خرج الوزير المغربي للرياضة، منصف بلخياط، عن صمته بعدما غادر عنابة وملامح الغضب بادية عليه، ليقول في تصريح خص به جريدة المنتخب المغربية، بأن أسود الأطلس لعبوا ضد 14 لاعبا، في إشارة منه إلى الجمهور الحماسي، والحكام، والأرضية، إضافة إلى التشكيلة الجزائرية، وذهب الوزير بعيدا عندما قال بأنه أصر على برمجة لقاء العودة بالدارالبيضاء، حتى يكون الضغط كبيرا على الجزائر، مثلما عايش أشبال غيريتس الضغط في عنابة. وحتى إن نوه الوزير بحفاوة الاستقبال، فإن بلخياط وبتصريحه هذا أطلق العنان على الحملة التي ستشن ضد الخضر، سواء إعلاميا أو من قبل جماهير «كازا»، حيث برر هزيمة أشبال غيريتس بتصرفات الحكام وضغط الجماهير، داعيا أبناء العاصمة الاقتصادية في المملكة إلى القيام بالمثل لكسب تأشيرة التأهل إلى كأس أمم إفريقيا. بلخياط ليس أي وزير، إنه من الوزراء المقربين من العائلة الحاكمة، وله ضلع كبير في جلب المدرب البلجيكي غيريتس، ومغادرته ملعب 19 ماي كانت وسط نوع من التذمر، لمسه أغلب الحضور، مما أثار حفيظة نظيره الجزائري الهاشمي جيار. ولعل الخرجة الإعلامية للوزير، من دون رئيس الجامعة الفهيري، مؤشر على أن مباراة العودة ستطغى عليها التوابل السياسية أكثر مما كانت عليه في عنابة، وأن الساسة في الرباط سيوظفون كل ما لديهم للإطاحة بالغريم الجزائري وبأي شكل من الأشكال، خاصة وأنهم تحججوا بتصرفات الحكم لتبرير الهزيمة، ومن غير المستبعد أن يكون ملعب الدارالبيضاء شبيها بملعب القاهرة يوم مباراة الخضر. ولعل تراجع الجامعة المغربية عن تقديم احتجاج رسمي للكاف بخصوص الحكم الموريسي الذي قالت بعض وسائل الإعلام المغربية بأنه أخذ «50 ألف دولار لنصرة الجزائر»، يوحي بأن أشياء ما ترتب في الكواليس، وأن المغاربة يحضرون في أمور لمساعدة غيريتس في هزم أشبال بن شيخة، فلا يعقل أن يصرف جيراننا 250 ألف أورو شهريا للتعاقد مع مدرب بحجم غيريتس، ثم يتركونه يغرق وسط تعثرات ضد الجزائر، وبالتالي كل التخمينات توحي بأن «المخازنية» سيستنفرون علاقاتهم في الكاف لهزم الجزائر وإنقاذ خيارهم الذي لم يلق الإجماع في بلد يعيش ثلث سكانه بالقرب من سقف الفقر.