أجلت فرنسا ما يزيد على 16 ألف شخص بسبب خطر حرائق الغابات التي تجتاح منطقة جنوب غربي البلاد، في ظل انتشار حرائق أخرى في إسبانيا وكرواتيا واليونان. واضطرت سلطات منطقة جيروند الفرنسية السياحية الشهيرة إلى إجلاء العاملين في مواقع معسكرات قضاء العطلات، بعد أن غادرها سيّاح في وقت سابق، كما انتشرت الحرائق في منطقتي تست-دو-بوش ولانديرا. وفي جنوبي إسبانيا فر ما يربو على 3200 شخص من حرائق في تلال ميخاس، على الرغم من تمكن البعض من العودة في وقت لاحق. وسجلت إسبانيا ثاني حالة وفاة ناجمة عن حريق غابات بعد وفاة رجل إطفاء يوم الأحد. وقالت سلطات الطوارئ إنه عُثر على رجل (69 عاما) ميتا يوم الإثنين في منطقة اشتعلت فيها النيران. وقالت وسائل إعلام محلية إنه كان مزارعا. وفي البرتغال، انخفضت درجات الحرارة في مطلع الأسبوع لكن المعهد البرتغالي للأرصاد الجوية يقول إن خطر حرائق الغابات ما زال مرتفعا للغاية في معظم أنحاء البلاد. وقالت السلطات إن أكثر من ألف من رجال الإطفاء، تدعمهم 285 مركبة و 14 طائرة، يكافحون تسعة حرائق غابات مستمرة لا سيما في المناطق الشمالية من البلاد. وشهدت الأيام الماضية وفاة ما يزيد على ألف شخص بسبب الحر في البرتغال وإسبانيا، وفق ما نقلت "بي بي سي" وتواجه منطقة البحر المتوسط بأكملها، منذ يوم الثلاثاء، موجة حر شديدة، تسببت في جفاف النباتات. ورغم بعض الإشارات إلى تراجع طفيف في الجنوب، استمرّت موجة الحرّ التي تضرب أوروبا الإثنين في التحرك شمالاً، بما في ذلك في اتجاه بريطانيا حيث أصدرت السلطات تحذيرات شديدة بخصوص الطقس، إذ من المتوقع أن تصل درجات الحرارة إلى 40 درجة مئوية للمرة الأولى، مما أجبر شركات القطارات على إلغاء بعض الخدمات وأجبر المدارس على الإغلاق مبكراً، وسيحث الوزراء الناس على البقاء في منازلهم. وقالت وسائل إعلام بريطانية نقلاً عن مصادر في القوات العسكرية أن سلاح الجو الملكي أوقف الرحلات في أكبر قاعدة عسكرية تابعة له في المملكة بسبب الحر. وقالت شبكة "سكاي نيوز" نقلاً عن مصدر عسكري: أوقف سلاح الجو الملكي الرحلات في قاعدة برايز نورتون العسكرية بسبب "ذوبان المدرج" إثر موجة الحرّ التي تشهدها بريطانيا. من جهتها يتوقع أن تكون بلجيكا وألمانيا من بين الدول التي ستجتاحها موجة حارة في الأيام المقبلة. وفي إيطاليا التي شهدت حرائق أصغر في الأيام الأخيرة يتوقع خبراء الأرصاد أن تتجاوز درجات الحرارة 40 درجة مئوية في عدة مناطق في الأيام المقبلة. كما عانت سويسرا من آثار الموجة الحارة. وأعلنت شركة أكسبو، التي تدير محطة بيزناو النووية يوم الإثنين إنها اضطرت إلى خفض الإنتاج حتى لا تتسبب في ارتفاع درجة حرارة نهر آر الذي تستمد منه مياه التبريد. وأصبحت موجات الحر الشديدة من الأمور المتكررة، وتستمر لفترة أطول بسبب تغير المناخ الناتج على سلوك البشر، وهو ما أدى إلى ارتفاع درجة حرارة العالم بالفعل بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بدء العصر الصناعي، وسوف تواصل درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تقم حكومات الدول في شتى أرجاء العالم بخفض حاد لانبعاثات الكربون. وحذر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الإثنين، من أن الحرائق المستعرة في أوروبا وغيرها من القارات في العالم، إضافة إلى موجات الحرّ الخانق، تشير إلى أن الإنسانية تواجه "انتحاراً جماعياً". وقال غوتيريش الذي تحدّث أمام وزراء من 40 دولة يعقدون اجتماعاً في المانيا للنقاش حول الأزمة المناخية والاحتباس الحراري: نصف الإنسانية في منطقة الخطر، من الفيضانات، التحصر، العواصف المتطرفة والحرائق. وأضاف غوتيريش قائلاً: لن تكون هناك دولة بمنأى (عن الكارثة). ومع ذلك، نتابع إشباع إدماننا على الطاقة الأحفورية. لدينا الخيار. إما التحرك الجماعي أو الانتحار الجماعي. الأمر بيدنا.