فاجأ رئيس الإتحادية الجزائرية لكرة القدم، جهيد زفيزف، الجميع، باختياره "الطوعي" الغياب عن مؤتمر "الفيفا" الذي أقيم أمس بالعاصمة القطرية، الدوحة، قبل يوم واحد على انطلاق حفل افتتاح المونديال. وفضّل رئيس "الفاف" عدم حضور حدث كبير يهم الكرة الجزائرية رغم غياب "الخضر" عن نهائيات كأس العالم، كون مؤتمر "الفيفا" يحضره كل الإتحادات بما يمنح فرصة من ذهب لزفيزف للإقتراب أكثر من بعض رؤساء الإتحادات الإفريقية التي تحوز على عضوية المكتب التنفيذي ل"الكاف"، في إطار الترويج لملف الجزائر لاحتضان "كان 2025"، خاصة أمام منافسة الملف المغربي. والغريب في أمر رئيس "الفاف" سقوط عنه بُعد النظر، حتى أنه جعل من السفرية إلى مدينة مالمو السويدية، ومرافقة المنتخب الوطني الأول لحضور مجرد مباراة ودية تحضيرية، أكثر أهمية من الحرص على ضمان كل الأوراق الرابحة لدعم ملف الجزائر لخلافة غينيا في تنظيم "كان 2025"، وهو (زفيزف) الذي لم يكلف نفسه منح نفس القدر من الأهمية لمنتخب المحليين الذي يشرف عليه مجيد بوقرة، رغم أن "بطل العرب" بصدد التحضير لمسابقة رسمية ستجري بالجزائر مطلع العام المقبل، وهي بطولة أمم إفريقيا للمحليين. ويسير جهيد زفيزف، الذي اكتفى بإرسال عضوين من المكتب الفدرالي إلى مؤتمر "الفيفا" يفتقدان للخبرة وللعلاقات، وهما عبد الحفيظ فرقاني وعز الدين أعراب دون الأمين العام منير دبيشي، على خطى خير الدين زطشي الذي شهدت عهدته عدم تقدير أهمية التواجد بالقرب من مصدر صناعة القرار على مستوى "الكاف"، بدليل أن زطشي فوّت على الجزائر، في 2019، فرصة الفوز بمقعد في المكتب التنفيذي ل"الكاف"، حين فضّل ترشيح عضو مكتبه الفدرالي عمار بهلول بدلا من ترشحه شخصيا، ما رهن حظوظ الجزائر في انتزاع المقعد من ممثل ليبيا. كما أن زطشي "غفل"، قبل الجمعية العامة ل"الكاف" التي جرت بالمغرب في مارس 2021، حضور بطولة أمم إفريقيا لأقل من 20 سنة بموريتانيا، وهي البطولة التي سبقت انتخاب الجنوب إفريقي باتريس موتسيبي رئيسا ل"الكاف"، كون الحدث شهد حضور رئيس "الفيفا" جياني أنفانتينو بنفسه، وعدد من "كبار" رؤساء الإتحادات الإفريقية، ووقتها تم "اقتسام الطورطة" وتحديد المرشح الوحيد للرئاسة والأعضاء الذين سيفوزون بمقاعد في المكتب التنفيذي ل"الكاف" وبعضوية مجلس "الفيفا"، بل وتم وقتها الإتفاق على تدوين نقطة في جدول أعمال الجمعية العامة ل"الكاف" التي كانت مقررة بعد البطولة، وتقديمها للأعضاء بغرض التصويت، وتقضي بغلق الطريق أمام عضوية محتملة لجمهورية الصحراء الغربية، حيث تسبب تواجد زطشي خارج مجال التغطية وقتها أن وجد نفسه "آخر مَن يعلم"، وصوّت على المقترح، من حيث لا يدري، ليتحوّل تأييده لمنع طريق عضوية "الكاف" لجمهورية الصحراء الغربية إلى فضيحة. الإصرار على الإبتعاد عن مصدر صناعة القرار من طرف زطشي بالأمس وزفيزف اليوم، وتجاهل تداعيات الضغط على عمارة شرف الدين لترك منصبه رغم تبوّئه مكانة مرموقة وسط أعضاء الجمعية العامة ل"الكاف" ورئيسها موتسيبي خلال عام فقط على رئاسته ل"الفاف"، كلها مؤشرات قوية على أن ثمة حملة على "ضرب" أصحاب الكفاءات والقدرات في جعل الجزائر كرويا تستعيد مكانتها وسمعتها وسط الأفارقة وتقترب أكثر إلى دائرة صناعة القرار الذي يسيطر عليه اليوم مَن يضعون مصلحة كرتهم وبلدانهم على رأس الأولويات.