بالرغم من فوزه في الانتخابات التمهيدية الرئاسية للحزب الديمقراطي في ولاية ميشيغان، إلا أن فوز الرئيس الأمريكي، جو بايدن، حمله معه مؤشرات سلبية جدا لخسارته أكثر من 100 ألف صوت بولاية تعتبر موطن دائرة انتخابية كبيرة من الأمريكيين العرب، والذين تم حثهم على تحديد بطاقات اقتراعهم الأولية ب"غير ملتزم" احتجاجا على سياسة بايدن في غزة، وهي الولاية التي حسمت فوزه في الانتخابات السابقة. وفاز بايدن في الانتخابات التمهيدية الرئاسية للحزب الديمقراطي في ميشيغان، لكن التصويت الاحتجاجي بسبب دعمه للحرب الإسرائيلية في غزة فاق توقعات المنظمين. ومع فرز ما يقرب من 85 بالمائة من أصوات الديمقراطيين، بلغ عدد الناخبين "غير الملتزمين" أكثر من 100 ألف، بنسبة وصلت إلى 13.2. ويشعر الكثيرون في الجالية الأمريكية العربية في ميشيغان، الذين دعموا بايدن في عام 2020، بالغضب، وكذلك بعض الديمقراطيين التقدميين، بسبب دعم بايدن للعدوان الإسرائيلي على غزة. وقالت حملة "استمع إلى ميشيغان" "لقد خرجت حركتنا منتصرة الليلة وتجاوزت توقعاتنا بشكل كبير، عشرات الآلاف من الديمقراطيين في ميشيغان الذين صوّت الكثير منهم لصالح بايدن في عام 2020، غير ملتزمين بإعادة انتخابه بسبب الحرب في غزة". تضم هذه الولاية في الغرب الأوسط الأميركي، أكبر نسبة من السكان الذين يُعرفون عن أنفسهم بأنهم من أصل شرق أوسطي أو شمال إفريقي في البلاد، ويتركز معظمهم حول ديترويت. وقالت النائبة الديمقراطية عن ميشيغان، رشيدة طليب، الفلسطينية الأميركية الوحيدة في الكونغرس: "شعرت بالفخر اليوم بسحب بطاقة اقتراع للحزب الديمقراطي والتصويت ب "غير ملتزمة". أضافت "يجب أن نحمي ديمقراطيتنا، ويجب أن نتأكد من أن حكومتنا تعتني بنا". وتابعت طليب "عندما يؤيد 74 بالمائة من الديمقراطيين في ميشيغان وقف إطلاق النار، ولا يسمعنا الرئيس بايدن، تكون هذه هي الطريقة التي يمكننا من خلالها استخدام ديمقراطيتنا لنقول استمعوا إلينا". والجدير بالذكر أنه في الدورتين الانتخابيتين الأخيرتين، لم تتجاوز نسبة "غير ملتزم" 2 بالمائة، بينما بلغت 11 بالمائة في المرة الأخيرة التي سعى فيها رئيس ديمقراطي في الحكم إلى إعادة انتخابه حين فاز باراك أوباما عام 2012. ولا يواجه بايدن البالغ من العمر 81 عاما أي معارضة جدية لترشّحه لولاية ثانية في البيت الأبيض، ولكن مع تزايد عدد الضحايا المدنيين جراء العدوان الصهيوني على غزة، تراجع تأييده بين المسلمين والعرب الأميركيين، وهم كتلة حسمت فوزه في ميشيغان بفارق ضئيل عام 2020 على ترامب. ومن شأن عدد كبير من الأصوات القائمة على الاحتجاج أن يثير القلق قبيل انتخابات نوفمبر العامة، ندما لن يكون بإمكان بايدن خسارة حتى جزء من أصوات ائتلافه في الولاية. وقال بايدن في بيان: "أريد أن أشكر كل سكان ميشيغان الذين جعلوا صوتهم مسموعا اليوم. إن ممارسة حق التصويت والمشاركة في ديمقراطيتنا هو ما يجعل أمريكا عظيمة". ولم يشر البيان إلى غزة أو التصويت "غير الملتزم". لكن بالرغم من عدم الإشارة إلى ذلك، إلا أن حملة بايدن تنظر بقلق إلى حجم تأثير "استمع إلى ميشيغان" على توجهات الناخب في هذه الولاية المفتاحية التي كانت وراء فوز بايدن والإطاحة بغريمه الجمهورية دونالد ترامب. وتهدف حملة "استمع إلى ميشيغان"، إلى تحسيس إدارة بايدن أن أصوات الجالية العربية والإسلامية مهمة ويجب الاستماع إليها، لأنها ستكون مؤثرة وحاسمة لمستقبله السياسي وعليه أن يسمع صوتها باتخاذ موقف تجاه وقف الحرب والعدوان الصهيوني على غزة، وإلا سيدفع ثمن ذلك في انتخابات نوفمبر.