجد. واتسع أمس نطاق تفشي فيروس كورونا المتجدد إلى خارج حدود الصين، بعد تأكيد ظهوره في خمس دول جديدة بينها دول خليجية. فيما ساءت الأوضاع في كوريا الجنوبيةوإيطاليا بعد تسجيل المزيد من الحالات، ما أثار مخاوف منظمة الصحة العالمية التي دعت للاستعداد لوباء كورونا. وتسارع انتشار الفيروس خارج الصين خلال الأسبوع الماضي، لتظهر بؤر جديدة في إيرانوكوريا الجنوبيةوإيطاليا، إذ أُعلنت وفيات في هذه الدول أول أمس. بينما سجلت أفغانستان والبحرين والكويت وأفغانستانوالعراق وسلطنة عمان أولى الإصابات بالفيروس لديها. وعززت سلطات هذه الدول جهودها لاحتواء تفشي الفيروس، فسعت لإغلاق حدودها وأصدرت أوامر للناس بالتزام منازلهم ومنعت سفرهم، لكن خبراء حذروا من أن الفيروس سينتشر على الأرجح بسهولة أشبه بطريقة انتشار الأنفلونزا الموسمية العادية. استنفار في أوروبا بسبب إيطاليا وكوارث في إيران في إيطاليا تم تأكيد 6 وفيات بالفيروس، ما عمق المخاوف بشأن تفشي الفيروس في أنحاء أوروبا وأصيب أكثر من 150 شخصا في إيطاليا، حيث تم تأجيل عدة مباريات لكرة القدم ضمن دوري الدرجة الأولى الإيطالي وتم كذلك تعليق مهرجان البندقية الشهير. فيما ألغيت عدة عروض أزياء ضمن أسبوع الموضة في ميلانو وصدرت أوامر لأكثر من 50 ألف شخص في نحو 10 بلدات في شمال إيطاليا بالتزام منازلهم. بينما أقامت الشرطة نقاط تفتيش لتطبيق الحظر. ونتيجة لهذا الوضع عقدت الحكومة الإيطالية اجتماعا تنسيقيا مع وفد من منظمة الصحة العالمية ووفد من الاتحاد الأوروبي لتحديد سبل التعامل مع فيروس كورونا، حيث أعلن رئيس الوزراء الإيطالي أن إحدى بؤر الفيروس كانت داخل مستشفى غير مطابق للمعايير. في سياق متصل، أكدت النمسا وجود أول إصابتين بفيروس كورونا الجديد في ولاية تيرول الفيدرالية، وفقا لمصدر إعلامي وأشارت إلى أن الشخصين يتواجدان حالياً في مستشفى اينسبورغ. كما أعلن رئيس الوزراء الكرواتي أندريه بلينكوفيتش تسجيل أول حالة إصابة بفيروس كورونا في البلاد. وفي إيران أمرت السلطات بإغلاق المدارس والجامعات والمراكز الثقافية في نحو 14 محافظة وهذا بعد أن ظهر الفيروس في إيران الأربعاء الماضي ليتفشى بشكل متسارع مع تأكيد 467 إصابة، ما دفع الدول المجاورة لإغلاق حدودها. وقال مستشار وزير الصحة الإيراني علي رضا وهاب زادة إن نتائج التحاليل التي أجراها إيرج حريرجي نائب وزير الصحة أكدت إصابته بفيروس "كورونا". كما أعلن كل من العراقوأفغانستان والكويت والبحرين أمس عن أولى حالات الإصابة لديها بفيروس كورونا وكانت جميع الحالات قادمة من إيران. موازاة مع هذا، تجاوز عدد الوفيات جراء الفيروس 12 بايران وهو العدد الأعلى خارج الصين. ومن جهتها، شهدت كوريا الجنوبية ارتفاعا سريعا في عدد الإصابات منذ ظهرت مجموعة من الإصابات وسط طائفة دينية في مدينة دايغو جنوب الأسبوع الماضي وتم تسجيل أكثر من مئتي إصابة وحالتي وفاة إضافيتين الإثنين، ما رفع إجمالي عدد الإصابات إلى أكثر من 830 كما أعلنت مونغوليا منع هبوط الرحلات القادمة من كوريا الجنوبية. بينما أعلنت سلطنة عمان تعليق جميع رحلات الطيران من وإلى إيران. وبهذا الخصوص ازدادت المخاوف كذلك في أوروبا مع إعلان إيطاليا عن حالتي وفاة جديدتين ليرتفع المجموع إلى خمسة وأصيب أكثر من 200 شخص، حيث تم تأجيل عدة مباريات لكرة القدم ضمن دوري الدرجة الأولى الإيطالي في عطلة نهاية الأسبوع وهي سابقة في تاريخ الكرة الايطالية . الاقتصاد العالمي في خطر جاء تحذير منظمة الصحة من احتمال تحول المرض إلى وباء عالمي إثر انتشار الفيروس القاتل في العديد من دول العالم، ما أثار مخاوف من أن يصبح الفيروس وباء عالميا مما دفع بالعديد من الدول إلى اتخاذ العديد من الإجراءات الاحترازية للتصدي له في ظل تضرر الاقتصاد العالمي من تفشي الفيروس. ويؤثر الفيروس بشكل متزايد على الاقتصاد العالمي مع إغلاق كثير من المصانع في الصين أو انخفاض عدد العاملين فيها، بسبب إجراءات الحجر الصحي بينما تأثر السفر عالميا بشكل كبير وتراجعت أسواق الأسهم في آسيا أمس بعد ازدياد عدد الإصابات في كوريا الجنوبية والتطورات التي شهدتها أوروبا ومنطقة الشرق الأوسط خلال عطلة نهاية الأسبوع. من جهته، حذر صندوق النقد الدولي من أن الفيروس يشكل تهديدا للتعافي "الهش" أصلا للاقتصاد العالمي بينما أعرب وزراء مالية وحكام المصارف المركزية في دول مجموعة العشرين عن قلقهم حيال تداعيات الفيروس عالميا وأفاد مسؤول بأن نحو 30 في المائة فقط من الشركات الصغيرة والمتوسطة في الصين استأنفت عملها بينما أشار البيت الأبيض إلى أن إغلاق شركات ومصانع في الصين سيؤثر على الولاياتالمتحدة.