جددت جبهة البوليساريو، رفض الشعب الصحراوي القاطع لسياسة الأمر الواقع التي تحاول دولة الاحتلال المغربي فرضها بالقوة في المناطق المحتلة من الجمهورية الصحراوية وتصميمه على مواصلة وتصعيد كفاحه بكل الوسائل المشروعة لبلوغ أهدافه في الحرية والاستقلال. وجددت الأمانة الوطنية لجبهة البوليساريو – في بيان توج أمس الأحد، أشغال دورتها العادية الثالثة – التأكيد على موقف الطرف الصحراوي المطالب بضرورة تحمل الأممالمتحدة لمسؤوليتها في استكمال تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية وما يتطلبه ذلك من تنفيذ بعثة "المينورسو" لولايتها من خلال تمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال، طبقا لمخطط التسوية الأممي الإفريقي، كما أكد على ذلك الرئيس الصحراوي إبراهيم غالي، خلال لقائه مؤخرا مع الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش. وعلى المستوى القاري، ثمنت جبهة البوليساريو، "الموقف المشرف للاتحاد الإفريقي ودوره في المساهمة في إيجاد حل سلمي ودائم للنزاع بين الجمهورية الصحراوية والمملكة المغربية، على أساس مبادئ وأهداف القانون التأسيسي للاتحاد وقراراته ذات الصلة". ومتابعة لمجريات جلسات محكمة العدل الأوروبية بخصوص الطعون المقدمة من طرف مفوضية الاتحاد الأوروبي والمجلس الأوروبي، دعت جبهة البوليساريو من جديد، الاتحاد الأوروبي إلى "احترام الشرعية الدولية ووضع حد للسياسات التي تساهم في تشجيع المغرب على مواصلة احتلاله اللاشرعي للصحراء الغربية ونهب ثرواتها والإمعان في انتهاكاته الجسيمة لحقوق الانسان في حق شعبها". من جانب آخر تضمن البيان الختامي، دعوة إلى الحكومة الاسبانية بقيادة، بيدرو سانتشيز، "لمراجعة سياستها اتجاه القضية الصحراوية والعودة إلى جادة الشرعية الدولية تماشيا مع المسؤولية التاريخية والاخلاقية لإسبانيا كدولة مديرة واستجابة لمواقف شعوبها وقواها السياسية المتضامنة مع الشعب الصحراوي والداعمة لحقه غير القابل للتصرف". وبخصوص التطورات الحاصلة في الشرق الأوسط والعدوان الصهيوني الغاشم على غزة، جددت الأمانة الوطنية لجبهة البوليساريو، "تضامنها القوي مع الشعب الفلسطيني ودعمها لحقه الثابت في الحرية وبناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية طبقا لقرارات الأممالمتحدة ذات الصلة". وحذرت في هذا الخصوص، من أنه "عندما يتعلق الأمر بحل النزاعات فإن تجاهل القرارات والدوس عليها والتغاضي عن ممارسة سياسة الأمر الواقع والكيل بمكيالين وعدم احترام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، يشكل أمرا خطيرا للغاية من شأنه أن يقود إلى تقويض الأمن والسلم الدوليين". البيان الصحراوي وجه من جهة أخرى، تحية "للجهود الجبارة والمتواصلة لمقاتلي جيش التحرير الشعبي الصحراوي، سواء من خلال تواصل الأعمال القتالية الميدانية ضد قوات الاحتلال المغربية على طول جدار الذل والعار (الجدار الرملي)، أو من خلال تنفيذ البرامج القارة والطارئة"، وتحية أخرى لأبناء الشعب الصحراوي في المناطق المحتلة وجنوب المغرب الذين يواصلون بعزيمة وإصرار نضالهم وصمودهم وتحديهم لقوات الاحتلال رغم الحصار والقمع الوحشي. كما عبرت الأمانة الوطنية للبوليساريو مجددا، عن مؤازرتها للأسرى المدنيين الصحراويين وهم يخوضون، من وراء قضبان السجون المغربية الرهيبة، "ملحمة التحدي في مواجهة غطرسة وجبروت الآلة القمعية لدولة الاحتلال"، كما أعربت عن تضامنها مع عائلاتهم التي تعاني من شتى صنوف التضييق والتنكيل، مطالبة المجتمع الدولي بالضغط على دولة الاحتلال للإفراج الفوري عن كافة السجناء ومعتقلي الرأي الصحراويين في سجونها.