شهد عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا (كوفيد-19) على مستوى ولاية وهران زيادة بنسبة 150بالمائة في جويلية مقارنة بالأشهر الأربعة السابقة مجتمعة، حسبما علم اليوم الاثنين من المكلف بالاتصال بالمديرية المحلية للصحة والسكان. وصرح الدكتور يوسف بخاري، الذي يشغل أيضا منصب رئيس قسم الوقاية "إن الارتفاع الكبير في حالات العدوى المسجلة خلال شهر يوليو الحالي يجعل من وهران واحدة من الولايات الأكثر تضررا بعد الجزائر العاصمة وسطيف والبليدة، بزيادة قدرها 150بالمائة مقارنة بأشهر مارس وأفريل وماي وجوان مجتمعين"، مضيفا أنه تم تسجيل أكثر من 2.000 حالة جديدة خلال شهر جويلية وحده. وسجلت ولاية وهران في الأسابيع الأخيرة أعدادا عالية جدا من الحالات الإيجابية، حيث وصلت عدة مرات إلى ما يقارب من 90 حالة جديدة يوميا، فيما تم تسجيل أكثر من 3.838 حالة إيجابية منذ بداية الوباء حتى يوم الأحد الماضي، تعافى منهم 2.533 شخصًا بينما توفي 94 آخرين، وفقًا للدكتور بخاري. وتابع نفس المتحدث أن الولاية عرفت ذروة الإصابات الجديدة عدة مرات، الأولى مع إعادة فتح المحلات التجارية خلال شهر رمضان بسبب عدم الامتثال لتدابير الوقاية، والثانية بعد عيد الفطر على خلفية الزيارات العائلية التي سجل خلالها عدم التقيد بتعليمات الوقاية، والثالثة حاليا بسبب التهاون المسجل من طرف المواطنين في أعقاب بداية رفع الحجر الجزئي. كما وجه الدكتور بخاري أصابع الاتهام إلى قطاعات التجارة والنقل ومكاتب البريد والجماعات المحلية، ولكن أيضًا وبإصرار، إلى المواطن "الذي لا يحترم تدابير الوقاية من هذه الجائحة". وأردف بالقول أن "عديد المتاجر استغلت تخفيف القيود الخاصة بالحجر الصحي وإعادة بعث بعض الأنشطة، لتستأنف عملها دون الأخذ بعين الاعتبار الإجراءات الوقائية"، مشيرا إلى أن الأمر نفسه ينطبق على بعض المواطنين الذين لا يرتدون الأقنعة الواقية في المحلات الصغيرة ولا يلتزمون بقواعد التباعد الجسدي, وهو ما ترجمته صفوفا طويلة في المحلات في مشاهد لا تطاق". ورغم عدم إطلاق موسم الاصطياف بسبب الجائحة، إلا أن وهران تعيش على وقع "سياحة غير معلنة"، وفق نفس الخبير، الذي أثار الانتباه إلى توافد عدد كبير من المواطنين من ولايات أخرى, وهو ما وقفت عليه مصالح الصحة عند إجرائها للتحقيقات الوبائية الخاصة بالحالات الإيجابية أو الحالات التي احتكت بها "حيث كثيرا ما نكتشف بأن الأمر يتعلق بأشخاص قادمين من ولايات أخرى تضررت من الوباء ويقضون عطلتهم بوهران". وواصل بالقول "لا نعلم إن كان هؤلاء الأشخاص أصيبوا بالفيروس بوهران أو بولايات إقامتهم. ولفت الدكتور بخاري أيضا إلى أن مكاتب البريد هي أيضا تساهم في انتشار ''كوفيد-19''، بالنظر إلى الصفوف الطويلة للمتقاعدين الذين قصدوا هذه المكاتب من 25 إلى 27 جويلية، مشيرا إلى أنه خلال الشهرين الماضيين لوحظ ارتفاع طفيف في الحالات الجديدة لفئة أكثر من 55 سنة. وأوضح في هذا الشأن "أكتشف عن طريق البحث عن السبب من خلال التحقيقات والاستبيانات الوبائية، وجدنا أن الأمر يتعلق بمتقاعدين تلقوا معاشات تقاعدهم في مكاتب البريد"، مشددًا على أنه على الرغم من الإعلان عن تدابير من قبل مسؤولي قطاع البريد والاتصالات لتحسين الوضع في هذا الوقت من الشهر، لوحظ نقص التنظيم في مكاتب البريد في الولاية مما أدى إلى صفوف غير منتهية من الساعات الأولى من اليوم. واستطرد قائلا "ليس من الصعب تنظيم واحترام تدابير الوقاية من الفيروس، حيث يتعين فقط وضع الكراسي وتنصيب خيمات لراحة المواطنين مع الاحترام التام للتباعد الجسدي وارتداء أقنعة واقية. فمثل هذه الإجراءات تساعد كثيرا في الحماية ضد الفيروس". وبالنسبة لنفس المتحدث فإن مصالح البلدية وحتى بعض الجمعيات بمقدورها توفير الوسائل اللازمة (كراسي وخيمات) وحتى مساعدة موظفي البريد في عملية التنظيم خلال الأيام التي يتقاضى فيها المتقاعدون معاشاتهم، مشددا على أن الأمر يخص "وضعية استثنائية تحتم على الجميع المساهمة في تجاوزها".