وضعت مؤسسة "مترو الجزائر" آخر "الروتوشات" تحضيرا لاستئناف نشاط قطارات أنفاق العاصمة، بعد أكثر من 10 أشهر من التجميد، وفي انتظار حصولها على الضوء الأخضر من الوزارة الأولى للإعلان عن موعد الاستئناف، وفرت الشركة العمومية كل الإمكانيات المادية والبشرية لضمان نقل زبائنها في إطار بروتوكول صحي خاص. "الخبر" رافقت عمال مترو العاصمة في جولة استطلاعية ووقفت على التدابير الجديدة المتخذة لاستقبال الزبائن، سواء أمام شبابيك الدفع أو في الأرصفة وعلى متن القطارات.
ملصقات وعلامات أرضية وإعلانات صوتية لتنظيم العملية
اكتست محطة المعدومين برويسو في العاصمة حلة جديدة مغايرة لما كانت عليه قبل 10 أشهر من اليوم، ولم تقتصر التغييرات على الرمز الجديد للشركة التي صارت منذ 1 نوفمبر 2020 شركة جزائرية مائة في المائة، بل حتى جدران المحطة ملئت بالملصقات والصور لتوعية وتذكير الزبائن بضرورة احترام البروتوكول الصحي. وقبل الوصول إلى شبابيك اقتناء التذاكر وضعت المؤسسة ملصقات أرضية على شكل أسهم لتوجيه الزبائن وتفادي تقاطع الداخلين إلى المحطة مع الخارجين منها. أما أمام الشبابيك فقد تم تزويد الأرضية بملصقات حمراء لتنظيم طوابير الزبائن والحفاظ على مسافة التباعد الاجتماعي. تقول مرافقتنا مديرة الإعلام والتسويق بمؤسسة "مترو الجزائر"، أمال بيراش، إن موظفي المؤسسة سيمنعون الزبائن من النزول إلى المحطة من دون ارتداء الأقنعة الواقية، وفق ما ينص عليه البروتوكول الصحي المقترح من طرف وزارة الصحة والمصادق عليه من طرف جميع المديرين بموجب تعليمة رسمية. وهي نفس التدابير التي يتوجب على المسافرين احترامها على الأرصفة وفي أماكن الانتظار وداخل القطارات، تضيف المتحدثة. أما مكبرات الصوت المثبتة في مختلف زوايا المحطات فلم يعد مقتصرا دورها على تذكير المسافرين بالابتعاد عن السكة فقط، مثلما كانت عليه قبل زمن الجائحة، بل صارت وسيلة تقنية تحدث الزبائن من حين لآخر عبر تسجيلات صوتية لتذكيرهم بإجراءات البروتوكول الصحي وضرورة احترام مسافة التباعد الاجتماعي وعدم نزع الكمامات. ولم تترك المؤسسة مساحة تصلح لنشر الملصقات والإعلانات إلا واستغلتها لغرض التذكير بالقواعد والإجراءات الاحترازية لتفادي انتشار عدوى "كوفيد-19".
قطار كل 4 دقائق و30 ثانية
رغم تواصل تجميد استغلال قطارات الأنفاق من طرف الحكومة، إلا أن حركة القطارات لم تتوقف عن السير ذهابا وإيابا بين النقاط الثلاث ساحة الشهداء، الحراش وعين النعجة، وهو ما وقفت عليه "الخبر" خلال جولتها الاستطلاعية، إذ لا تكاد تمر 5 دقائق عن مرور قطار حتى يمر القطار الموالي له. تقول مديرة الإعلام والتسويق بالمؤسسة ل"الخبر": "حركة القطارات لم تتوقف حتى في فترة الحجر الكلي وغلق مترو الجزائر، بل ظلت تشتغل بما يطلق عليه "السير على بياض" أي من دون زبائن، وذلك من أجل الحفاظ على التدريب وصيانة الأنظمة والبقاء على استعداد لاستئناف النشاط". كما عززت المؤسسة، وفق ذات المتحدثة، عروضها بقطار كل 4 دقائق و30 ثانية، وذلك من أجل امتصاص تدفق الركاب وتجنب الازدحام على مستوى القطارات والأرصفة وأمام شبابيك بيع التذاكر. أما داخل القطارات فقد تم وضع ملصقات أرضية لتنظيم المسافرين وفق مسافات التباعد، كما وضعت ملصقات على المقاعد الممنوع الجلوس عليها، إضافة إلى التسجيلات الصوتية التي تبقى تتكرر طيلة الرحلة.
500 راكب فقط على متن القطار الواحد
تقول المتحدثة ل"الخبر": "قبل الجائحة كانت قدرة استيعاب السكة خلال ساعة واحدة وفي نفس الاتجاه، 10 آلاف و893 راكب، أما اليوم وتطبيقا للبروتوكول الصحي ستقلص قدرة الاستيعاب إلى أقل من 6 آلاف راكب، ما يعني تقليص عدد الركاب إلى حوالي 500 راكب في القطار الواحد، عوض 860 راكب قبل الأزمة الصحية". أما عن مواقيت فتح المحطات والتي لا بد لها أن تتماشى مع مواقيت الحجر الصحي المفروض على ولاية الجزائر العاصمة، أكدت بيراش أن "مترو العاصمة سيفتح أبوابه ابتداء من الساعة السابعة صباحا، ليتوقف عن العمل في حدود الساعة السادسة مساء".
كاميرات مراقبة لضمان التطبيق السليم للبروتوكول
رغم تواجد أغلب محطات المترو تحت أنفاق العاصمة، والتي قد يتجاوز عمق بعضها إلى 30 مترا تحت الأرض، إلا أنها مزودة بأحدث التقنيات، سواء فيما يتعلق بأنظمة تجديد الهواء في الأنفاق وداخل القطارات، أو كاميرات المراقبة المتصلة مباشرة مع مركز مراقبة على مستوى مقر المؤسسة برويسو في العاصمة وكذا مراكز الشرطة المتواجدين في جميع المحطات، وكلها شروط من شأنها ضمان صحة وسلامة الزبائن والعمال على حد سواء. "فلماذا تتردد الحكومة ممثلة في الوزارة الأولى لإعطاء الضوء الأخضر لاستئناف النشاط، خصوصا وأن المترو رفع الغبن عن الكثير من سكان العاصمة وأنساهم كابوس الزحمة المرورية الخانقة؟" يتساءل مواطن التقت به "الخبر" وهو يسأل عن موعد عودة الحركة في محيط محطة المعدومين.
إعادة تحيين الاشتراكات غير المستغلة بسبب الجائحة
أوضحت مديرة الإعلام والتسويق بمؤسسة "مترو الجزائر"، أمال بيراش، أن الزبائن الذين قاموا باقتناء اشتراكات شهرية أو سنوية، قبل حلول الأزمة الصحية، سيتم الاتصال بهم ودعوتهم للتقرب من إحدى الوكالات التجارية الأربعة من أجل إعادة تحيين اشتراكاتهم". واغتنمت المديرة الفرصة لتوجيه نداء للزبائن من أجل اقتناء اشتراكات عوض اقتناء تذاكر قبل كل رحلة، وذلك من أجل تفادي انتشار العدوى بسبب الاقتناء المتكرر للتذاكر وما يصاحبه من لمس للنقود والوقوف في الطوابير، وربحا للوقت وتوفيرا للمال. وفي ردها على سؤال "الخبر" حول أسعار التذاكر، أكدت المتحدثة أن مصالحها لم تتلق أي تعليمة فيما يخص زيادة الأسعار مقارنة بالسنة الماضية، وبالتالي الأسعار ستبقى في حدود 50 دينارا للرحلة.