لا تزال قضية الحصص العنصرية التي أثارها موقع “ميديا بار” الفرنسي بشأن الاجتماع الفني الذي عقد في شهر نوفمبر الفارط من أجل تحديد الحصص في مراكز التكوين بالنسبة للأفارقة والعرب بنسبة لا تتجاوز 30 من المائة مفتوحة... وهي المعلومات التي كانت مسرحا لفضيحة هزت بيت اتحاد الكرة في فرنسا، بل وصل إلى الوزارة التي فتحت بمعية الاتحادية تحقيقا حول ملابسات هذه القضية من خلال لجنة تحقيق وزارية ستقدم نتائج هذا التحقيق التي ستعرض في الأيام القليلة القادمة، وذلك لتسليط الأضواء على ما جاء في اجتماع 8 نوفمبر 2010 الفارط، حيث كشف رئيس الاتحاد الفرنسي دوشوسوي أن عدة رؤوس ستسقط في حال تأكد حقيقة ما حدث في هذا الاجتماع والذي كان الناخب الفرنسي طرفا فيه ومعنيا بدرجة أولى بنتائج التحقيق المنتظر. “بلان” لم يلق مساندة رئيسه تواجد الناخب الفرنسي “بلان” في الاجتماع جعله من بين الأشخاص المهددين بالعقوبات في حال تورطه في هذه الفضيحة، ورغم أن “لوران” تلقى دعم ومساندة زملائه من المدربين في القسم الأول المحترف إلا أن الأمر لم يكن كذلك من طرف المسؤول الأول عن الاتحاد الفرنسي “دوشوسوي” الذي صرح في القناة الفرنسية الأولى بشأن هذا الموضوع: “سيستمع للأشخاص، سيدافع عن نفسه، وبعدها سنتخذ القرارات اللازمة... أو لا”، هذا التصريح يلمح إلى إمكانية معاقبة أي متورط في هذه الفضيحة بمن في ذلك المدرب الفرنسي الذي كان حاضرا في هذا الاجتماع لأن صلاحية تنحية المدرب الوطني هي لرئيس الاتحادية وليست للوزارة. المدير الفني موقف إلى إشعار آخر الرجل الأول الذي دفع ثمن هذه القضية في انتظار نتائج التحقيق هو المدير الفني الفرنسي “بلاكار” الذي تم توقيفه مؤقتا من منصبه في انتظار استكمال نتائج التحقيق، وإذا كان المدير الفني شخصا مغمورا في الوسط الكروي إلا أن تفاعلات القضية أثرت كثيرا في الناخب الفرنسي الذي يكون قد صرح لمقربيه بأنه ينتظر بشغف نهاية هذه الكابوس، ملمحا إلى إمكانية استقالته بسبب الضغط الذي يعيشه على وقع هذه الفضيحة التي هزت الكرة الفرنسية منذ الخميس الفارط وأصبحت بمثابة قضية دولة بالنظر إلى حساسيتها. حتى الوسط السياسي يستنكر كما استنكر الوسط السياسي الفرنسي قضية التمييز العرقي في قضية تحديد حصص مراكز التكوين الفرنسية، حيث عبر نائب رئيس الجبهة الوطنية “لويس إليو” عن استيائه من هذه القضية وقال: “أرى أن تحديد الحصص أمر مفجع وكان لابد على المسؤولين في الكرة اتباع المعايير الفنية في اختيار الأحسن”، وقد اتفق أغلب الساسة على التنديد بهذا السلوك ويبقى حزب “لوبان” الوحيد الذي ندد بتواجد مزدوجي الجنسية في المنتخب وله فكر عنصري معروف في الساحة السياسية الفرنسية. العقوبات قد تتحول إلى قضائية كما أشارت بعض الأوساط الرسمية في فرنسا إلى أنه في حال ثبوت نتائج التحقيق وصحة هذه الفضيحة، فستتطور القضية ليتم متابعة المتورطين قضائيا لأن القضاء الفرنسي يجرم الأفعال العنصرية، وفي هذا الصدد ستؤثر نتائج التحقيق في سمعة وصورة الكرة الفرنسية التي ستتشوه وتفقد مصداقيتها بدليل أن رئيس الاتحاد الفرنسي اعتبر عند بروز القضية في أول أيامها أنه مخطط لضرب استقرار المنتخب الفرنسي بعدما استعاد عافيته. -------------------------- ڤيرو: “اللاعب مزدوج الجنسية له الحقّ في اللعب لبلده الأصلي، وليس هناك قضية عنصرية” كان لنا اتصال ب “ڤيرو“ عميد مدربي الفرق الفرنسية الذي أشرف لعقود على نادي أوكسير، لمعرفة موقفه عن موضوع التوصيات العنصرية التي قدمها الاتحاد الفرنسي لمراكز التكوين، من خلال منح العرب والأفارقة حصصا لا تتجاوز 30 بالمئة، حيث كان ردّه متحفظا: “لا يمكنني الحديث عن قضية غير معترف بها رسميا، فهي مجرّد تخمينات صحفية وإشاعات تعود إلى شهر نوفمبر الفارط، ومادام أن كلّ الجهات نفت هذه الاتهامات فلا يمكننا التعليق على قضية غير موجودة. ورغم ذلك يبقى رأيي واضحا في هذا الموضوع، حيث سبق لي أن صرّحت لكم أنه من حقّ فرنسا الاستفادة من اللاعبين الذين تكوّنوا في مدارسها والأولوية للمنتخب الفرنسي، ولكن في حال عدم الاستفادة من اللاعبين المزودجي الجنسية، فمن حق هذا اللاعب أن يلعب لبلده الأصلي حتى لا يضيع عنه مشوار دولي..”. تورام: “أنا خائف جدا أن تكون القضية حقيقة“ عبّر ليليان تورام المدافع السابق لمنتخب “الديكة“ عن موقفه من القضية التي أثارها موقع “ميديا بار” حول قضية الحصص العنصرية التي يريد الاتحاد الفرنسي اعتمادها في مراكز التكوين، حيث قال في هذا الصدد من خلال حصة “ تليفوت” في القناة الأولى الفرنسية: “لقد اضطربت بعد سماع القضية، ولكني قلت إنها بعيدة عن الحقيقة. وبعدها أجريت مكالمات هاتفية، حيث قال لي فرناند دوشوسوي لو يكن الموضوع حقيقة سيبعد عدّة أشخاص، وأننا في قلب الفضيحة. وواصل أنه ينتظر نتائج التحقيق من الوزارة والاتحاد الفرنسي، حيث استطرد قائلا: “أتمنى أن يبلغونا أخبار مفرحة بالقول إنه كان مجرّد هاجس، لأنني خائف أن تكون القضية حقيقية“. مجاني: “ليس لديّ المعلومات الدقيقة لأعبّر عن موقفي” تحفظ المدافع كارل مجاني عن تقديم موقفه في هذه القضية حيث اكتفى بالقول: “ليس لديّ معلومات دقيقة في هذا الموضوع، وكل ما نعلمه هو ما نشر في الصحف الفرنسية، وإذا تأكدت هذه الإدعاءات فسيكون أمرا خطيرا.. أفضّل الإطلاع على المعلومات بشكل رسمي ودقيق قبل الإفصاح عن موقفي، حتى لا استبق الأحداث”. مسلوب: “لم ألمس العنصرية.. والصحافة تكتب أيّ شيء” من جهته، نفى وليد مسلوب الدولي الجزائري الذي ترعرع في فرنسا عن قضية العنصرية في الكرة الفرنسية، حيث قال في هذا الشأن: “أنا مندهش من هذه القضية، لأنني لم أعاني من العنصرية طيلة مشواري، وأنا لم أتردّد في اختيار الجزائر لأنني أعلم أنه حتى لو أسجّل أكبر عدد من الأهداف لن أستدعى للمنتخب الفرنسي. ورغم ذلك أؤكد أن هذه القضية هي من نسج الصحافة الفرنسية التي تكتب أيّ شيء، وأنا أفضّل لو تقدّم لنا الحلول للاعبين المزدوجي الجنسية إذا كان هناك قضية تذكر”.