يواصل جيش الاحتلال الصهيوني، لليوم السابع على التوالي، استباحة حقوق المرضى والنازحين وكذا الكوادر الطبية في مستشفى الشفاء بغزة، متماديا في جرائم الإبادة التي ينفذها في القطاع منذ نحو ستة أشهر، فيما هدد، أمس، بقصف وتدمير مباني مجمع الشفاء الطبي فوق رؤوس من فيه، في أعقاب إعدام طبيب والعديد من الجرحى والنازحين. يتواصل العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة الذي يشهد تكثيفا للقصف الوحشي خلال شهر رمضان المبارك، مع استمرار قوات الاحتلال في اقتحامها مجمع الشفاء الطبي وحملة الاعتقالات والإعدامات والقصف والإحراق الهمجي للمجمع والمنازل المحيطة به. فيما قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أمس، إن جيش الاحتلال، هدد بقصف وتدمير مباني مجمع الشفاء الطبي، غربي مدينة غزة، فوق رؤوس الطواقم الطبية ومن فيه. وذكر في بيان أن إفادات "وصلتنا من داخل مجمع الشفاء الطبي تشير إلى تهديد جيش الاحتلال الإسرائيلي للطواقم الطبية المتواجدة داخل مباني المستشفى والنازحين، بأنه سيقوم بقصف تلك المباني وتدميرها فوق رؤوسهم أو أن يخرجوا للتعذيب والتحقيق والإعدام". وأعرب المكتب عن استنكاره وإدانته لتلك "الجريمة المنظمة" التي يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتكابها "بكل وحشية وانتقام"، كما حمّل الإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي "المسؤولية الكاملة عن استمرار الجريمة ضد مجمع الشفاء الطبي والطواقم الطبية والجرحى والمرضى والنازحين المدنيين"، مطالبا دول العالم ب "إدانة جريمة الإبادة الجماعية التي يمارسها الاحتلال بكل وحشية، والخروج من مربّع الصمت وممارسة دور عملي لوقف الحرب والمجازر المتواصلة بأشكال مختلفة". ويتعرّض مستشفى الشفاء بغزة لهجوم صهيوني شرس من قبل الجيش الإسرائيلي، على الرغم من أنه يضم أكثر من 7 آلاف مريض ونازح، أين نفّذ حملة اعتقالات واسعة بصفوف النازحين وقصف المنازل المحيطة بالمستشفى وتسبب باستشهاد عشرات الجرحى، بسبب منع الطواقم الطبية من العمل، فيما أجرى مساءلات للكثيرين انتهت أغلبها بإعدامات خارج القانون، وفق ما نقلت تقارير إعلامية، عن شهود عيان. وتعدّ هذه المرة الثانية التي تقتحم فيها قوات الاحتلال الإسرائيلية المستشفى منذ بداية العدوان على القطاع، في أكتوبر الماضي، إذ اقتحمته في 16 نوفمبر الماضي، بعد حصاره لمدة أسبوع، جرى خلاله تدمير ساحاته وأجزاء من مبانيه ومعدات طبية ومولد الكهرباء، بينما تعرّض القطاع الصحي في غزة إلى عملية تدمير صهيونية غير مسبوقة، أدت إلى خروج العديد من المستشفيات عن الخدمة، مما أوصل القطاع الصحي إلى نزعه الأخير حسب التقارير الأممية.
وما يزال الجيش الصهيوني مستمرا في عدوانه على قطاع غزة، الذي خلّف أكثر من 32 ألف شهيد و74 ألف جريح، أغلبهم من النساء والأطفال، على الرغم من الاستنكار الدولي والأممي الذي تواجهه جرائم الإبادة الجماعية التي يمارسها كيان الاحتلال في حق المدنيين الفلسطينيين، حيث قال المتحدث باسم منظمة الأممالمتحدة للطفولة "اليونيسيف" جيمس إلدر، إن الأطفال هم أكثر الفئات تضررا جراء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وإن منظمته تصف ما يجري في القطاع بأنه "حرب على الأطفال". وأكد إلدر في تصريحات إعلامية، أن غزة لم تعد مكانا مناسبا للعيش بالنسبة للأطفال بسبب الحرب، إذ يتعرضون للاستهداف ولضغوط نفسية كبيرة، ودعا لوقف الحرب لتجنيبهم مزيدا من الويلات. وقال المسؤول الأممي الذي زار غزة مرتين منذ أكتوبر الماضي، إن الأطفال عادة ما يتضررون جراء الحروب، فهم الفئة الأكثر ضعفا في المجتمع، وغالبا ما يشكّلون نحو 20 بالمئة من قتلى الحروب، لكن هذا الرقم يقترب في غزة من 40 بالمئة، إذ قتلت إسرائيل أكثر من 10 آلاف طفل منذ بداية الحرب والرقم في تصاعد. وأشار إلى أن نحو مليون طفل يعيشون في القطاع في ظروف يسودها اليأس والجوع، وقال إن الفلسطينيين في غزة عموما يعيشون تحت وطأة الحرب واليأس، وإن "الناس متعبون للغاية، هناك العديد من الجائعين، ولا يزال هناك خوف كبير من أن تتحقق الفكرة المجنونة بشن هجوم عسكري بري على مدينة رفح جنوبي القطاع". وكانت غارة إسرائيلية على شمال مدينة رفح، جنوب قطاع غزة، قد أدت إلى استشهاد طفلة وإصابة آخرين، فجر أمس، حيث أفادت مصادر محلية، أن طائرات الاحتلال أغارت على منزل مكوّن من طابقين في منطقة ميراج شمال مدينة رفح، مما أدى إلى استشهاد طفلة على الأقل وإصابة آخرين، بينما قصفت مدفعية الاحتلال بلدة القرارة شمال خان يونس، جنوب القطاع، كما استمر القصف بالمدفعية على شمال غرب بيت حانون ومحيط مخيم جباليا شمال القطاع وشمال مخيم النصيرات وسط القطاع. ويهدد كيان الاحتلال الصهيوني بشن عملية عسكرية كبيرة في مدينة رفح، رغم مناشدات دولية للحيلولة دون القيام بمثل هذا الهجوم، إلا أن وزارة الخارجية الفلسطينية، أكدت قبل أيام أن الإحتلال بدأ عدوانه على رفح دون أن يعلن عن الخطوة أو تنتظر إذنا من أحد تفاديا لردود الفعل الدولية، حيث أدانت القصف الإسرائيلي الدموي المتصاعد وعمليات التدمير الممنهجة التي يمارسها الجيش الإسرائيلي ضد مدينة رفح، دون الاكتراث بالتحذيرات الدولية بشأن خطورة اجتياح المدينة التي تضم مئات الآلاف من النازحين من شمال ووسط القطاع. وبهذا الشأن، جدد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أمس، الدعوة لوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة والسماح بإدخال المزيد من المساعدات الإنسانية لسكان القطاع المحاصر. وقال في مؤتمر صحافي عقده خلال زيارة للجانب المصري من معبر رفح على الحدود مع قطاع غزة، إن "على إسرائيل السماح بدخول جميع المساعدات إلى قطاع غزة كما يجب إطلاق سراح الرهائن" الذين تحتجزهم حماس منذ السابع من أكتوبر.