البلاد -رياض.خ - عرف عدد الإصابات بالفيروس التاجي كوفيد 19، بالجزائر، خلال الآونة الأخيرة، ارتفاعا مطردا بلغ حدود 25 ألف إصابة مؤكدة بالوباء، بزيادة قياسية في خمس ولايات تعتبر بؤرا وبائية لحد الآن، وهو ما من شأنه أن يخلف تداعيات متزايدة. في هذا الإطار، يقول عبد الرحمان دحلب، طبيب اختصاصي في الأمراض الصدرية والحساسية والمناعة بالمستشفى الجامعي الدكتور بن زرجب بوهران،، إن الجائحة سيكون لها تأثير كبير في مختلف المجالات. ويوضح هذا الأخصائي ل«البلاد" أن تسجيل عدد متزايد من الإصابات ستكون له آثار سلبية جدا على المدى القريب والمدى المتوسط والمدى البعيد. ويشير الطبيب المختص ذاته إلى أنه على المدى القريب سيسجل اكتظاظ في المستشفيات والمصالح الطبية والاستشفائية، وخاصة في مصالح الإنعاش والعناية المركزة. وينبه رئيس الجمعية الوطنية للأمراض الصدرية والأمراض التنفسية، إلى أن قوة الفيروس "كورونا" تكمن في انتشاره السريع، "وهذا الانتشار ستكون له عواقب على جميع الفئات العمرية"، بخلاف ما أشيع سابقا أن الإصابات والوفيات تنحصر في كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، وأن هناك وفيات في وسط شباب تقل أعمارهم عن 35 عاما. ويتحدث الأخصائي دحلب، أن 80 المائة من الحالات تكون حالات خفيفة و20 بالمائة إلى 15 بالمائة، هي حالات متقدمة وعسيرة تتطلب العلاج في مصالح الإنعاش، وتختلف نسبة الوفيات بينها، إذ قد تصل إلى 14 بالمائة ضمن الفئات العمرية المتقدمة جدا والتي لها أمراض مزمنة. ويبرز هذا الدكتور أن الشباب معنيون أيضا بالإصابة وتسجل وفيات في صفوفهم، مستدلا بمثال "المغرب"، الذي أعلن الحجر في 3 مناطق بالمملكة، نظرا لارتفاع نسبة الوفيات في صفوف الشباب، قائلا إنه "لا يجب التساهل مع المرض والنتائج الإيجابية التي استطاعت المملكة تحقيقها". كما تحدثت الدكتور وهيبة بن عقلية أخصائية في الطب الوقائي والأمراض المعدية بمستشفى فرانتز فانون بالبليدة، ومجندة في مصلحة كوفيد، عن أن الكوادر الطبية هي عناصر بشرية والبشر تبقى إمكاناتهم محدودة "يمكن أن يتحملوا ليوم أو 10 أيام أو حتى ثلاثة أشهر"، ناهيك عن كون عددهم محدودا و«القدرات أحيانا تكون محدودة بسبب ندرة المستلزمات أو اكتظاظ في المصحات الخاصة التي تستقبل المصابين بفيروس كورونا أو المشتبه بحملهم هذا الوباء. ورأت أن هذا الارتفاع القياسي في عدد الإصابات في الفترة الأخيرة التي سجلتها ولايات معينة على غرار الجزائر، وهران، البليدة، سطيف وبسكرة بالدرجة الأولى، ناجم عن سلوك بشري، موضحة أن المواطن بات اليوم "لا يحترم التباعد" ولا يتقيد بتدابير الوقاية ولا يرتدي القناع الواقي في المتاجر والأماكن العامة، داعية الدولة إلى "رد قوي" على ذلك. وتشدد المتحدثة ذاتها، على أن المرض بعد حوالي 6 أشهر من ظهوره ليس له دواء فعال، والوسيلة الوحيدة لمحاربته هي الوقاية، في انتظار ما قد ستسفر عنه نتائج التحاليل التي تعكف عليها المخابر العالمية. وبرأي هذه الأخيرة، فإنه بات من اللازم احترام شروط الوقاية والإجراءات التي أقرتها السلطات العمومية لمواجهة الموجة الثانية من فيروس كورونا، مؤكدة أن ارتفاع عدد الإصابات، سيضاعف حتما حالات الاكتئاب والقلق والصدمات النفسية الناتجة عن التوتر وهاجس احتمال الإصابة بالفيروس. ويجمع أخصائيون في هذا السياق، رغم دعوات الحكومة، على ضرورة احترام التدابير الاحترازية ضد فيروس كورونا وبالأساس الحفاظ على ارتداء القناع وشروط التباعد الجسدي، فإن أماكن عديدة باتت تعرف ازدحاما كبيرا.