كشفت الرئيسة المديرة العامة لمجمع صيدال، فطوم أقاسم، عن استراتيجية المجمع لتطوير إنتاجه لتلبية احتياجات السوق الوطنية تحقيقا للأمن "الصحي والدوائي" والعمل على تخفيض فاتورة الواردات الوطنية، بالموازاة مع الخطة للتواجد في الأسواق الخارجية عبر عمليات التصدير وإعادة المكانة للدواء الجنيس. وقالت المتحدثة ل"الخبر" إن المجمع سطر تحقيق 4 أهداف أساسية على المدى المنظور، أشارت في مقدمتها إلى استعادة مكانة صيدال في السوق الوطنية بعد الغياب الذي عاشتها المؤسسة خلال الفترة السابقة، وأشارت إلى انطلاق إنتاج ثلاثة مصانع في الإنتاج تحقيقا لهذا الهدف، والمصنع الأول على مستوى مدينة شرشال، الثاني في زميرلي بالحراش، أما المصنع الثالث في ولاية قسنطينة. وذكرت المتحدثة أن القدرة الإنتاجية للمصانع الثلاثة تقدر ب40 مليون وحدة، تنتج مختلف أنواع الأدوية والمواد الصيدلانية، موضحة أنّ مصنعين ينتجان المواد والأدوية الجافة، على غرار الأقراص والمساحيق، والمصنع الثالث المتواجد بقسنطينة ينتج المواد السائلة، وهي التوجهات التي من شأنها أن تجسد على الميدان الهدف الأول المتعلق بتغطية الاحتياجات الوطنية من هذا النوع من المواد والتوجه في مرحلة لاحقة إلى التصدير نحو أسواق خارجية، مشيرة إلى استهداف الأسواق الإفريقية على غرار النيجر والسنغال وموريتانيا وبوركينا فاسو، حيث "دخل صيدال في المناقصة وهو معروف بفضل منتجاته"، بالإضافة إلى اهتمام بعض الشركاء من القطاع الخاص الذين يعرفون منتجات صيدال ويرغبون في الترويج لها في ليبيا واليمن. وقالت أقاسم إن الهدف الثاني هو تفعيل وتنويع الشراكة لإنتاج أنواع الأدوية التي لم تكن تنتجها من قبل، كما هو الشأن بالنسبة للأدوية الموجهة لمرضى السرطان واللقاحات وغيرها، وهو الأمر الذي يندرج ضمن تخفيض فاتورة الواردات الوطنية الموجهة لاستيراد هذا النوع من الأدوية. أما الهدف الثالث فهو البحث والتطوير من خلال إنشاء معهد البحث وعلى مستوى سيدي عبد الله، لجعل الأدوية المنتجة محليا وفقا للمقاييس المعمول بها في جميع أنحاء العالم، فضلا عن كون المعهد بمثابة الجسر بين الجامعة والصناعة الصيدلانية، وهي النقطة التي اعتبرتها مهمة جدا في مسار تطوير القطاع في الجزائر، أما الهدف الرابع للمجمع اعتماد أول مركز المضاد الحيوي في الجزائر الذي سيشكل دافعا إضافيا لتصدير الأدوية الجزائرية، من خلال التأكيد على أنّ الأدوية الجنيسة مطابقة للأدوية الأصلية وبالتالي استفادة جميع منتجي الأدوية الجنيسة في الجزائر من تحقيق التكافؤ البيولوجي لدى صيدال، وعلى هذا الأساس الإمكانية لتصديره نحو الأسواق الخارجية، وبالتالي تجاوز هذا النوع من العراقيل التي كانت تواجه الأدوية المصنعة محليا. وأوضحت مسؤولة المجمع الصيدلاني أنّه في إطار الشراكة ستنتج صيدال لقاح "سبوتنيك" الموجه للوقاية من فيروس كورونا، وأشارت إلى أنها المرة الأولى التي يمنح فيها الطرف الروسي التكنولوجيا لشركة أجنبية، وأكدت على تجهيز كل الظروف للانطلاق في الإنتاج خلال شهر سبتمبر المقبل، بقدرة إنتاجية تقدر ب40 مليون لقاح.