خرج ريال مدريد خالي الوفاض من البطولات هذا الموسم بعد خسارة لقب كأس ملك إسبانيا لحساب الجار اللدود أتلتيكو مدريد بهدفين لهدف بعد الاحتكام للأوقات الإضافية في لقاء سانتياجو بيرنابيو. الروخي بلانكوس تمكن من تتويج موسم رائع بلقب مهم يؤهله إلى لعب كأس السوبر الإسبانية أمام برشلونة بطل الليجا، فيما كان مصيراً حتمياً لموسم ملئ بالنزاعات والمشاكل والتخبط داخل غرفة خلع ملابس الميرينجي. الاستقرار هو أهم عوامل النجاح على الإطلاق، وهو ما افتقده اللوس بلانكوس هذا الموسم بسبب مدربه البرتغالي جوزيه مورينيو، الذي اشتكى من كل شئ، وقام بمشاكل عديدة مع أبرز نجوم الفريق بدءً من راموس، مروراً بكاسياس وأخيراً بيبي. أعتقد أن مورينيو أهان تاريخ ريال مدريد عندما سمح بالانفلات السلوكي الذي وجدناه من جانب عناصر ريال مدريد تحت إمرته، إلى درجة حصول لاعب على ورقتين صفراواتين في حوالي 40 ثانية فقط، ونيل ثلاثة أو أربعة لاعبين بصورة متتالية للورقة الصفراء دون أي داعٍ !. لم يكن مقبولاً أبداً أن نجد كل تلك العداونية في أداء لاعبي ريال مدريد إلى درجة جعلت خصومهم يتحفزون لهم ويتعمدون مواجهتهم بخشونة ملحوظة مثل ليفانتي !. تلك الصورة العدوانية برزت بشكل واضح خلال لقاءات الكلاسيكو وتسببت في مشاهد مؤسفة، مورينيو هو المسؤول الأول عنها، فهو الذي يقبل بالهزيمة من أي خصم إلا برشلونة !، مع التأكيد على أحقية فوز ريال مدريد بالكلاسيكوهين الأخيرين حتى لا يُساء فهم ما أقول .. ليست لدي مشكلة في أن يهزم البرسا ولكن من خلال اللعب النظيف، وليس من خلال اللعب بمبدأ “إما الفوز أو الضرب !". وظهر ريال مدريد بصورة سلوكية سيئة جداً في ديربي مدريد أمس، من خلال الضرب بدون كرة من رونالدو مرتين، الاشتباك مع دكة الأتلتي بعد طرد الدون، اعتراض مورينيو غير اللائق وإقصائه، والاحتجاجات الفظة من دكة الريال في الدقائق الأخيرة على قرارات الحكم والتي وصلت إلى نزولهم إلى أرض الملعب أثناء سير اللقاء !. أعتقد أن مورينيو أهان تاريخ ريال مدريد عندما افتعل المشاكل مع سيرجيو راموس القائد الثاني للفريق، ثم أطاح بالكابتن إيكر كاسياس من التشكيلة الأساسية للدفع باللاعب الناشئ أنطونيو أدان في مباراة مهمة في الليجا ضد ملقة انتهت بخسارة الملكي !. رحيل مورينيو بات أمراً لا مفر منه حتى يعود الهدوء ليخيم على أرجاء سانتياجو بيرنابيو، وذلك شرط أساسي ليعود الريال لمنصات التتويج.