تعيش الكرة الجزائرية، في الوقت الراهن، أحلك أيامها بسبب اختطافها من قبل أشخاص لطخوا سمعتها وجعلوها في "الحضيض"، أمام صمت غير مبرر لوزارة الشباب والرياضة التي تتفرج على المهازل بالجملة، وكأن الأمر لا يعنيها لا من قريب ولا بعيد. وزير الشباب والرياضة، سيد علي خالدي، الذي صرح، يوم تنصيبه على رأس القطاع، بأنه عازم على أخلقة الرياضة ومحاربة المال الفاسد الموجود في كرة القدم، يتفرج هذه الساعات على أكبر عملية اختطاف للكرة الجزائرية من قبل أشخاص عقدوا العزم على الاستيلاء على الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، بأي ثمن كان، والأكثر من هذا بتزكية من أصحاب الحل والربط الذين قرروا السير عكس التيار واختيار شرف الدين عمارة رئيسا للفاف، وبأعضاء مكتب فيدرالي يصلحون لأي شيء، إلا لتسيير الكرة الجزائرية، باستثناء القلة منهم، حتى لا نقول كلهم، لأن مجرد التواجد في مكتب فيدرالي غير شرعي وغير قانوني، هو في حد ذاته جريمة. وما زاد من تعفن الوضع أياما قليلة قبل موعد الجمعية العامة الانتخابية للهيئة الكروية، هو رئيس لجنة الترشيحات، عبد المجيد ياحي، الذي خرج إلى العلن وقال بصريح العبارة: "ترشح شرف الدين عمارة لرئاسة الفاف غير قانوني، لأنه لم يستوف الشروط"، قبل أن يضيف "أبرّئ ذمتي أمام الجمهور الكروي، فأنا مغلوب عن أمري، لأن أغلبية الأعضاء صادقوا على قبول ملف شرف الدين عمارة، رغم أنني قلت لا". وترك عبد المجيد ياحي الانطباع في تصريحاته بعد قبول ملف ترشح صاحب مجمع مادار، أن أعضاء لجنة الترشيحات تعرضوا للضغط لإتمام ورقة الطريق التي أعدت بمباركة من السلطات العليا في البلاد، وإلا كيف نفسر عدم اتخاذ الوزارة الوصية، حتى لا نقول الوزير، أي إجراء يحافظ على نزاهة العملية الانتخابية ويحفظ ماء وجه الكرة الجزائرية، باعتبار أن الممارسات القديمة لا تزال سارية المفعول. قبول ملف المترشح الوحيد من قبل أعضاء لجنة الترشيحات رغم أنف رئيس هذه الهيئة، يعني بالضرورة أن ملف شرف الدين عمارة، قد نال التزكية، وأن كاتب السيناريو نجح لحد الساعة في تمرير الفيلم السيّئ. الوزير الشاب الذي علقت عليه الجماهير الكروية آمالا كبيرة، يبدو أنه رفع راية الاستسلام، بدليل أنه عجز مرغما على ترك ملف كرة القدم، على عكس الاتحادات الرياضية الأخرى التي كانت الوزارة فيها اللاعب رقم 10، في قبول أشغال الجمعيات العامة الانتخابية وقبول أو رفض ملفات المترشحين، وما حدث في اتحادية ألعاب القوى وذوي الاحتياجات الخاصة واتحادية كمال الأجسام والجيدو.. على سبيل الذكر لا الحصر، إلا دليل على ذلك. دخول بلماضي في الخط، بعد بيان "تبرئة الذمة" مما يحدث، هو الآخر مؤشر على تعفن الوضعية إلى درجة لا تطاق، وقد تعرف الأمور منحنى آخر لو تأكدت الأخبار التي راجت في الساعات القليلة الماضية، والتي مفادها أن بلماضي يهدد من قطر بورقة الاستقالة من العارضة الفنية ل"الخضر"، بعد أن شعر أنه كان ضحية توظيفه في متاهات "البوليتيك" دون أن يدرك حجم ما قام به.