غادر صبيحة اليوم الخميس، الشاب أمين بوهالي، صاحب 24 ربيعا رفقة والده، على متن طائرة مروحية، تابعة للمديرية العامة للحماية المدنية، نحو المطار الدولي هواري بومدين، أين تنتظره طائرة خاصة تم تسخيرها من قبل محسنين بالتعاون مع هيئة "الريان هيلث كير" المختصة في التحويلات الطبية لنقله نحو مستشفى نورنبرغ الألماني لإجراء عملية جراحية لاستئصال ورم بوزن متفاقم فاق ال100 كلغ في الآونة الأخيرة، بعد أن لازمه ونغص عليه طفولته وشبابه منذ أن كان عمره ستة أشهر. وشهدت أجواء مغادرة أمين فضلا عن حضور وفد رسمي على رأسه والي المدية، هبة تضامنية واسعة بتدفق المئات من المودعين منذ ساعة فجر اليوم على بيته الكائن بحي "تاكبو" وسط عاصمة الولاية، ثم مرافقته إلى ملعب المركب الرياضي الشهيد إمام إلياس، في انتظار الطائرة المروحية التي تم تسخيرها إسهاما من المديرية العامة للحماية المدنية في التكفل بحالته بنقله نحو أرضية المطار الدولي هواري بومدين بعدما فشلت عملية نقله الأولى بتاريخ السابع من جانفي الجاري من مطار هواري بومدين على متن طائرة لوفتهانزا الألمانية جراء عدم التمكن من إيلاجه إلى مقاعد الطائرة بسبب ضخامة ورنه . وتدوم فترة علاج أمين زهاء ستة أسابيع كمرحلة أولى للتخلص من الورم، مع أمل كبير في إعادة حلم المشي على قدميه، حسب رئيس جمعية الشفاء خليل موساوي بناء على تقديرات الطبيب الألماني المشرف على عملية تخليصه من الورم. لكن ذلك قد يستمر أكثر وقد يصل إلى عام من المتابعة الطبية لخمسة اختصاصات بعضها جراحية تكميلية لعلاجه وحسب قول رئيس الجمعية، قد يتطلب التمديد المتوقع هبة تضامنية إضافية لتكملة تكاليف العلاج التي تم جمع أزيد من 41 ألف دولار في مرحلتها الأولى، أظهر فيها المتعاطفون الخيرون مع حالته في الداخل والخارج سخاء وكرما واسعين مكناه وعائلته في ظرف قياسي وفي أقل من شهرين من جمع المبلغ المطلوب لتغطية تكاليف العملية الأولى كما أبدوا استعدادا لإحاطته بكل عناية طبية واجتماعية إلى غاية استعادة عافيته وتحقيق حلم الانتصار على ورمه والمشي على قدميه.