بعد دفاعه المستميت عن شريكه في الرذيلة والشذوذ والنباح، المتصهين بوعلام صنصال، واتهام الجزائر بضرب الثقافة الفرنسية من وراء اعتقال هذا الشخص الذي يدعي أنه كاتب، خرج الصهيوني الفرنسي برنار هنري ليفي بمقال جديد في مجلة "لوبوان" الفرنسية، نافثا قذارة ما يختلج في مخه النتن، متطاولا على بلد الشهداء والأبطال، الجزائر، متعرضا لرموزها بالسب والشتم، مطالبا اليسار الفرنسي بالانتفاض والدفاع عن صديقه مثلما يفعل اليمين الصهيوني المتطرف المبتذل. والمتصفح لمقال عراب "الخراب العربي" يدرك مباشرة أن هذا الصهيوني يبقى وفيا لغطرسته، من خلال الارتماء في أحضان ازدواجية المعايير عندما يتعلق الأمر بمقاربة القضايا الخاصة بالعالم "غير الغربي"، على غرار قضية حبس صنصال. فالمقال يزخر بالتحيزات الثقافية والسياسية ويتجنب السياق الحقيقي للأحداث، ما يجعله سبابا وشتما ضد الجزائر وليس دفاعا عن قضية، إذ حرص ليفي على ممارسة التضليل والسياق المفقود، مختزلا القضية في "قمع حرية التعبير" فقط، دون الإشارة إلى الجدل الواسع حول مواقف صنصال السياسية المثيرة للجدل، على غرار تصريحاته الغبية بخصوص الحدود مع المغرب وكذا تلك المدافعة عن الكيان الصهيوني والتطبيع معه. أليس الدفاع عن كاتب يتبنى مواقف صادمة لشعبه انحيازا للسردية الصهيونية بدلا من كونه دفاعا عن حرية التعبير!؟ وبنزعة استعلائية صهيونية، حاول الفيلسوف المجند المدعو ليفي الحط من قيمة رئيس الجمهورية، عبدالمجيد تبون، واتهمه بقمع حرية التعبير وصوره كرئيس لا يعي أهمية الأدب والثقافة الفرنسية، مشيرا إلى أن السلطات الجزائرية رأت في توقيف الخائن صنصال وتهديد المتجنس بائع ذمته كمال داود انتقاما من الثقافة الفرنسية، باعتباره "روائيا" يكتب بلغة "فولتير"، وكذا انتقاما من الرئيس الفرنسي ماكرون الذي تقرب من الرباط واعترف باحتلال المغرب لأراضي الصحراء الغربية (ودخوله شريكا في ذلك)، مغيبا نضال الشعب الصحراوي من أجل تقرير المصير. بعدها، ينتقل ليفي إلى التنديد ب"صمت اليسار التقدمي" وعدم احتجاجه على قضية صنصال مثلما يفعله التيار اليميني الصهيوني، متغافلا أن هذا الصمت ينبع من رفض اليسار مواقف صنصال ذاتها، التي تتعارض مع قيم "التحرر". حاول ليفي تصوير صنصال كشخصية ثقافية بارزة من طراز جان بول سارتر أو فاكلاف هافيل، ما يعكس خللا في التفكير والمنطق، إذ كيف يمكن مقارنة شخص عنصري بائع لوطنه مصطف مع الصهاينة ولا يعرف حتى الكتابة، بشهادة النقاد، مع شخصيات كتب عنها التاريخ دفاعها عن حقوق الشعوب في الحرية والكرامة؟ مقال برنار هنري ليفي فشل فشلا ذريعا في الدفاع عن صنصال، بل استغل القضية للترويج لأجندة الصهيونية واليمين المتطرف، فاضحا نفسه وحقده على الشعب الجزائري الذي أحبط أجندته في ضرب استقرار الجزائر بواسطة هذا الصنصال المتصهين، الذي يزداد كل يوم غرقا بفعل حملة الإغراق التي يشنها لصالحه وهي بالأحرى ضده شواذ الصحافة الفرنسية وبلاطوهات القنوات التي تحرض على قتل الفلسطينيين العزل واغتصاب النساء ثم قتلهن منقادين وراء الفيسلوف الأعمى وعراب الخراب في سوريا وليبيا واليمن وكردستان العراق وتركيا وسوري، مرورا بدارفور السوداني وتونس وأوكرانيا وأرمينيا وأفغانستان. بخرجته الإعلامية ضد موطن الأسياد والأبطال الجزائر التي ولد على أرضها عندما كانت محتلة من طرف مستضيفيه وداعميه من وراء الستار، صار يسوق تهمة جاهزة وفزاعة أجاد التلويح بها في الدوائر الأكاديمية والسياسية لمحاصرة الجزائر التي تقود حملة عالمية للتضامن مع الفلسطينيين، في حين هو يقود حملة ضد أي وقف لإطلاق النار في غزة وينكر على الفلسطينيين حقهم في دولة مستقلة ولا يجد حرجا في توزيع الاتهامات بمعاداة اليهود لكل من يؤيد القضية الفلسطينية، بما يشبه الإرهاب الفكري والوصاية الإيديولوجية. قال عنه ميشيل أونفري، الفيلسوف الفوضوي، ذات يوم "إن بوصلته (ليفي) تشير دائما إلى الجنوب، ومن الحكمة الاتجاه دائما عكس الوجهة التي يريدك أن تقصدها، لأنه حيثما حل يحل معه الخراب". وكان أونفري يعني بذلك دفاع ليفي صراحة عن التدخل العسكري في الجنوب (المناطق العربية وإفريقيا والعالم الإسلامي)، إذ يعدّه عملا إنسانيا مشروعا وليس مؤامرة إمبريالية. مشكلة برنار هنري ليفي ومن هم على شاكلته، أنهم فقدوا بوصلتهم الأخلاقية وامتهنوا حرفة قلب الحقائق وانتهاك المفاهيم واستباحة القيم.. رجل يخفي خلف مظهره وطلاقة لسانه يدين ملطختين بالدماء.