أكد سفير كندا لدى الجزائر، مايكل كالان، على رغبة الشركات الكندية للعودة بشكل مكثف للاستثمار في السوق الوطنية، والاستفادة مما عبّر عنه بالفرص المتاحة لتفعيل التعاون المربح للطرفين، في إطار المقاربة تجسد الاهتمام المتبادل لرفع علاقات الشراكة في مختلف المجالات. وقال السفير، اليوم، في ندوة صحفية نظمت في مقر السفارة بالجزائر، إنّ المشاركة الكندية في معرض الجزائر الدولي المقرر في الفترة ما بين 24 إلى 29 جوان الجاري خطوة من شأنها التأكيد على هذا الاهتمام بالنسبة للشركات الكندية بالسوق الجزائرية، مشيرا إلى أن جناح كندا سيضم 12 شركة وهيئة، البعض منها متواجد حاليا في مشاريع ويطمح في توسيعها، وآخر يرغب في الوقوف على فرص الاستثمار الممكنة. وأشار المتحدث إلى أنّ أكثر من 100 شركة كندية تستثمر في الجزائر، وترغب في البقاء على المدى البعيد، خاصة في مجالات معية على غرار الفلاحة، المنشآت القاعدية للخدمات، تكنولوجيات الاتصال والمعلومات، بينا قال إنّ المشاركة في الطبعة الحالية ل"فيا" ستركز على قطاعات الزراعة، الصناعة الغذائية، الطاقات النظيفة، التكوين والتعليم والبحث العلمي، بالإضافة إلى مواجهة حرائق الغابات، وهو المجال الذي تساهم الخبرة الكندية فيه في تقليل هذا النوع من الكوارث الطبيعية المسجلة كل صيف. أكثر من 1.5 مليار دولار كندي مبادلات في سياق حديثة على العلاقات التجارية بين الجزائروكندا، ذكر الدبلوماسي إنّ حجم المبادلات بين البلدين بلغ سنة 2023 ما يفوق 1.5 مليار دولار كندي، أي ما يقارب 150 مليار دينار، وهو الرقم التي أبدى طموحه وهو ينقل رغبة الشركات الكندية لكي يعرف نموا أكبر خلال السنوات المقبلة، بينما أضاف أنّ الجزائر تعتبر الزبون الأول لكندا على مستوى افريقيا، والبلد الرابع في مجال العلاقات التجارية الثنائية. وأكد مايكل كالان، من الناحية المقابلة، على الاهتمام بالاستثمارات في السوق الجزائرية، خاصة بعد جملة الإصلاحات التي مست الأطر التنظيمية، وعلى رأسها قانون الاستثمار، وبالتالي اغتنام فرص العمل معا وإنجاز المشاريع ضمن مبدا رابح/ رابح. ونوه المتحدث إلى الدور البارز للجالية الجزائرية المقيمة في كندا، والتي بلغت حسب الأرقام المقدمة 130 ألف، من خلال المساهمة في مد أواصر العلاقات بين الجزائر وأوتاوا، والعمل تقريب ثقافتا البلدين بما يخدم المصالح المشتركة ويحقق الأهداف المرجوة من كليهما، حيث آثر على التأكيد على تمسك الجزائريين المتواجدين في كندا ببلدهم الأم، ورغبتهم في المشاركة في تنميته وبناءه. وفد "كريا" يزور كندا تقوية العلاقات الاقتصادية بين البلدين تساهم فيها أيضا، حسب ممثل الدبلوماسية الكندية، منظمات الشركات، حيث كشف عن زيارة عمل سينظمها مجلس التجديد الاقتصادي الجزائري "كريا" شهر جويلية المقبل، ستمكن وفد رجال الأعمال الجزائريين من الوقوف على إمكانيات وفرص التعاون، وتكون كبداية لتقريب وجهات النظر بين الجانبين باعتبارها خطوة إضافية لتحقيق الدفعة المرجوة. وقال كالان إن هذه الزيارة التي تتزامن والاحتفال بالذكرى الستين لمباشرة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، تأتي لدعم زيارة الوفد البرلماني الكندي برئاسة رئيس غرفة البلديات غراغ فارغوس نهاية أفريل الماضي، والتي توّجت بنقاشات ومباحثاث مع العديد من المسؤولين الجزائريين. قرابة 48 ألف تأشيرة كشف السفير أنّ كندا منحت خلال السنة الماضية حوالي 47700 تأشيرة للجزائريين، من بينها 35 ألف تأشيرة سياحية، 9000 تأشيرة دراسية (طلبة جزائريين للدراسة في جامعات كندا)، 3000 تأشيرة عمل، بالإضافة إلى 700 تأشيرة للإقامة. وأشار المتحدث، من الناحية المقابلة، إلى إمكانيات رفع عدد خطوط الرحلات الجوية المباشرة بين البلدين، إذ تقدر حاليا برحلتين فقط، وذلك للاستجابة للطلب الكبير، على أنّه ذكر أن ذلك يخضع للعديد من الاعتبارات أبرزها التفاوض بين سلطات البلدين، لاسيما في مجال النقل الجوي.