أثارت إعادة تشغيل محرك وحدة إنتاج الأوكسجين المهملة للجزائرية للسباكة، ردود أفعال كبيرة، ورواج أخبار مغلوطة عن دخول الوحدة في الإنتاج، ما خلق ضغطا على فريق الأمن الخاص بالشركة والعمال، رغم أن الأمر يتعلق بعتاد متوقف منذ سنة 2012 أكل الصدأ جزءا هاما منه، وأجبر الفريق العامل من متطوعين وعمال بعض الشركات على إحداث تغييرات على الأجهزة لتصبح ملائمة للقطع الأخرى التي تعود لثمانينات القرن الماضي. وقال مصدر من الفريق الساهر على إعادة تشغيل وحدة إنتاج الأوكسجين ل " الخبر" أن هناك مؤشرات إيجابية لإعادة الوحدة إلى الإنتاج، بعد تشغيل المحرك عصر أول أمس، الذي أجريت عليه بعض التعديلات، فيما يبقى ملأ أولى قارورات الأوكسجين مؤجلا إلى مساء اليوم، شريطة أن تكون باقي أجهزة الوحدة غير فاسدة، أو تشكلت عليها مادة الصدأ، ويقصد محدثنا، المكابس المسؤولة عن الضغط على الهواء لينتج أوكسجين مع تخفيض درجة الحرارة بعملية التكثيف ليتحول من غاز إلى سائل. ويعمل فريق مختلط بالوحدة لأزيد من 12 سنة يوميا، مشكل من أربعة متقاعدين من الشركة الجزائرية للسباكة من بينهم القائم سابقا على الوحدة نفسه، يضاف إليهم عدد من عمال ملبنة سيدي خالد مكلفين بمشكل التبريد وتقنيين ومهندسين من شركة سوناطراك مختصين في الجانب الميكانيكي وتقنيين من شركتي إنتاج ونقل وتوزيع الكهرباء والغاز، مهمتهم الجانب الكهربائي. واضطرت الشركة الجزائرية للسباكة " ألفات" إلى توقيف وحدتين بالشركة لضمان تغذية وحدة إنتاج الأوكسجين بالشكل الكافي من التيار الكهربائي، طالما أنه يتطلب طاقة كبيرة، وهو سبب توقف الوحدة سنة 2012، خاصة بعد أن ارتفعت تكلفة الطاقة الكهربائية للوحدة مقابل انخفاض سعر مادة الأوكسجين، حسبما أكده مصدر من الشركة، وكشف مصدر آخر من الفريق العامل في رده على سؤالنا حول نوع الأوكسجين الناتج، مخصص للصناعة أم للطب، أن الوحدة كانت تزود مصالح الحماية المدنية بهذه المادة، وهو ما أكده مصدر من مديرية الصناعة بوجود خط لإنتاج الأوكسجين الطبي بطاقة كبيرة في حال إعادة تشغيل الوحدة، و تابع يقول أن تدفق الأشخاص على الوحدة بعد رواج خبر إعادة تشغيلها خلق ضغطا كبيرا، خاصة "أصحاب صفحات الفايسبوك"، ما حمل المسؤولون إلى الاستنجاد بالأمن حسبما وقفنا عليه بالشركة، لضمان عدم ولوج الأشخاص الغرباء إلى الوحدة. وأضاف أن المسؤولين يبدون تحفظا حول الإعلان عن تاريخ عودة الإنتاج إلى الوحدة لأن الأمر تقني بحث، " يمكن للوحدة أن تنطلق في الإنتاج ثم تتوقف بسبب عطب" و تابع يقول " لا نريد أن نسوق للأوهام فعندما يعود النشاط إلى الوحدة بصورة رسمية سنعلن عنه"، و أشاد مسؤول الأمن الداخلي لشركة " ألفات" بالهبة التضامنية التي صنعها رجال و نساء تيارت، بتوفيرهم لوجبات الغذاء للعمال القائمين على الأشغال و عددهم حوالي 30 فردا إضافة إلى أساتذة من جامعة ابن خلدون وضع تحت تصرفهم أرشيف الوحدة لاقتراح تعديلات على قطع غيار. ويتابع الوالي ومدير الصناعة ومدير الأشغال العمومية أشغال إعادة تشغيل وحدة إنتاج الأوكسجين، حسبما كشف عنه مصدر متابع للعملية قال إن بعض المسؤولين اضطروا إلى إنزال شحنة عتاد ليلة أمس الأول من شاحنة بعد قدوم مدير الحماية المدنية لإبداء رأيه من الجانب الأمني، لأن الأمر يتعلق بمادة حساسة.