بتأجيل اللقاء الذي كان مبرمجا يوم 5 جوان الجاري، بين قادة ائتلاف أحزاب الأغلبية من أجل الجزائر، الذي تشكل حديثا، ومعها تصريحات، أحد أعضائه، رئيس حركة البناء الوطني عبد القادر بن قرينة حول الموضوع، تكون المؤشرات والمعطيات التي تتحدث عن وجود اختلافات جوهرية داخل التكتل قد بدأت تظهر تدريجيا، خاصة أن لجنة الخبراء المكلفة بالتحضير لاجتماع على مستوى القادة لم تعلن عن خلفيات وأسباب تأجيل اللقاء إلى ما بعد إعلان رئيس الجمهورية عن استدعاء الهيئة الناخبة، علما أن رئيس حركة البناء الوطني صرح أمس بأنه كان من المفروض أن "نلتقي لمناقشة وتقييم تجربتنا على مدار ثلاث سنوات ونصف". ويحاول الخبراء أو اللجنة التي تدير الائتلاف، الذي يضم "الأفالان" و"الأرندي" وحركة البناء وجبهة المستقبل، تخطي العقبات وكل ما من شأنه أن يشكل تناقضا بين القادة، إلا أن التباين في أسلوب التعاطي مع ترشيحات الانتخابات الرئاسية على المستوى الأحادي، خلق نوعا من الحساسيات والاختلاف في الزمن السياسي، بالرغم من أن القادة يشتركون مبدئيا في نفس القناعات السياسية. كما تؤشر تصريحات زعيم حركة البناء الوطني، عبد القادر بن قرينة وطبيعة مفرداتها ورسائلها المبطنة والظاهرة، على هامش تجمع له بوهران، بأن ثمة تفاعلات وصعوبات في مرحلة تكوين هذا التكتل وقد تؤجل أو تجهض اكتمال تشكله، بدليل أنه تحدث عن "ضرورة الاحترام المتبادل بين الشركاء السياسيين، بعيدا عن المشاحنات والتجاذبات في هذا الظرف الحساس". وفُهم من تصريحات بن قرينة ومن مصادر داخل التكتل، أن تصريحات المرشح الرئاسي السابق، بمثابة رد غير مباشر على تصريحات الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عبد الكريم بن مبارك، عندما أبدى انزعاجا، على ما يبدو، من ترشيح رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون لعهدة ثانية بشكل أحادي من حركة البناء، بينما كان من المفروض التريث وإعلان ذلك في إطار الائتلاف. وما يؤكد ذلك أيضا تركيز عبد القادر بن قرينة في تصريحاته الأخيرة، على احترامه وتمييزه للشراكات واللقاءات مع الأحزاب وما يصدر عنها بشكل مشترك، وبين القرارات والتصورات والأنشطة الأحادية التي تقوم بها الأحزاب بمفردها. ولوحظ بأن قادة الائتلاف متريثين في الإعلان عن طريقة تعاطيهم مع الأحداث السياسية الهامة في البلاد، وأبرزها رئاسيات 7 سبتمبر المقبل، باستثناء حزب التجمع الوطني الديمقراطي، وحركة البناء الوطني، اللذان أعلنا، انفراديا، عمن يدعمان في الاستحقاق المقبل، بالرغم من أن من يدعماه لم يعلن رسميا عن رغبته في الترشح، مما جعل الأمر يتخذ صيغة الترشيح. وتشير المعلومات إلى أن "القواسم المشتركة" في كل التصورات السياسية والتشريعية للأحزاب التي شكلت الائتلاف، لم تخف رغبة القادة في البروز وفي تعويم الكيان الجديد بأفكار وتوجهات واسلوب وأدوات كل واحد منهم وكانت "الخبر" قد كتبت سابق، بأن من بين المؤشرات التي تؤكد وجود اختلافات في التصور والمنهج والأدوات، انخراط رئيس حركة البناء الوطني، في تشكيل ما يمكن وصفه ب "تحالفات موازية" مع قادة أحزاب أخرى، قبل ثلاثة أيام، وتأتي في شكل لقاءات مع رئيس حزب الفجر الجديد، الطاهر بن بعيبش ورئيس حزب الجزائر الجديدة، جمال بن عبد السلام، ورئيس حزب الحرية والعدالة، جمال بن زيادي، وقيادات من حزب طلائع الحريات.