أخدت قضية الحصص التي طالب بها أعضاء في المديرية الفنية الفرنسية أبعادا كبيرة ،حيث أضحى موضوع تحديد عدد الأفارقة والمغاربة في مراكز التدريب لكرة القدم سياسيا، وأصبحت وسائل الإعلام الفرنسية تطالب برحيل المدرب لوران بلان ومقاضاة المدير الفني الفرنسي. ولعل تفجير القضية من قبل مدرب فرانكو جزائري في صورة محمد بلقاسيمي الملقب "بمومو"، زاد من حدة الأزمة حيث زالت كل الشكوك حول خلفية تفجير القضية في خضم السياسية الجديدة لساركوزي مع المغتربين. وما طالب به بلان وبلاكار بشكل سري لتقليص عدد السود والمغاربة في مراكز التكوين وفي المنتخبات الفرنسية هو شأن يخص الفرنسيين الذين سيكونون بدون أدنى شك أكبر الخاسرين، لأنه لولا زيدان الجزائري و دوسايي الغاني لما تحقق حلم كأس العالم سنة98، وإذاكانت فرنسا لا تريد أبناء جاليتنا فإن الجزائر لن تفرط فيهم وستفتح لهم أبوابها مثلما فعلت ذلك مع بودبوز ومغني ويبدة وقبلهم عنتر يحي وبلوفة . وبرأي أحد الرياضيين المغتربين فإن الضجة التي أثيرت قد تكون لها آثار إيجابية على المنتخبات الوطنية بالرغم من أن الكثير متخوف فعلا من رد فعل غير رسمي للتقنيين المشرفين على المنتخبات الفرنسية أو على مستوى النوادي الذين ظلوا على مر عشرين سنة يجنون ثمار عمل ميداني مع المغاربة والأفارقة من أبناء المغتربين. وإذا كان بلقاسيمي قد منحه جيرار هوليي المدير الفرنسي السابق وسام الاستحقاق بالنظر للعمل الكبير الذي يقوم به في الأحياء ،فإن المغتربين والسود عليهم أن يمنحوه وسام الشجاعة والنضال لأنه أحبط عملية إغتيال الشبان في المهد من خلال مخطط حرمانهم من الدخول إلى مراكز التكوين في كرة القدم. ومهما قيل عن أخلاقية تصرفات التقني الفرنكو جزائري، فإن ما قام به بلقاسيمي عندما ندد بهذه الاستراتيجية الحمقاء يستحق كل التقدير حتى وإن كلفه ذلك منصبه في المديرية الفنية الفرنسية. و مهما حاول بعض العنصريين بفرنسا فرض ضغط على المدربين السود والمغاربة كي لا يدلوا بتصريحات صحفية، مثلما أشار إلى ذلك لاعبنا الدولي السابق رشيد معطر، فإن الضجة الإعلامية التي سادت هذه القضية ستكون لها إفرازات إيجابية على أبناء جاليتنا لأن "مومو بلقاسيمي" أحبط مخططهم ،فأنتقل الملف من بين أيدي التقنيين وأصبح موضوعا سياسيا بين اليمين واليسار في سباق الانتخابات الرئاسية المقبلة لسنة 2012 . عدلان حميدشي هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته