أشعل نفاد مادة الأوكسجين وانخفاض مستوياتها في العديد من المستشفيات الوطنية وارتفاع عدد الوفيات بوباء كوفيد 19 إلى إطلاق حملات استغاثة استعجالية، شاركت فيها مختلف الجمعيات الخيرية ورجال أعمال إلى جانب بعض المثقفين وأطباء من أجل جمع أكبر عدد من الأموال والتبرعات لشراء مولدات ومكثفات أوكسجين وتجسيد وحدات إنتاجية جهوية لسد النقص والعجز وإنقاذ أكبر عدد من المرضى، خاصة أن أغلبية المحولين إلى المستشفيات يشكون صعوبات كبيرة في التنفس وفي مرحلة متقدمة من الوباء، وهي الحملة التي استجاب لها بعض المستثمرين والخيرين وينتظر توسيعها مستقبلا. كشف المتحدث باسم الاتحاد الولائي للجمعيات ومجموعات الخير، أمين زرو، ل"الخبر" بالبليدة، أنهم استطاعوا في عمل منسق واجتهاد توزيع 20 مكثف أوكسجين لفائدة مرضى مصابين بفيروس كورونا بعدد من المصالح الاستشفائية في البليدة، وهم ينتظرون وصول 60 مكثفا آخر من جمعيات الصداقة الجزائرية الفرنسية. كما زاد بالتفصيل أنهم تمكنوا في مجهودات وتسهيلات من مسؤولين بقطاع الصحة في البليدة وصناعيين مختصين في إنتاج الأوكسجين بولاية بجاية من الحصول على موافقة لأجل تركيب 3 محطات لإنتاج الأوكسجين تنجز عبر 3 وحدات استشفائية لضمان تغطية واكتفاء ذاتي في هذه المادة الحيوية، مع توزيع الفائض منها على المصالح والمشافي التي تحتاج إليها، وهو المكسب الذي سيكون لفائدة المرضى وحتى لا تقع تلك المصالح في أزمة نقص أو احتياج، مع العلم أن تبرعات في مادة الأوكسجين، سواء السائل أو الغازي، شهدتها بعض المصالح الاستشفائية. من جهتها، بادرت بعض الجمعيات ونشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي باقتناء بعض المستلزمات الخاصة بالأوكسجين، حيث أكد محمد شويرب من مجموعة شباب الأغواط مواصلة العمل التضامني للمجموعة بناء على طلب المواطنين والمرضى باقتناء أجهزة قياس ضغط الأوكسجين من مختلف الأحجام بمساهمة أهل البر والإحسان، مع تسجيل اقتناء مصالح الولاية حوالي 100 جهاز قياس ضغط لفائدة مستشفيات الولاية، كما تجري، حسب شويرب، مساع حثيثة لتأمين واقتناء 45 قارورة أوكسجين بلواحقها وأجهزة تكثيف الأوكسجين من طرف أحد رجال الأعمال. كما ذكرت بعض مواقع التواصل الاجتماعي، ساعات قليلة بعد إطلاقها نداء استغاثة عبر تلك المواقع، تحرك ناشطين محليين تمكنوا من إقناع 17 مستثمرا من المنطقة الصناعية تحراشت بأقبو فجمعوا 1700 مليون سنتيم واشتروا المحطة وقاموا بتركيبها في ظرف 24 ساعة لتشرع في إنتاج الأوكسجين لفائدة مستشفى أقبو.
ارتفاع عدد الإصابات ومخاوف من نفاد الأوكسجين في قسنطينة
كما شهدت قسنطينة خلال 48 ساعة إطلاق حملات واسعة وكبيرة عبر العديد من الصفحات الرسمية لجمعيات وصفحات خاصة ولشخصيات وحتى أطباء، لجمع أموال وشراء مكثفات للأوكسجين بطريقة استعجالية، خاصة أن الكمية المتوفرة في المستشفيات الثلاثة المكلفة باستقبال المرضى غير قادرة على استيعاب الأعداد الكبيرة من المرضى وتوفير هذه المادة الحيوية التي تقارب على النفاد، حيث يتم حاليا جمع الأموال في انتظار التجسيد الفعلي المشروع الخيري بوحدة إنتاج جهوية تضمن التموين حتى للولايات الشرقية القريبة، كما استهجن في الوقت ذاته بعض نشطاء الفايسبوك شراء مكثفات الأوكسجين المحمول والاحتفاظ بها في البيت دون الحاجة إليها، مع العلم أنها مفقودة في السوق وأغلب مخزون الأوكسجين يقارب على النفاد على مستوى مستشفيات قسنطينة وحتى المؤسسة الاستشفائية سليمان عميرات بمدينة عين مليلة بولاية أم البواقي، التي يرقد بها الآن حوالي 45 مريضا بحاجة للأوكسجين، والتزويد الروتيني بالمادة قد تعذر من المصنع لكثرة الطلب.
شركة "بيترو بركة": مشروع لإنجاز وحدتي تكثيف الأوكسجين بزريبة الواديوبسكرة
فرضت أزمة توفير الأوكسيجين للمصابين بجائحة كورونا التي تطرح هذه الأيام في مستشفيات الوطن من ذلك ولاية بسكرة تحرك الصناعيين والخيرين عقب نداءات الاستغاثة التي أطلقها رواد التواصل الاجتماعي وفعاليات المجتمع المدني، حيث علم أن شركة "بيترو بركة" تعتزم اقتناء وحدتين لتكرير وتكثيف مادة الأوكسيجين وتركيبهما بمستشفى علاق الصغير بزريبة الوادي والحكيم سعدان بعاصمة الولاية. وكشفت مصادر من محيط شركة "بيترو بركة" أن صاحب هذه المنشأة الرائدة في مجال المحروقات يسعى في الوقت الراهن إلى تجسيد مشروع وحدة تكرير وتكثيف الأوكسجين، وبرأي من تحدث إلينا فإن العائلة المالكة لهذه الشركة ترفض الحديث عن هذا الإنجاز الذي مازال مجرد مشروع فقط من منطلق أن العمل الخيري لوجه الله ولا يجب التشهير به. وأضافت مصادرنا أن الإشكال المطروح الذي يعترض هذا المشروع الخيري الذي سيساهم دون شك في إنقاذ الأرواح البشرية هو عدم وفرة المنتوج في السوق الوطنية وإلزامية الانتظار لاستيراده من الخارج. وأكد من تحدث إلينا أن الأمر لا يرتبط بقضية السيولة المالية في ظل تحرك العديد من رجال الأعمال والمحسنين عبر ولايات الوطن لمساعدة ودعم مجهود الدولة الجزائرية وتوفير هذه المادة التي ازداد عليها الطلب بارتفاع عدد حالات كورونا، بل في مدى وفرتها في السوق ومدة تجسيدها على أرض الواقع، خاصة أن عامل الوقت لا يسمح بالتأخر. وبخصوص ولاية بسكرة فإن الإجراءات الأولى اتخذت من أجل اقتناء مستلزمات وحدة تكثيف الأوكسجين بمستشفى علاق الصغير بزريبة الوادي، ومن المنتظر أن يتكرر نفس الإنجاز بالمستشفى المرجعي لكورونا الحكيم سعدان بعاصمة الولاية بسكرة، بيد أن المعضلة دائما قد تطرح على مستوى الشركات الممونة التي قد يصعب عليها تنفيذ المشروع على أرض الواقع ومن المنتظر أن يتطلب أياما معدودات. واللافت أن فكرة المشروع تمت مناقشتها ووضعت في الإطار الذي يسمح بتجسيدها. وفي تيبازة، وتوازيا مع خلية الأزمة التي تم تنصيبها لمتابعة عملية تزويد المستشفيات بالأوكسجين وسعي مديرية الصحة في كل الاتجاهات لتوفير هذا الأخير، أطلق أطباء بمستشفى 120 سرير الشهيد تڤزايت عبد القادر نداء للمحسنين وكل الذين يملكون أجهزة لتكثيف الأوكسجين لمساعدة المستشفى بهذه المادة في ظل تزايد الطلب عليها من قبل المرضى مع تفشي الموجة الثالثة من الوباء. في السياق ذاته أطلق نشطاء ببلدية ڤوراية غربي الولاية حملة على مواقع التواصل الاجتماعي لأجل جمع التبرعات لفائدة مشروع اقتناء وحدة لتكثيف الأوكسجين لدعم مستشفى ڤوراية الذي يشهد هو الآخر توافدا من المرضى المصابين بكورونا. وفي تلمسان، بادر مواطنون إلى إطلاق مبادرة لشراء تجهيزات خاصة بإنتاج وتوزيع الأوكسجين، لقيت صداها لدى المحسنين والمتطوعين في المدينة، حيث جمعت جمعية العطاء الفكري والإنساني ما قيمته 3,3 ملايير سنتيم، فيما تكفلت مواطنة من مدينة تلمسان، السيدة بوكلي سميرة، بعملية اقتناء جهاز خاص بالأوكسجين بقيمة 1,3 مليار، لتواجه عراقيل بيروقراطية تخص إجراءات الفحص والخبرة والرخصة لتسليم هذه التجهيزات إلى المستشفى.