على النقيض تماما مما يجري في تشريعيات فرنسا التي صعد فيها اليمين المتطرف بشكل غير مسبوق، يواجه المحافظون في انتخابات بريطانيا التي ستجرى غدا الخميس، مصيرا قاسيا، بعدما حكموا البلاد 14 سنة، في استحقاق موصوف بالتاريخي في البلد ويعد "فسحة" للمهاجرين، باعتبار أن الحزب المرشح للفوز "متصالح" معهم، على حد وصف محللين. ويتجه حوالي 46 مليون ناخب بريطاني، غدا الخميس، إلى صناديق الاقتراع لاختيار الأعضاء الجدد لمجلس العموم والحكومة. ويختار الناخبون 650 مشرعا يمثلون أكبر عدد ممكن من الدوائر الانتخابية أو المناطق المحلية، حيث سيصبح زعيم الحزب الذي يفوز بأكبر عدد من المشرعين رئيسا للوزراء. وتشير التوقعات إلى احتمال خسارة حزب المحافظين، بزعامة رئيس الوزراء ريشي سوناك، بعد قضاء 14 عاما في السلطة بخمسة رؤساء وزراء مختلفين، أمام حزب المعارضة الرئيسي، حزب العمال، الذي ينتمي إلى يسار الوسط. وإذا فاز حزب "العمال"، تطوي بريطانيا صفحة تاريخية غدا شهدت تصاعد اليمين المتشدد طيلة 14 سنة، في حدث سياسي مخالفا تماما لما يجري فرنسا، التي تشهد صعودا لافتا لليمين المتطرف، بكسبه نسبة 31 بالمائة من الأصوات بفارق كبير عن منافسين. والمرشح لتولي رئاسة الوزراء، كير ستارمر زعيم حزب العمال "المتقشف وغير المعروف كثيرا"، البالغ من العمر 61 عاما، هو محام سابق مدافع عن حقوق الانسان شغل منصب المدعي العام قبل ان ينتخب نائبا قبل تسع سنوات، وفق ما تداولت تقارير اعلامية. ويهيمن حزبا "المحافظين" و"العمال" تقليديا على السياسة البريطانية في ظل النظام الانتخابي الحالي بالمملكة المتحدة، ما يجعل من الصعب على الأحزاب الصغيرة الفوز بالتمثيل في البرلمان، غير أن من بين المتنافسين أيضا حزب الديمقراطيين الليبراليين، وحزب إصلاح المملكة المتحدة، والحزب القومي الإسكتلندي، وحزب الخضر.