دعا وزير الشؤون الخارجية، صبري بوقدوم، اليوم الأربعاء، الاتحاد الإفريقي إلى تحمل مسؤوليته أمام التطورات الخطيرة التي يعرفها الوضع في الصحراء الغربية ومحاولات فرض سياسة الأمر الواقع على أراضي عضو مؤسس للاتحاد. وفي تدخله عبر تقنية التواصل المرئي عن بعد خلال الدورة غير العادية ال21 للمجلس التنفيذي للاتحاد الإفريقي, قال رئيس الدبلوماسية الجزائرية أنه "أمام التطورات الخطيرة للوضع في الصحراء الغربية, لا يمكن لمنظمتنا القارية التي كان لها الدور البناء في اعداد واعتماد مخطط التسوية الأممي أن تظل مغيبة" وأنه "بالنظر للإخفاق الكامل لآلية الترويكا، يستوجب على مجلس السلم والأمن الافريقي تحمل المسؤولية الملقاة على عاتقه عملا بنص بروتوكول إنشائه". وبعد أن أكد أن الوضع الراهن في الصحراء الغربية "يشكل مصدر قلق كبير بالنسبة للجزائر"، لفت الوزير بوقدوم إلى أنه "بالإضافة إلى محاولات فرض سياسة الأمر الواقع على أراضي عضو مؤسس لمنظمتنا، أدت التجاوزات المسجلة على مدنيين في منطقة الكركرات إلى فرض تحديات جدية من شأنها تقويض حالة السلم والأمن في المنطقة برمتها". يحدث كل ذلك "في وقت يتعرض فيه المسار السياسي للأمم المتحدة لحل القضية الصحراوية لحالة جمود غير مسبوقة أدت إلى تفاقم معاناة الشعب الصحراوي في ظل غياب آفاق مفاوضات سياسية جدية لمواصلة العمل لتمكين الشعب الصحراوي من تقرير مصيره". وتعد هاتان القمتان المقبلتان "فرصة ثمينة لبلورة رؤية واضحة حول الخطوات المستقبلية التي من شأنها تسريع وتيرة تحقيق مشروع إسكات صوت الأسلحة وتفعيل منطقة التبادل الحر القارية". وفي هذا الإطار، قدم الوزير جملة من الملاحظات فيما يخص المشروع الإفريقي الرامي إلى تخليص القارة من ويلات النزاعات والحروب، حيث أكد على ضرورة "الاعتراف بالجهود المبذولة من قبل الاتحاد الإفريقي بالشراكة مع منظمة الأممالمتحدة وغيرها في سبيل تحقيق هذا الهدف النبيل، والتي ترتبت عنها نتائج محمودة في كثير من مناطق النزاع في القارة الافريقية". ويرى بوقدوم أن "الاعتراف المتجدد بدور منظمتنا القارية وتفعيل مبدأ +الحلول الإفريقية للمشاكل الإفريقية، بالتعاون مع شركائنا، كان له الأثر البالغ في تحقيق هذه النتائج". وفي سياق ذي صلة، أبرز الوزير بوقدوم ضرورة "تسريع وتيرة ضبط ورسم الحدود بين الدول أعضاء الإتحاد، وهذا في ظل الاحترام الصارم لمبدأ الاتحاد الافريقي القاضي باحترام الحدود القائمة عند نيل الاستقلال".