يتجه شرف الدين عمارة، رئيس شباب بلوزداد، إلى خلافة خير الدين زطشي على رأس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم؛ باعتباره المترشح الوحيد خلال أشغال الجمعية العامة الانتخابية، لانتخاب الرئيس الجديد وأعضاء مكتبه الفيدرالي لعهدة (2021- 2024)، سهرة اليوم الخميس 15 أفريل، على الساعة العاشرة، بفندق "الشيراطون" بالجزائر العاصمة. وقد تم إيداع قائمة واحدة حظيت بالقبول لمنصب رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، تتعلق بالمترشح شرف الدين عمارة رئيس شباب بلوزداد، والذي يُعد مترشح الإجماع؛ ما يوحي إلى أنه سيفوز برئاسة الفاف، ليخلف الرئيس المنتهية عهدته خير الدين زطشي، الذي قرر عدم الترشح لعهدة ثانية. وكان العديد من الأسماء تم تداولها في فترة سابقة من أجل خوض غمار انتخابات الفاف، على غرار محفوظ قرباج، ووليد صادي، ومحمد المورو، وعنتر يحيى، قبل أن يظهر اسم شرف الديه عمارة، كأبرز المرشحين، ويكون الوحيد في النهاية الذي سيخوض العملية الانتخابية للفوز برئاسة ذات الهيئة الكروية. وكانت لجنة الترشيحات لانتخابات الجمعية العامة للاتحادية الجزائرية لكرة القدم، قبلت ملف المترشح الوحيد شرف الدين عمارة رئيس فريق شباب بلوزداد، رغم أنه لا يستوفي شرطا من شروط الترشح، وهو "شرط خمس سنوات في إدارة أو عضوية مؤسسة رياضية"؛ حيث كان رئيس لجنة الترشيحات ياحي، أكد أن اللجنة قبلت ملف عمارة بالانتخاب، وكان هو من المعارضين رفقة 3 أعضاء آخرين؛ لأن المترشح لا يستوفي كل الشروط، ورغم كل هذا لم يتم اللجوء إلى تطبيق القانون. وكشفت الفاف، أول أمس، عبر موقعه الرسمي على الأنترنت، عن جدول أعمال الجمعية العامة الانتخابية، والتي ستبدأ بتعيين الأعضاء المكلفين بمراقبة محضر مكتب الجلسة، ويُتبع بكلمة رئيس اللجنة الانتخابية، وانتخاب مكتب الاقتراع، ثم يقوم المترشح الوحيد لرئاسة الفاف شرف الدين عمارة، بتقديم برنامجه المتعلق بالتطوير قبل الشروع في عملية التصويت. وعقب انتهاء هذه العملية يقوم أعضاء مكتب التصويت بفرز الأصوات، والإعلان عن النتائج. و.توفيق أي دور لأعضاء الجمعية العامة ل "الفاف"؟ أصبحنا نتحسر فعلا على الوضع الذي آلت إليه الجمعية العامة للفاف؛ في الماضي القريب فقط، كانت هذه الجمعية تصل، على الأقل، إلى حفظ ماء الوجه في العملية الانتخابية، لكن اليوم لم نعد نشاهد لها تلك المواقف المنددة بالخروقات القانونية التي تحصل في كل مرة، لتتلاشى شيئا فشيئا كل المقاومات الرافضة للتغييرات غير الشرعية. لقد انقشع الضباب الذي يحوم حول الجمعية العامة ويتستر وراءه الآن البعض من أعضائها، الذين لا يفقهون الكثير في القوانين الرياضية، بل يتظاهرون بعدم فهم معنى المسؤولية الملقاة على عاتقهم للحفاظ على حصانة جمعيتهم، بل إن الأغلبية يرفضون الإدلاء برأيهم حول الوضع الذي يسود الجمعية العامة للفاف قبل ساعات قليلة من الجمعية الانتخابية، وهي حال رئيس رابطة بشار باعمر، الذي بالرغم من إلحاحنا على معرفة رأيه في هذا الموضوع، رفض رفضا قاطعا الإدلاء بأي تصريح في قضية ترشح شرف الدين عمارة، المدير العام لمؤسسة "مادار"، المسيرة لشباب بلوزداد، والذي لايزال يثير تساؤلات حول شرعية ترشحه للجمعية الانتخابية للفاف. باعمر وصل به الأمر إلى حد الرد علينا بقوله: "لا تسألوني.. لا أريد أن تقحموا اسمي في هذا الموضوع.. أرجوكم لا أريد"! وكأنه اعتقد أننا نقوم باستنطاقه، بل كاد أن يقطع عنا الخط عبر الهاتف! موقف لم نألفه من رئيس رابطة بشار، الذي عوّدنا في السابق، على صراحته في شتى المواضيع الشائكة، الخاصة بكرة القدم الجزائرية، لكنه اليوم يرفض الحديث عن مسألة مرشح الإجماع، وهو الذي ثار ضد هذا الخيار في الجمعية العامة الانتخابية، التي أتت بخير الدين زطشي إلى رئاسة الفاف، وقدّم استقالته من رئاسة لجنة الترشيحات؛ احتجاجا على هذا الخيار. اليوم باعمر يلتزم الصمت، ويصطف وراء أعضاء آخرين في الجمعية العامة، يرغبون فقط في الحفاظ على مصالحهم، بينما عضويتهم فيها تسمح لهم بالدفاع عن سيادة هذه الأخيرة بدون أي حرج. ونفس الموقف لمسناه من رئيس شبيبة الساورة محمد زرواطي، الذي رفض، هو الآخر، الإدلاء برأيه في ما حدث أثناء عملية تقديم الترشيحات الخاصة بالجمعية الانتخابية للفاف السبت الفارط، لكن الذي فاجأنا به رئيس نادي الساورة قوله إنه لم يطّلع بعد على ما جرى في عملية تقديم ملفات الترشيحات، "غير أننا أدركنا بسرعة، أن زرواطي مطّلع على كل حيثيات تلك العملية. والدليل تصريحاته عقب الجمعية العامة العادية". أمثال باعمر وزرواطي موجودون بكثرة في الجمعية العامة للاتحادية الجزائرية لكرة القدم، رغبتهم الوحيدة هي البقاء كأعضاء فيها من أجل الحفاظ على مناصبهم فيها، بل لا يفكرون حتى في تغيير أو إثراء القوانين التي تسيّرها، ميزتهم فيها رفع الأيدي خلال انعقادها سواء كانت عادية، أو استثنائية أو انتخابية، ولا تهمهم نوعية المسيّر الذي سيترأس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، بل يصفقون لهذا الأخير، ولا يعارضون بتاتا سياسته؛ فلم يعد لأعضاء الجمعية العامة للفاف أي تأثير، ولا يمكنهم تغيير أي شيء في كيفية تحضير وإعداد العهدات على مستوى الهيئة الفيدرالية. اليوم وصلنا إلى قناعة تحتّم على أعضاء الجمعية العامة للفاف، التفكير في تغيير القوانين المسيرة لكرة القدم الجزائرية، والتي أصبحت لا تستجيب لتطوير هذه الأخيرة، لا سيما في ظل التطبيق التدريجي للاحتراف في بطولتنا. ولا يمكن لأعضاء الجمعية البقاء كمتفرجين على المساوئ التي تعيشها كرة القدم المحلية، خاصة أن الكثير منهم يسيّرون أندية تنشط على مستوى الرابطة المحترفة الأولى. ع. إسماعيل