قبل جولتين عن النهاية يبدو أنّ كل المعطيات تسير لصالح هدّاف مولودية الجزائر مصطفى جاليت، وإذا كانت البطولة كشفت عن كامل أسرارها ولن يكون الوفاق بحاجة إلى أكثر من نقطة لضمان اللقب، فإنّ الأمر يبدو كذلك بالنسبة لترتيب الهدافين، رغم أنّ طبيعة اللقاءات المتبقية قد تجعلنا نشاهد غزارة من الأهداف التي قد تحمل معها مفاجأة غير سارة لابن بشار. لقاء الكاب القادم قد يحسم الأمر لجاليت لعل طبيعة الجولتين القادمتين الشكلية قد تخدم جاليت أكثر من ملاحقيه، حيث أنّ مولودية الجزائر ستواجه في الجولة القادمة شباب باتنة الذي تأكد سقوطه إلى الدرجة الثانية ما قد يجعله يتنقل إلى العاصمة بتشكيلة الآمال، وهي فرصة كبيرة أمام هدّاف البطولة لتعميق الفارق عن عودية المصاب وطيايبة وبوالمدايس اللذان تنتظرهما مقابلة صعبة جدا أمام اتحاد الحراش قبل التوجه في نهاية البطولة إلى سطيف، وهي معطيات نظرية تصب كلها في صالح جاليت. سجل أسرع هدف وضمن الفارق ويقترب من رقم مسعود إذا كان جاليت غاب عن قائمة الهدّافين لهذا الأسبوع فإنّه صنع الحدث الثلاثاء الماضي خلال اللقاء المتأخر لفريقه عن الجولة27 عندما واجه فريقه الرائد وفاق سطيف وذلك بتسجيله أسرع هدف في البطولة والذي جاء بعد ثوان فقط من صافرة البداية ليرفع رصيده إلى 14 هدفا معمقا الفارق عن عودية إلى ثلاثة أهداف، كما أنّ جاليت أصبح على بعد هدف واحد من رقم صاحب النسخة الأولى من «الحذاء الذهبي» محمد مسعود الذي سجل الموسم الماضي 15 هدفا. طيايبة يتجاوز بوالمدايس ويلتحق بعودية غياب عودية عن لقاء فريقه أمام شبيبة القبائل جمد رصيده من الأهداف عند الرقم 11، وقد كان ذلك في صالح لاعب شباب قسنطينة محمد طيايبة الذي ساهم في الرباعية التي أسقطت شباب باتنة بهدف هو 11 له هذا الموسم والرابع بألوان «السنافر» ليلتحق بهذا وفاق سطيف، وقد تجاوز طيايبة بهذا الهدف زميله بوالمدايس ويصبح الهدّاف الأول للنادي القسنطيني. بونجاح خامس لاعب يصل 10 أهداف يبدو أنّ بوالمدايس لم يفقد صدارة هدّافي شباب قسنطينة فقط، فهو أيضا مهدد بالتراجع أكثر في سلم الترتيب، فبعد أن كان المتصدر لأسابيع طويلة أصبح الآن يحتل المركز الرابع مناصفة مع هدّاف اتحاد الحراش بونجاح الذي رفع رصيده بهدفه في مرمى شباب بلوزداد إلى 10 أهداف، وبهذا يكون اللاعب الحراشي خامس لاعب في بطولة هذا الموسم يصل إلى الرقم عشرة بعد جاليت، عودية، طيايبة وبوالمدايس. أكبر حصيلة أهداف منذ انطلاق البطولة عرفت الجولة 28 أكبر حصيلة من الأهداف منذ انطلاق البطولة، حيث تمكن المهاجمون من تسجيل 26 هدفا، وقد عرفا ملعبي 8 ماي بسطيف وأول نوفبر بباتنة أكبر نسبة تهديف بخمسة أهداف في كل ملعب، وكانت الجولة الثانية قد عرفت تسجيل 25 هدفا وهو الرقم الذي لم يحطم حتى جولة هذا السبت، وتعتبر الجولة 15 الأضعف تهديفيا، حيث لم يسجل خلالها إلا 6 أهداف. عدد الأهداف يرتفع إلى 433 باحتساب أهداف الجولة 28 فإنّ العدد المسجل منذ انطلاق البطولة وصل إلى 441 هدف، أي بمعدل (15.75) هدفا في كل جولة، أما على مستوى المقابلة الواحدة فإنّ النسبة ارتفعت قليلا لتصل إلى (1.96) هدف. تراجع كبير للهجوم مقارنة بالموسم الماضي حتى إن كانت الجولة 28 عرفت غزارة من الأهداف فإنّ البطولة الوطنية تعرف تراجعا كبيرا على المستوى الهجومي، ففي الموسم الماضي وصل عدد الأهداف المسجلة بنهاية الجولة 28 إلى 502 أي بفارق 61 هدفا، وهو تراجع مخيف جدا، ويعود بالدرجة الأولى إلى نقص فعالية اللاعبين الذين كانوا يتصدرون ترتيب الهدافين في السابق على غرار مسعود، جديات، بوعيشة، سليماني، سوڤار، كاروليس، حنيفي و كلهم وصلوا عتبة العشرة أهداف الموسم القادم وهو ما لم يحدث هذا الموسم. عودية يبقى دائما الاستثناء يبقى لاعب وفاق سطيف الاستثناء الوحيد، حيث أنّه ظهر بنفس مستوى الموسم الماضي (سجل الموسم الماضي 12 هدفا) ولولا تعرضه للإصابة لكان ربما الهدّاف، في حين غاب معظم هدّافي السنة الماضية عن المنافسة هذا الموسم، وظهر لاعبون آخرون لم يكونوا مرشحين ليتصدروا ترتيب هدّافي بطولة هذا الموسم. لاعبو «سوسطارة» الظاهرة الغريبة الغريب أنّ معظم الهدّافين الذين تراجعت فعاليتهم يحملون ألوان اتحاد العاصمة وفي مقدمتهم جديات (سجل الموسم الماضي 11 هدفا)، كاروليس، حنيفي، سوڤار، ڤاسمي (سجل كل واحد منهم 10 أهداف الموسم الماضي)، دهام وبن موسى (8 أهداف لكل واحد الموسم الماضي)، ودون أن ننسى تراجع مستوى مسعود، بوعيشة، سليماني وحديوش. الأفارقة عادوا هذا الأسبوع عرفت الجولة 28 واللقاءات المؤجلة عن الجولة 27 ظهور اللاعبين الأفارقة بقوة، وهم الذين تراجع مستواهم كثيرا هذا الموسم، حيث عاد اللاعب الملغاشي لاتحاد الحراش للتسجيل من جديد، ونفس الأمر مع لاعب إفريقيا الوسطى لمولودية وهران داغولو، واللاعب المالي لشبيبة بجاية كوليبالي، كما عرفت قائمة الهدافين دخول اللاعب الإيفواري لوفاق سطيف ميشاك. داغولو يعمق الفارق عن ملاحقيه يبقى لاعب مولودية وهران داغولو على رأس قائمة ترتيب الهدّافين الأجانب في البطولة الجزائرية وذلك بستة، وبهدفي ميشاك وكوليبالي (بجاية) يرتفع عدد الهدافين الأجانب في البطولة إلى 13 هدّافا وهم داغولو (إفريقيا الوسطى)، صانداوغو (بوركينا فاسو)، يايا(تشاد)، المصراتي والسيفي (تونس) كاميلو (النيجر) باكايوكو، بانغورا وكوليبالي (مالي)، أمادا (مدغشقر)، جيل (الكاميرون)، ميشاك (كوت ديفوار)، سوجي (نيجيريا) ثلاث ثنائيات وخسارة واحدة عرفت الجولة 28 تسجيل ثلاث ثنائيات، الأولى كانت لنجم وفاق سطيف العقبي في شباك حارس شبيبة القبائل عسلة، والثانية لحديوش في مرمى بابوش والثالثة لمطراني في مرمى مولودية وهران، والمميز أنّ ثنائية المطراني لم تنقد الساورة من الخسارة على ملعبها، على أساس أنّ «الحمراوة» سجلوا ثلاثة أهداف، يذكر أنّ عواج سجل أيضا ثنائية الثلاثاء الماضي في اللقاء المتأخر أمام اتحاد العاصمة. جيل يسجل للكاب ويدفعه للرابطة الثانية اللاعب الوحيد الذي سجل ضد مرماه هذا الأسبوع كان لاعب شباب قسنطينة نغومو جيل ورغم أنّ هدف الكاميروني عادل به الكاب النتيجة إلا أنّه من حسن حظه أنّ رفاقه كانوا في الموعد وسجلوا ثلاثة أهداف أخرى وهي النتيجة التي بعثت شباب باتنة إلى الرابطة الثانية وجعلت هدف جيل ضد مرماه بلا قيمة. كل اللقاءات سجلت فيها أهداف مرة أخرى لم ينته أي لقاء بنتيجة سلبية، حيث سجلت الأهداف في اللقاءات الثمانية المبرمجة، وأكثر من ذلك أنّ 12 فريقا سجلوا من أصل 16 فريقا، حيث فشل في التسجيل فقط هجوم شباب بلوزداد، شبيبة بجاية، جمعية الشلف ومولودية الجزائر وكل هذه الفرق لعبت خارج قواعدها. لقاء النازلين فقط انتهى متعادلا لقاء واحد انتهى بالتعادل وهو لقاء أضعف فريقين في البطولة وهما وداد تلمسان واتحاد بلعباس، في حين عرفت بقية اللقاءات فائزا وخاسرا، وقد كان هجوم السنافر والوفاق الأقوى هذه المرة، حيث سجل كل فريق رباعية كاملة. هجوم الوفاق يتجاوز عتبة 50 هدفا أكد هجوم وفاق سطيف مرة أخرى أنّه الأقوى في بطولة هذا الموسم برباعية أخرى كانت في مرمى شبيبة القبائل، وقد رفع رفاق جحنيط عدد أهدافهم حتى الآن إلى 54 هدفا ليكون الفريق الوحيد الذي تجاوز عتبة 50 هدفا، وبعملية حسابية بسيطة نجد أنّ الوفاق يسجل (1.89) هدف في كل مقابلة. الهجوم الأضعف للثلاثي النازل أما أضعف هجوم حتى الآن في بطولة هذا الموسم فهو هجوم وداد تلمسان رغم هدفيه في مرمى اتحاد بلعباس، حيث لم يسجل هجوم الوداد إلا 17 هدفا، ويأتي في المرتبة ما قبل الأخير شباب باتنة واتحاد بلعباس ب18 هدفا فقط، وهذا ما يؤكد النتيجة التي وصل إليها هذا الثلاثي العائد إلى الرابطة الثانية. دفاع سوسطارة الأقوى على مستوى الدفاع يعتبر دفاع اتحاد العاصمة الأقوى، حيث لم يتلق إلا 15 هدفا متفوقا على دفاع شباب قسنطينة (19 هدفا)، مولودية الجزائر (21 هدفا) واتحاد الحراش (22 هدفا)، ويأتي الثلاثي النازل في المراتب الأخيرة كذلك، حيث تلقى دفاع شباب باتنة 43 هدفا، مقابل 41 هدفا تلقاها دفاع اتحاد بلعباس و40 هدفا تلقاها دفاع وداد تلمسان.