أشادت منظمة العفو الدولية (أمنستي) برأي محكمة العدل الدولية الذي قضى بعدم قانونية احتلال الكيان الصهيوني للأراضي الفلسطينية ووجوب إنهاء هذا الاحتلال، ووصفته بأنه "انتصار تاريخي لحقوق الفلسطينيين"، مطالبة بألا يسمح لهذا الكيان المحتل "بالدوس على القانون الدولي بعد الآن". ونبهت المنظمة في بيانها، الذي تناقلته وسائل الإعلام الدولية اليوم الأحد، إلى أن الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية يأتي في وقت يستمر فيه الكيان الصهيوني في انتهاك القانون الدولي الإنساني بشكل صارخ وعلى نحو كارثي خلال الأشهر التسعة الماضية، حيث يشن هجمات قاتلة وغير قانونية على قطاع غزة المحتل، مما أودى بحياة عدد غير مسبوق من المدنيين. وأشارت المنظمة إلى أن رأي محكمة العدل الدولية بلاهاي الصادر أول أمس الجمعة، "واضح لا لبس فيه"، وأن الاحتلال الصهيوني وضمه الأراضي الفلسطينية "غير قانونيين"، وأن قوانين الكيان الصهيوني وسياساته التمييزية ضد الفلسطينيين تنتهك الحظر المفروض على التمييز العنصري. وأضافت المنظمة أن "الاحتلال ركيزة أساسية لنظام الأبارتهايد الذي يعتمد عليه الكيان الصهيوني للهيمنة على الفلسطينيين واضطهادهم، والذي تسبب في معاناتهم على نطاق واسع"، مشددة على أن "الفلسطينيين عانوا عقودًا من البطش والانتهاكات الممنهجة لحقوق الإنسان الناجمة عن الاحتلال غير القانوني". وتابعت المنظمة في ذات السياق أن الفلسطينيين يتعرضون لهدم منازلهم ومصادرة أراضيهم لبناء المستوطنات وتوسيعها، وأنهم "يواجهون قيودًا خانقة تستبيح كافة جوانب حياتهم اليومية، من تفتيت العائلات والقيود المفروضة على حرية التنقل إلى الحرمان من الوصول إلى الأراضي والمياه والموارد الطبيعية". وأكدت المنظمة أن رأي محكمة العدل الدولية يأتي أيضًا في وقت يصعد فيه الكيان الصهيوني عمليات الاستيلاء غير القانونية على الأراضي في الضفة الغربيةالمحتلة، ويأذن ببناء المزيد من الوحدات الاستيطانية في القدس الشرقية المحتلة والتي ضمها الكيان الصهيوني بشكل "غير قانوني"، وكل ذلك "يرسخ الاحتلال غير القانوني ويديمه". كما سجلت منظمة العفو الدولية تقاعس الكيان الصهيوني باستمرار عن الامتثال للتدابير المؤقتة التي أمرت بها محكمة العدل الدولية لمنع الإبادة الجماعية الجارية في قطاع غزة، مشددة بأنه يجب ألا يسمح له بالدوس على القانون الدولي بعد الآن. وأصدرت محكمة العدل الدولية رأيها بشأن التبعات القانونية الناجمة عن سياسات الكيان الصهيوني وممارساته في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة وعواقب سلوكه على الدول الأخرى بعد عملية قانونية استمرت 18 شهرًا، شملت جلسات استماع علنية شاركت فيها أكثر من 50 دولة، بما في ذلك فلسطين وثلاث منظمات دولية. وخلص الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية إلى أن الكيان الصهيوني "ينتهك معاهدة جنيف في مادتيها 53 و64 باحتلاله الأراضي الفلسطينية"، وأن تهجير الفلسطينيين "غير قانوني". كما اعترفت المحكمة ب"حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره".