عزز المنتخب الوطني الأولمبي أول أمس من حظوظه في التأهل إلى الدور الثالث من تصفيات الألعاب الأولمبية المقررة في لندن 2012، حين سحق منتخب مدغشقر بثلاثية نظيفة أراحت المدرب عز الدين آيت جودي كثيرا، لكنها لم تقنعه، بما أنه بدا متحفظا كثيرا من الطريقة التي تعامل بها لاعبوه مع المواجهة، أين كان المنتخب الملغاشي قريبا جدا من تسجيل عدة أهداف لولا تألق الحارس مازوزي والمدافع خليلي الذي أنقذ الفريق من هدف محقق، وهو ما دعا الطاقم الفني إلى إعادة حساباته فيما يخص بعض المناصب التي تحتاج إلى دماء جديدة، على غرار وسط ميدان الدفاعي وصناعة اللعب. أخطاء كثيرة في الدفاع، وخليلي الأحسن في المرحلة الأولى لم يظهر الخضر بالوجه الذي كان ينتظره الطاقم الفني والجمهور الذي حضر المواجهة والذي كان يحمل صورة ناصعة عنه، خاصة بعد التتويج بلقب شمال إفريقيا في المغرب، وقد ظهرت التشكيلة مشتتة أين ارتكب لاعبو الوسط عدة أخطاء سواء في التمركز أو في التمرير، كما أن الانسجام بين الخطوط الثلاثة كان غائبا، حيث كان الخط الخلفي غائبا في النصف ساعة الأول وارتكب عدة أخطاء، كانت ستكون قاتلة لو عرف المنافس كيف يستغلها، أين ظهر نقص الانسجام بين علي قشي وسفيان خليلي، فيما لم يغط كل من زيتي وبيطام الرواقين كما ينبغي ما سمح لأمادا ورفاقه بالتوغل داخل منطقة العمليات، ليتحسن مردودهم في الشوط الثاني بعد التغييرات التي أحدثها الطاقم الفني. عواج وداود خارج الإطار، ودخول عنان وسايح أنعش الهجوم وجد الخضر صعوبة كبيرة في صنع اللعب في ظل غياب عدم أداء كل من دواد وبلاليلي وعواج دورهم، أين كان عواج وداود خارج الإطار تماما، فيما حاول بلالي تمشيط هذه المنطقة لكنه لم يستطع لوحده وإلى غاية دخول عنان الذي سمح للأول بالتركيز على صناعة اللعب، وزاد هذا الخط فعالية بدخول سايح الذي أنعش الوسط الهجومي كثيرا وقدم عدة تمريرات حاسمة منها الهدفين الأخيرين، كما أنه لا يمكن تناسي الدور الذي لعبه مكلوش وطواهري على الرواقين، حيث أقلق الدفاع الملغاشي كثيرا. شلالي ظهر بوجهين مغايرين، ومصفار قدم الإضافة بالنسبة للهداف محمد شلالي فإنه ظهر بوجهين مغايرين في كلا الشوطين، الأول كان فيه بعيدا عن مستواه رغم تسجيله هدف السبق، وأضاع عدة كرات، وكان نقص المنافسة باديا عليه، بما أنه لا يلعب بانتظام في ناديه بانينيوس اليوناني، لكنه تحرر في المرحلة الثانية خاصة مع دخول مصفار الذي قدم له المساندة اللازمة في الخط الأمامي، كما ظهر الانسجام بينهما، أين سجل شلالي هدفا جميلا، ومرر كرتين على طبق لمصفار الذي سجل أحداها. غياب بدبودة وبلكالام كان واضحا ظهر غياب القائدين السابقين في المنتخب بدبودة إبراهيم وسعيد بلكالام واضحا، حيث تأثر الخط الخلفي كثيرا بغيابهما، بما أن بلكالام كان يعد عميد الدفاع وقائد الجوق في الخط الخلفي، في حين كان بدبودة بمثابة اللاعب المتعدد المناصب، والذي كان كثيرا ما يصنع الأهداف بالإضافة إلى سيطرته على الرواق الأيسر دفاعا وهجوما، وهو ما عجز عنه خليفته بيطام الذي يلعب أصلا بالرجل اليمنى.