تصاعدت حدة الأزمة بين عائلات المحتجزين لدى المقاومة الفلسطينية وحكومة الاحتلال الصهيوني، بعد إعلان الأخيرة مقتل ثلاثة من الرهائن بالخطأ على أيدي الجيش بحي الشجاعية بقطاع غزة، وهدد ذوو الرهائن بتصعيد مواقفهم والدخول في إضراب عن الطعام في حال لم تتم صفقة تبادل الأسرى وعودة أهاليهم، معتبرين أن العملية العسكرية تتناقض مع جهود إعادة الرهائن. فور إعلان جيش الاحتلال الصهيوني، عن مقتل ثلاثة رهائن لدى المقاومة بالخطأ خلال معارك بمنطقة الشجاعية بقطاع غزة، خرج العشرات من عائلات الرهائن بغزة، في وقفة احتجاجية قبالة وزارة الحرب الصهيونية بعاصمة الكيان تل أبيب، وطالبوا بالعمل على إطلاق سراحهم في أقرب وقت ورفعوا شعارات مناوئة لرئيس الحكومة بنيامين نتانياهو. وكان جيش الاحتلال، قد أعلن مساء الجمعة، مقتل 3 من أسراه في غزة بعد ما وصفه "بفرارهم من الأسر" في الشجاعية بمدينة غزة شمال القطاع. وقال نتنياهو إن "مقتل المحتجزين الثلاثة مأساة فوق الاحتمال وإسرائيل بأكملها في حداد هذا المساء". وأكدت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، أن مئة عائلة من عائلات الأسرى المحتجزين في غزة، اتهمت نتنياهو بالعمل على شق صفوف تجمعهم "حتى لا يستجيب لمطالبهم". وقال مدير الإعلام بمقر أهالي المحتجزين في غزة، رونان تسور، إن العائلات "اجتمعت وقررت التصدي لمحاولة نتنياهو شق صفوفهم". وشدد تسور، على أن العملية العسكرية "تتناقض مع جهود إعادة ذويهم" وفق الصحيفة. وأضاف أن "العائلات هددت بالإضراب عن الطعام لأجل غير مسمى، وأمهلوا نتنياهو حتى مساء السبت من أجل عقد اجتماع مع حكومة الحرب، والعمل على إعادة أبنائهم". ويعتبر ملف الأسرى لدى المقاومة، أهم ملف تشن بسببه دولة الاحتلال هذه الحرب المجنونة ضد المدنيين في قطاع غزة، الأمر الذي جعل دولة الاحتلال تتعامل معه بشكل حذر جدا، لكن السؤال الذي يطرح نفسه، كيف لملف حساس وضاغط ويشكّل بوصلة الرأي العام في الكيان، وبالرغم من كل المحاذير، إلا أن جيش الاحتلال أعلن أنه قتل بالخطأ ثلاثة رهائن في غزة، بالرغم من التبعات والارتدادات السلبية لهكذا إعلان على حكومة نتنياهو وعلى الرأي العام خاصة لدى ذوي الرهائن. ولماذا لم ينسب الكيان الصهيوني مقتل الرهائن الثلاثة للمقاومة، كما سبق وفعل في عدة حالات ومجازر ارتكبها، على غرار قصفه للمستشفى المعمداني بغزة؟ لماذالم يتغاض عن مقتلهم ويترك المقاومة تعلن عن مقتلهم ويتملّص من جريمته؟ أسئلة واستفهامات كثيرة تدور حول الأسباب التي دفعت الاحتلال الصهيوني للإعلان عن قتل الأسرى الثلاثة وفي هذا التوقيت بالذات، وربما الإجابة تملكها فقط دولة الاحتلال وكتائب القسام الذين تجمعهما حرب ضروس على كل الأصعدة العسكرية والدبلوماسية والإعلامية، والمؤكد أن المقاومة وعلى رأسها حركة حماس، تدير المعركة الإعلامية باقتدار، واستطاعت أن توجّه للاحتلال الضربة القاتلة منذ اليوم الأول لبداية عملية "طوفان الأقصى"، حيث ربحت معركة الرأي العام دوليا وحتى داخل الكيان، وكانت الصور التي تبثها فصائل المقاومة والخرجات الإعلامية للناطق باسم كتائب القسام الجناح العسكري ل"حماس"، أبو عبيدة، أكثر صدقية وتأثيرا في الرأي العام الدولي من الصور والحملات الإعلامية التي قادها الإعلام الصهيوني بدعم من الإعلام الغربي وحتى إعلام بعض الدول العربية. والمؤكد أيضا ومما لا يدع مجالا للشك، فإن كتائب القسام تملك التسجيلات التي تكشف تفاصيل عملية مقتل الرهائن الثلاثة، ولا يخامر أحد الشك بأن الظروف التي قتل فيها الرهائن الثلاثة تشكّل فضيحة مدوية تضاف لفضائح الأخطاء القاتلة التي ارتكبها الجيش الصهيوني في غزة، والتي أظهرت بأنه جيش هاو ولا يمثّ بصلة بالهالة الإعلامية التي قدّم فيها على أنه جيش أسطوري لا يهزم. إن قضية مقتل الرهائن الثلاثة لن تمر بسلام على حكومة نتنياهو وستصب الزيت على نار غضب الشارع الإسرائيلي، بعد أن تكشف كتائب القسام ما في جعبتها من تفاصيل العملية الفاشلة التي تضاف إلى العمليات الفاشلة التي حاول خلالها جيش نتنياهو أن يضع يده على الرهائن المتواجدين بين أيدي المقاومة وكلّفته خسائر مادية وبشرية ومعنوية كبيرة تضاف إلى الخسائر التي يتكبدها يوميا بغزة والتي تحولت إلى مقبرة لجنود وآليات جيش الاحتلال.