انسحب جيش الاحتلال الصهيوني بشكل كامل من داخل مجمع الشفاء الطبي والمناطق المحيطة به غربي مدينة غزة، فجر اليوم الإثنين، ما كشف عن عشرات الشهداء ودمار هائل في المستشفى ومحيطه، بعد أسبوعين من اقتحامه. وغيرت عملية الاقتحام الأكبر والأوسع ضد مدينة غزة، منذ بدء العدوان الصهيوني في السابع من أكتوبر الماضي، معالم مشفى الشفاء، الذي كان يعد أكبر مشفى في القطاع. واكتست واجهات مباني المستشفى باللون الأسود بسبب القصف والتدمير الممنهج وعمليات الحرق التي نفذتها قوات الاحتلال. وأوضحت مصادر طبية، أن جيش الاحتلال الصهيوني دمّر خلال العدوان طوابق بشكل كامل في مبنى الجراحات التخصصية، كما أحرق بقية المبنى، فيما أحرق مبنى الاستقبال والطوارئ الرئيسي، ودمر عشرات من غرفه وجميع الأجهزة الطبية فيه. وقام جيش الاحتلال بإحراق مباني الكلى والولادة وثلاجات دفن الموتى والسرطان والحروق، ودمر مبنى العيادات الخارجية. وبذلك خرج المشفى رسميا عن الخدمة، بسبب شدة القصف الذي دمر المباني والأجهزة. هذا وقد تناثر حطام مستشفى الشفاء في الساحات، فيما وُجدت الكثير من جثث الشهداء في باحاته وفي الطرقات المحيطة به، ولم يكن أحد يستطيع الوصول إليها بسبب الاستهداف الصهيوني خلال عملية الاجتياح. وعقب الانسحاب، عثر على العديد من جثث الشهداء التي تحللت جراء بقائها بدون دفن، حيث انتشل الأهالي جثامين 50 شهيدا في الساعات الأولى بعد الانسحاب. وقال الناطق باسم الدفاع المدني في غزة، الرائد محمود بصل، إن هناك نحو 300 شهيد في مجمع الشفاء ومحيطه بعد انسحاب قوات الاحتلال. وطول فترة الاجتياح والحصار، كان يتواجد في المشفى 107 مرضى، معظمهم من الحالات الصعبة التي كانت في وحدة العناية المركزة، و60 من الطاقم الطبي. وحسب شهود من المكان، فقد أشاروا إلى أن من بين الشهداء من وُجدوا مكبلي الأيدي، بما يؤكد أنهم تعرضوا بعد اعتقالهم لعمليات "إعدام ميداني". وحسب الشهادات، فقد أقدمت قوات الاحتلال على إعدام عدد من مرافقي المرضى، فيما جرى اعتقال عدد منهم، وإجبار آخرين على النزوح القسري إلى مناطق وسط وجنوب غزة. وهناك توقعات بأن يرتفع عدد الشهداء كثيرا، في ظل وجود الكثير من الجثث تحت ركام المباني التي دُمرت في محيط مجمع الشفاء.