أطاحت مصالح الأمن الحضري الثاني بأمن دائرة القليعة، شرقي تيبازة، بشبكة كانت تحضر للتهريب الدولي للسيارات وحجزت عشرات المركبات السياحية والنفعية ينتظر تقديمهم غدا أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة القليعة. القضية، التي ينتظر أن تفصح مصالح أمن ولاية تيبازة عن تفاصيلها يوم غد، تخص شل نشاط مجموعة من الأشخاص وجهت لهم تهم تكوين جمعية أشرار لغرض الإعداد لجنحة التهريب الدولي للمركبات، السرقة الموصوفة، التزوير واستعمال المزور، التي تم من خلالها حجز 53 مركبة (سياحية ونفعية) في انتظار تقديم الموقوفين أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة القليعة. ولا تعد هذه العملية النوعية الأولى من نوعها، حيث سبق لأمن تيبازة في مارس سنة 2018 توقيف 36 شخصا واسترجاع 73 مركبة، 19 منها محل بحث من الأنتربول، وتوقيف موظفين بالبلديات والدوائر زوروا وثائق للسيارات المسروقة والمهربة ينتمون للشبكة التي اختصت في التهريب الدولي للسيارات، قدموا أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة القليعة، بعد توقيفهم من طرف فرقة الأمن والتدخل التابعة لذات المصلحة بالتنسيق مع أمن دائرة القليعة، فيما تم استرجاع 73 مركبة من مختلف الأحجام والأنواع منها سيارات فاخرة بعضها محل بحث من طرف الأنتربول. وأفاد، آنذاك، رئيس المصلحة الولائية للشرطة القضائية لأمن ولاية تيبازة أن تفكيك الشبكة المختصة في التهريب الدولي للسيارات جاء على إثر شكوى تقدم بها صاحب شاحنة ينحدر من ولاية تيبازة أمام المصلحة الولائية للشرطة القضائية لتفعل فصيلة البحث والتحري من العمل الاستعلاماتي باستعمال تقنيات التحري والاستعانة بالتجهيزات الحديثة، ليتم تحديد هوية الأشخاص المشتبه فيهم في قضية السرقة مع تحديد مكان تواجد الشاحنة، حيث تم استرجاعها. وتبين للمحققين أن الملف القاعدي لتسجيلها مزور، مما دفع عناصر فرقة البحث والتحري إلى التعمق في التحقيق من خلال تمديد الاختصاص ليكتشفوا وجود ملفات أخرى مشتبه في صحتها على مستوى مصالح البطاقات الرمادية لدوائر وبلديات مختلفة عبر ولايات الوطن وتم على إثر ذلك استرجاع 92 ملف قاعدي للتحقيق فيه. ومكنت كفاءة عناصر الفرقة وقوات الشرطة القضائية لأمن ولاية تيبازة في تقنيات التحقيق والخبرة المكتسبة من فك خيوط القضية التي فاقت مدة التحقيقات فيها الستة (06) أشهر، وامتدت عبر أكثر من 27 ولاية، عبر مختلف التراب الوطني، ومست أكثر ولايات الجزائر العاصمة، برج بوعريريج، أين تم توقيف 19 شخصا وكذا غليزانوالجلفة، وهذا بالتنسيق الدائم بين نيابة الجمهورية لدى محكمة القليعة وأمن مختلف الولايات، التي امتدت إليها التحقيقات. وأسفرت العملية التي تمت تحت المتابعة الشخصية لرئيس أمن ولاية تيبازة عن استرجاع 73 مركبة من مختلف الماركات العالمية أغلبها محل سرقة من مختلف الولايات والأحجام، وأخرى محل تهريب دولي للمركبات مبحوث عنها من طرف الأنتربول، منها سيارة سياحية، سيارات نفعية، حافلات وشاحنات. كما توقيف 36 شخصا متوسط سنهم 30 سنة مشتبه فيهم، ينحدرون من ولايات مختلفة أغلبهم من برج بوعريريج، الجلفةوغليزان، من بينهم أكثر من 10 مسبوقين قضائيا في قضايا السرقة. وقد تمكن أفراد الشبكة وقتها من تزوير 73 ملف قاعدي، بالتواطؤ مع موظفين ببلديات ودوائر مختلفة من ربوع الوطن، تم توقيفهم ضمن أفراد الشبكة. هذا ما مكنهم تحرير وثائق مزورة ل19 سيارة مهربة من الخارج من دول أوروبية وإفريقية، منها ليبيا وتونس ودول أخرى، بالإضافة إلى تزوير ملفات 54 سيارة مسروقة من مختلف الماركات العالمية، فيما قدرت القيمة الإجمالية للمسروقات بحوالي 22 مليار سنتيم.