لليوم ال170 على التوالي يواصل الكيان الصهيوني إبادته للفلسطينيين في قطاع غزّة عبر تكثيف قصفه وإعداماته التي لم تستثن أطباء ومرضى في مجمّع الشفاء، ولا أطفال في مناطق النزوح. في الأثناء مازال مجلس الأمن الدولي غير قادر على اختراق جدار "الفيتو" وإصدار قرار يوقّف العدوان وينقذ الأرواح، حيث أرجأ أمس التصويت إلى يوم غد الاثنين على مشروع قرار قدمته 7 من الدول غير دائمة العضوية، يدعو لوقف إطلاق النار في غزة خلال شهر رمضان، وكانت روسيا والصين أحبطتا مشروع قرار أمريكي يدعو بدوره إلى هدنة. قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أمس، إن جيش الاحتلال الصهيوني هدد بقصف وتدمير مباني مجمع الشفاء الطبي غربي مدينة غزة، فوق رؤوس الطواقم الطبية ومن فيه. وذكر الإعلامي الحكومي في بيان: "وصلتنا إفادات من داخل مجمع الشفاء الطبي تشير إلى تهديد جيش الاحتلال للطواقم الطبية المتواجدة داخل مباني المستشفى والنازحين بأنه سيقوم بقصف تلك المباني وتدميرها فوق رؤوسهم، أو أن يخرجوا للتعذيب والتحقيق والإعدام". وأعرب المكتب عن استنكاره وإدانته البالغة لتلك الجريمة المنظمة التي يواصل جيش الاحتلال الصهيوني ارتكابها بكل وحشية وانتقام. كما حمّل الإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي المسؤولية الكاملة عن استمرار الجريمة ضد مجمع الشفاء الطبي والطواقم الطبية والجرحى والمرضى والنازحين المدنيين. وطالب دول العالم بالخروج من مربع الصمت وممارسة دور عملي لوقف الحرب والمجازر المتواصلة بأشكال مختلفة. ولليوم السابع يواصل جيش الاحتلال اقتحام مستشفى الشفاء الذي كان يضم أكثر من 7 آلاف مريض ونازح، وينفذ حملة اعتقالات واسعة بصفوف النازحين ويقصف المنازل المحيطة بالمستشفى ما خلف عشرات الشهداء والجرحى. إعدام أطباء ومنع العلاج عن مرضى كما أكد المدير العام للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة إسماعيل الثوابتة، أن قوات الاحتلال قتلت 100 شخص وأعدمت كوادر طبية داخل مجمع الشفاء الطبي. وتابع أن 4 مرضى توفوا داخل المنشأة الصحية الأكبر في قطاع غزة نتيجة منع الجيش الصهيوني علاجهم، ووصف الوضع داخل المجمع بالمأساوي. وكانت وزارة الصحة في غزة قالت إن قوات الاحتلال احتجزت الجمعة نحو 240 من المرضى ومرافقيهم و10 من الكوادر الصحية داخل المستشفى. كما قالت الوزارة إن الاحتلال قصف مباني عدة وأحرق قسم الشرايين في مجمع الشفاء الطبي. وأفاد شهود عيان بأن جيش الاحتلال كان يطلب من المحاصرين في المستشفى تسليم أنفسهم وسط إطلاق نار كثيف ودوي انفجارات. هذا، وكشف رئيس المركز الأورومتوسطي، رامي عبده أن قوات الاحتلال أعدمت الطبيب محمد زاهر النونو، الذي يعمل في مستشفى الشفاء، بعد رفضه مغادرة المستشفى وإصراره على مواصلة علاج الجرحى. واعترف جيش الاحتلال بارتكاب هذه المجازر حين أعلن أمس السبت، قتل 170 فلسطيني في منطقة مستشفى الشفاء غرب مدينة غزة، واعتقال أكثر من 800 آخرين. مجازر لا تتوّقف وتخطّت حصيلة شهداء العدوان على غزة ال32 ألفا الجمعة، في أعقاب استمرار المجازر وعمليات القتل الجماعي التي يمارسها جيش الاحتلال بحق المدنيين العزل. وارتكب جيش الاحتلال 9 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة، أدت لاستشهاد أكثر من 82 مواطنا، إضافة إلى 110 إصابات خلال ال 24 ساعة الماضية. وقد قصف أمس منزلاً مأهولاً في رفح جنوبي قطاع غزة مما أسفر عن استشهاد 5 وإصابة آخرين جلّهم أطفال. وأغارت طائرات الاحتلال على منزل مكون من طابقين في منطقة ميراج شمال مدينة رفح، ما أدى لاستشهاد خمسة فلسطينيين، وإصابة آخرين.