هزت حادثة "مروعة "، ليلة أمس، الشارع العنابي، إثر مقتل ثلاثة أطفال ووالدتهم، التي كانت تعمل كأستاذة بمتوسطة "ماكس مارشون " في بلدية عنابة، والعثور على الأب، مصابا وغارقا في دمائه، أمام مدخل العمارة التي يقطن فيها بحي الترقية العقارية " الوئام" بحي "جبانة اليهود"، جراء تعرضه لكسور وإصابات خطيرة على مستوي الرأس والحوض، ما تطلب تدخل عناصر الأمن والحماية المدنية من أجل نقل الأب المصاب على جناح السرعة إلى مصلحة الجراحة العامة بالمستشفى الجامعي ابن رشد. وبحسب ما نقلت مصادر محلية، فقد تلقت مصالح الأمن بولاية عنابة، في حدود الساعة الثامنة و النصف ليلا، إخطاراً من طرف مواطنين، يفيد بمقتل ربة منزل وأبنائها الثلاثة الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و 08 سنوات، حيث تم العثور على الأطفال الثلاثة، جثثا هامدة داخل المسكن العائلي المتواجد بالترقية العقارية " الوئام" وعليهم أثار الاختناق بغاز أحادي أوكسيد الكربون، في حين تم العثور على الأم، غارقة في دمائها، داخل إحدى الغرف، بعدما تعرضت حسب المعلومات المتداولة، إلى الذبح بآلة حادة على مستوي الرقبة. وأشارت المعلومات الأولية، وتصريحات بعض الشهود، إلى حين إتمام التحقيقات الأمنية، أن الزوج الذي تم العثور عليه مصابا عند مدخل العمارة، يرجح بأن يكون هو من قام بقتل زوجته ذبحا، انتقاما منها، بسبب عدم تحمله عند عودته إلى المنزل للمشهد المروع، ورؤيته لأولاده الثلاثة جثثا هامدة وعليهم آثار الاختناق، وتحميله، حسب نفس المعلومات المتداولة، المسؤولية إلى الزوجة التي غادرت المنزل دون علمه، وتركت الأطفال لوحدهم. وأضافت مصادرنا، أن الأب لم يتحمل قسوة المشهد، وحاول بعد ارتكابه لجريمة قتل زوجته الانتحار، برمي نفسه من الطابق الرابع للعمارة، ما تسبب له في إصابات خطيرة ومتفاوتة عبر مختلف أنحاء جسده. وقالت مصادر أخرى، إن مصالح الفرقة العلمية والجنائية التابعة للأمن الوطني، فور تلقيها خبر الفاجعة الأليمة، تنقلت إلى عين المكان رفقة وكيل الجمهورية بمحكمة عنابة، الذي أمر بفتح تحقيق معمق حول ملابسات الحادثة، مع الأمر بمنع الولوج إلى مسرح الجريمة من طرف الغرباء، إلى حين الانتهاء من عمليات التحري والمعاينات الأمنية ورفع البصمات، والتسريح بعدها بنقل الجاثمين، إلى مصلحة حفظ الجثث بالمستشفى الجامعي ابن رشد. وتفيد مصادرنا، " أن الأسباب الحقيقة لوقوع هذه الحادثة الأليمة، تبقى مجهولة، إلى حين انتهاء التحريات الأمنية، لاسيما وإن تعدد الفرضيات حول ملابسات الجريمة، زادت من الموقف تعقيدا، فهناك من يقول، بأن سبب وقوع الحادث يعود إلى تعرض العائلة إلى اعتداء من طرف مجهولين. وتناقلت وسائل التواصل الاجتماعي، فور انتشار خبر الحادثة الأليمة، فيديوهات حول مكان وقوع الجريمة، وصور الأطفال الثلاثة رفقة والدتهم في بهو إحدى المدارس الابتدائية، حاملين شهادات التفوق المدرسي، هي مشاهد مؤسفة و مؤلمة، عاشتها مدينة عنابة خلال 24 ساعة الماضية، حملت تعليقات حزينة من طرف رواد الفضاء الأزرق، وشهادات من طرف جيران وأقارب الضحايا، تذكر بحسن أخلاق وتربية الأب وجميع أفراد العائلة .