قال الوزير الجديد للشؤون الخارجية، أحمد عطاف، إن السياسة الخارجية للجزائر، تمكنت من قطع أشواط نوعية إضافية جديرة بقامة الجزائر وقيمها وثقلها والتطلعات المشروعة للبلاد. وفي كلمة له، خلال استلام مهامه من الوزير رمطان لعمامرة، قال "لقد سعدت وشرفت منذ يومين بلقاء رئيس الجمهورية واستمعت منه مباشرة إلى إرشاداته وتوجيهاته وتعليماته وهو يهدف بها إلى الارتقاء بالسياسة الخارجية للوطن إلى مستويات فاصلة من النجاعة والنفوذ والتأثير وفي كل ما صدر عن الرئيس من تحليل وتقييم واستقراء واستشراف كانت المصلحة الوطنية هي البوصلة ومن اجل خدمتها أحسن خدمة حدد الرئيس الأولويات أولا والمقاربات ثانيا والمنهجيات ثالثا. وأضاف أنه "ستكون لنا في المستقبل القريب فرصة الوقوف عند كل ورشة من هذه الورشات بالتفصيل والتدقيق والتركيز قصد تحويلها إلى خطط عمل تتلاءم ومقتضيات كل ملف من الملفات التي أضفى عليها الرئيس طابع الاولوية وطابع الاستعجال. ان ميزة المرحلة التاريخية الراهنة تتمثل في الحساسية والدقة على كافة الأصعدة الوطنية منها والجهوية والعالمية فعلى الصعيد الوطني يعيش البلد تحولات لافتة يتوجب على سياستنا الخارجية مواكبتها والتأقلم معها والتكيف مع كل مقتضى من مقتضياتها وعلى الصعيد الجوي، او بالأحرى على صعيد فضاءات انتماءاتنا فهي الأخرى تمر بتحولات وتقلبات وتغيرات عميقة تجعل سياستنا الخارجية مطالبة بالتفطن لكل تابعة من تابعاتها والتحلي باليقظة الشديدة في وجه مفرزاتها وعلى الصعيد العالمي هناك أزمة الترابطية وأزمة في الترابطية وهناك أزمة العولمة وأزمة في العولمة وهناك أزمة في ما يسمى ببنية الأمن الجماعي وما تنذر به من اختلالات في منظومة العلاقات الدولية. وأكد الوزير الجديد أن الظرف مفحم بالتحديات الكبرى والمرحلة ثقيلة بالأخطار والمخاطر وموقع سياستنا الخارجية من كل هذا هو انها مقومة من مقومات الأمة التي يتوجب تعبئتها قصد الحفاظ على مصالح بلدنا وضمان سبل الأمن والاستقرار والرفاهية والازدهار التي يصبو للتمكن منها بكل حق ومشروعية. من جهة أخرى، قال لعمامرة "أود ان أسجل اعتزازي وعرفاني للرئيس تبون على إتاحتي فرصة سانحة للعودة على رأس الدبلوماسية الجزائرية يوم 07 جويلية 2021، كما أسجل باعتزاز أنني استفدت من دعمكم وعملكم إلى جانبي كما بذلت قصارى جهدي ممثلا للدبلوماسية الجزائرية بمساعدة رئيس الجمهورية على تطبيق برنامجه بما يتعلق بالجوانب الرامية الى تعزيز السيادة الوطنية والاستقلال الوطني وجعل الدبلوماسية اداة ناجعة في المساهمة في توجيه وتشجيع التعاون الدولي من اجل التنمية خدمة لتنمية البلاد حسب المخططات التي تضعها الحكومة لهذا الغرض". وقال لعمامرة انه قضى مع الوزير الجديد احمد عطاف مسيرة مهنية معتبرة، بعد ان اشتغلا مع بعض خصوصا خلال عشريتين الاخيرتين من القرن الماضي والتان كانتا في منتهى الحساسية بالنسبة للتاريخ المعاصر للجزائر وبالنسبة لتوظيف الدبلوماسية الجزائرية لخدمة الاستقلال الوطني والحفاظ على السيادة وحرمة التراب الوطني، كما قامت الدبلوماسية الجزائر في تلك الفترة بأعمال جبارة نصرة للقضيتين الفلسطينية والصحراوية العادلتين. وأضاف: "نحن على العهد باقون مهما كانت الظروف وتجديد الاستعداد دائما للمساهمة بأي طريقة كانت في احقاق حقوق الجزائر واثبات مكانتها الدولية وجعل وطننا المفدى نشطا ومؤثرا على الساحة الدولية يفيد ويستفيد.. ويبني على ما كسبه من نجاحات وسمعة طيبة ليعمق هذا العمل ويكرس دور الدبلوماسية الى جانب الجيش الوطني الشعبي وأسلاك الأمن كسلاح يدافع عن الوطن ويجعل من حرمة التراب وحرمة السيادة جدار لا يتجاوزه أحد ويجعل من هذا الوطني مصدر سلام وحلول سلمية للنزاعات في كل الأماكن التي يؤمن أهلها ان الجزائر هو البلد الصديق والشقيق". أضاف اننا على يقين ان احمد عطاف لما لديه من تجربة وخبرة والتزام سيرفع عاليا هذا العلم وهذه المبادئ وسيساهم إلى جانب الرئيس في جعل الجزائر التي يسمع صوتها وتؤثر على مجريات الأمور وتساهم في صنع تاريخ البلاد والمنطقة والبشرية".