لم تحدث المعجزة وحافظ مصطفى جاليت على صدارته لترتيب هدّافي الرابطة المحترفة الأولى في اختتام الجولة 30 والأخيرة ب14 هدفا، ليكون بالتالي صاحب النسخة الثانية من جائزة «الحذاء الذهبي» التي تقدّمها يومية «الحبر الرياضي» سنويا لهدّاف البطولة الوطنية، وهذا خلفا للاعب جمعية الشلف محمد مسعود. مهزلة المولودية لم تحرمه من التتويج عرفت الجولة الأخيرة من البطولة مهزلة جديدة بطلها مرة أخرى مولودية الجزائر التي رفضت التنقل إلى ملعب أول نوفمبر بالحراش، وبالتالي أجبر جاليت على عدم لعب المقابلة ومع ذلك تمكن من المحافظة على الصدارة رغم عودة مهاجم الوفاق عودية الذي قلص الفارق إلى هدفين. حافظ على الصدارة طوال مرحلة العودة مهما حدث في جولة إسدال الستار فإنّ جاليت كان الهدّاف الأفضل لهذا الموسم وتمكن من الحفاظ على الصدارة طوال مرحلة العودة، مبتعدا تدريجيا عن هدّاف شباب قسنطينة بوالمدايس، ووصل جاليت إلى الصدارة في الجولة الأخيرة من مرحلة الذهاب عندما التحق ببوالمدايس بتسعة أهداف وفي الوقت الذي لم يتمكن فيه اللاعب القسنطيني من تسجيل إلا هدفا واحدا في مرحلة العودة تمكن جاليت من تسجيل 5 أهداف أخرى جعلته يتوج في النهاية بجائزة «الحذاء الذهبي». فشل في تحطيم رقم مسعود رغم أنّ جاليت كان قريبا جدا من معادلة رقم محمد مسعود الذي سجل الموسم الماضي 15 هدفا إلا أنّ غياب فريقه عن اللقاء الأخير حرمه من ذلك وينهي الموسم ب14 هدفا فقط أي بفارق هدف واحد عن ما حققه مسعود الموسم الماضي ومع ذلك كان هذا الرقم كافيا لمنح لاعب الوداد والوفاق وشبيبة بجاية سابقا لقب هدّاف البطولة. عودية يكتفي مرة أخرى بالمركز الثاني من جهته فض لاعب وفاق سطيف عودية الشراكة التي كانت تجمعه بهدّاف شباب قسنطينة محمد طيايبة منفردا بالمركز الثاني ب12 هدفا، وهذه المرة الثانية التي يكتفي فيها عودية بالمركز الثاني بعدما حدث الأمر ذاته الموسم الماضي عندما حل بعد محمد مسعود في الترتيب العام. عادل رقمه للموسم الماضي الملاحظ أنّ عودية سجل نفس عدد الأهداف التي سجلها الموسم الماضي وهي 12 هدفا، وكان اللاعب العاصمي قد أنهى مرحلة الذهاب بثمانية أهداف خلف جاليت وبوالمدايس اللذين سجل كل واحد منهما 9 أهداف، ما كان يرشحه لتجاوز رقم الموسم الماضي، ولكن مشاركته في كأس إفريقيا والإصابات التي أبعدته أكثر من مرة عن المنافسة، جعلته يكتفي بأربعة أهداف فقط طوال مرحلة العودة. ركلات الجزاء تحرمه من اللقب للمرة الثانية على التوالي من جهة أخرى فإنّ الغيابات ليست فقط من حرم عودية من التتويج بلقب الهدّاف، فهذا اللاعب ضيّع للموسم الثاني على التوالي بسبب ركلات الجزاء التي خدمت جاليت وقبله مسعود، فهذا الأخير سجل الموسم الماضي 5 ركلات جزاء من أصل 15 هدفا سجلهم وهو الموسم الذي أنهاه عودية ب12 هدفا من دون ركلة جزاء، وهذا الموسم سجل جاليت 6 ركلات جزاء فيما اكتفى عودية بركلة جزاء واحدة. طيايبة ترك المبادرة لبلخضر واكتفى بالثالثة عكس عودية الذي استغل المقابلة الاستعراضية لفريقه أمام شباب قسنطينة وسجل هدفا جديدا فإنّ طيايبة ترك المبادرة لرفيقه بلخضر الذي سجل هدفين، وبالتالي تجمد رصيده عند 11 هدفا محتلا المركز الثالث، يُذكر أنّ طيايبة سجل 7 أهداف من مجموع ما سجله هذا الموسم بألوان فريقه السابق مولودية العلمة ولم يسجل مع شباب قسنطينة الذي التحق به في الميركاتو الشتوي إلا أربعة أهداف. 5 لاعبين فقط وصلوا عتبة ال10 أهداف من جهة أخرى لم تحمل الجولة الأخيرة أي اسم جديد ضمن قائمة اللاعبين الذين وصلوا عتبة العشرة أهداف، والتي تضم كلا من جاليت، عودية، طيايبة، بوالمدايس وبونجاح، حيث فشل أصحاب مسعود وزرارة في إضافة الهدف الذي كان سيضمهم إلى أصحاب العشرة أهداف وما فوق، ويبقى هذا العدد قليلا مقارنة بالموسم الماضي الذي تمكن خلاله 11 لاعبا من تحقيق ذلك وهم مسعود، عودية، مساعدية، جديات قاسمي، بوعيشة، كاروليس، سليماني، حنيفي، سوقار وجاليت. مساعدية هدّاف مرحلة العودة نصبت الجولة الأخيرة هدّاف شبيبة القبائل يوعيشة هدّافا لمرحلة العودة من خلال الهدفين اللذين سجلهما في مرمى شباب باتنة رافعا رصيده إلى 9 أهداف، سجل منها اللاعب البليدي 3 أهداف فقط في مرحلة الذهاب، وهذا ما يعني أنّ بوعيشة أكثر لاعب تسجيلا في مرحلة العودة بستة أهداف. بن دوخة صاحب آخر هدف في البطولة كان اللاعب الشاب لشباب باتنة بن دوخة آخر من سجل في بطولة هذا الموسم، عندما تمكن من تعديل النتيجة لفريقه أمام شبيبة القبائل في الوقت البدل الضائع، وكان مسعود صاحب آخر هدف في بطولة الموسم الماضي. 22 هدفا جديدا عرفت الجولة الأخيرة تسجيل 22 هدفا، وكان من الممكن أن يكون الرقم أكثر لو لعب داربي العاصمة بين اتحاد الحراش ومولودية الجزائر، وقد عرفت ملاعب سطيف، العلمة، باتنةوتلمسان تسجيل أربعة أهداف في كل منها، كما عرفت كل الملاعب تسجيل أهداف. الرقم يرتفع إلى 466 باختتام البطولة يكون عدد الأهداف المسجلة طوال الموسم هو 466 هدف، وهو عدد قليلا جدا، حيث أنّ نسبة التهديف في الجولة الواحدة توقفت عند (14.8) فقط، أما في المقابلة الواحدة فكانت النسبة (1.94) هدف أي أقل من هدفين وهي نسبة تبقى ضعيفة وأقل مما كان الموسم الماضي. تراجع كبير لعدد الأهداف الملاحظ على عدد الأهداف المسجلة هذا الموسم أنّها أقل بكثير عما كان عليه الموسم الماضي الذي عرف تسجيل 568 أي بفارق 102 هدف وهو كبير جدا يؤكد التراجع الرهيب لأداء المهاجمين في البطولة الوطنية. 240 مقابلة بثلاثيتين فقط من جهة أخرى فإنّ بطولة هذا الموسم لم تعرف في 240 مقابلة إلا تسجيل ثلاثيتين فقط، الأولى كانت من جاليت أمام وداد تلمسان في الجولة الأولى، والثانية كانت من لاعب اتحاد العاصمة قاسمي أمام اتحاد بلعباس في مقابلة سجل فيها الفريق العاصمي سداسية، والملاحظ أنّ الثلاثيتين كانتا أمام فريقين سقطا في نهاية الموسم. هدّاف المنتخب اكتفى بأربعة أهداف من غرائب بطولة هذا الموسم أنّ هدّاف المنتخب الوطني إسلام سليماني لم يسجل إلا أربعة أهداف فقط، وهذه الظاهرة ربما لا توجد إلا في البطولة الجزائرية، وكان سليماني قد سجل الموسم الماضي 10 أهداف ولكن هذا الموسم كان خارج الإطار تماما لدرجة أنّه ترك لقب هداف الفريق لكل من بن علجية وربيح حيث سجل كل واحد منهما5 أهداف. سوسطارة أفقدت المهاجمين الشهية ربما من مخلفات تراجع الفعالية في بطولة هذا الموسم هو الغياب التام للاعبين الذين التحقوا هذا الموسم باتحاد العاصمة، على غرار كاروليس الملغاشي وحنيفي وسوقار، فكل لاعب سجل الموسم الماضي مع فريقه السابق عشرة أهداف، وهو ما لم يحققه اللاعبون الثلاثة مجتمعين هذا الموسم، كما أنّ جديات غاب تماما ولم يحافظ إلا قاسمي عن جزء مما حققه الموسم الماضي. سايح ارتفع أجره فنقصت فعاليته هدّاف آخر غاب تماما هذا الموسم وهو سايح الذي كان أبرز هدّاف في مرحلة العودة من الموسم الماضي بتسجيله 9 أهداف، وهو ما دفع إدارة مولودية الجزائر إلى رفع راتبه ولكن يبدو أن ذلك لم ينفعه وخسر اللاعب الورقلي هذا الموسم كل ما حققه الموسم الماضي. حشود الوفاق لا يساوي حشود المولودية لعل من أكبر ضحايا تنقلات بداية الموسم الحالي هو لاعب مولودية الجزائر الآخر عبد الرحمن حشود، حيث اكتشفنا لاعبا جديدا يختلف تماما عن حشود وفاق سطيف الذي لولا الإصابة الخطيرة التي تعرض لها وسط الموسم الماضي لأنهاه هدافا للبطولة ولكن ابن العطاف غاب في زحام العاصمة وصراعاته مع مناد. بوعيشة العلمة ضاع في جبال جرجرة لم يكن حشود أو سايح ولاعبو اتحاد العاصمة فقط من فقدوا معالمهم هذا الموسم فلاعب شبيبة القبائل بوعيشة كان أيضا ضمن القائمة، فبعد أن أنهى الموسم الماضي هدّافا لمولودية العلمة ب11 هدفا لم يظهر له أثر في بطولة هذا الموسم. لا القبائل ولا السنافر خدما حديوش من ضحايا التنقلات هذا الموسم نجد حديوش الذي سجل الموسم الماضي مع مولودية سعيدة تسعة أهداف، ولكن هذا الموسم لم تشفع له بدايته في شبيبة القبائل ولا نهايته في شباب قسنطينة، وكان خارج المنافسة تماما، ما يعني أنّ اللاعب فقد معالمه ويبحث عن فريق يمنحه الاستقرار الذي يجعله يستعيد فعاليته الهجومية. المتصدرون فقط سجلوا أكثر من الموسم الماضي تراجع الأداء الهجومي في بطولة هذا الموسم يعكسه أيضا وجود أربعة لاعبين فقط من أصحاب المقدمة سجلوا أكثر من الموسم الماضي، يتقدمهم جاليت الذي رفع رصيده إلى 14 هدفا بدل 10 أهداف وحققه الماضي، ثم يأتي طيايبة الذي سجل 11 هدفا مقابل 8 أهداف سجلها في النسخة الماضية، وكذلك بوالمدايس الذي سجل هذا الموسم 10 أهداف مقابل 6 أهداف فقط بألوان شبيبة القبائل، وهو تماما ما كان مع لاعب اتحاد الحراش بونجاح، وهذا ما يعني أنّ خماسي المقدمة فقط تطور أداؤه، حيث أنّ عودية حافظ على نفس نسبة التهديف. داغولو هدّاف الأفارقة لم تحمل الجولة الأخيرة أي تغيير على مستوى تريب الهدافين الأجانب رغم تسجيل باكايوكو الساورة والمصراتي التونسي، حيث حافظ داغولو على الصدارة بستة أهدافا متقدما على اللاعب التشادي لاتحاد الحراش الذي سجل أربعة أهداف. هجوم الوفاق ينهي البطولة في الصدارة رغم أنّ مهاجمي وفاق سطيف لم يسجلوا إلا هدفا واحدا في لقاء الجولة الأخير أمام شباب قسنطينة إلا أنّ رفاق عودية أنّهوا البطولة كأقوى هجوم في الرابطة الأولى ب55 هدفا، وبمعدل تهديفي وصل إلى (1.80) هدف في المقابلة الواحدة، وهي نسبة تقارب معدل التهديف في البطولة، ما يعني أنّ الهجوم السطايفي كان مميزا هذا الموسم، ويعتبر هجوم اتحاد بلعباس الأضعف ب18 هدفا فقط. دفاع اتحاد العاصمة في المقدمة على مستوى الدفاع احتل دفاع اتحاد العاصمة الصدارة، حيث لم يتلق إلى 15 هدفا فقط، أي بمعدل نصف هدف في المقابلة الواحدة وهي نسبة ممتازة تؤكد العمل الكبير لمدافعي سوسطارة هذا الموسم، أما أضعف دفاع فهو دفاع شباب باتنة الذي تلقى 46 هدفا.