أنا أتابع باهتمام هذه القضية التي أثارت وسائل الإعلام الفرنسية وأحدثت ضجة كبيرة في هذا الوقت، حيث أريد أن أوضح الظرف الذي أثيرت فيه وأقصد به الظرف السياسي في فرنسا.. ما قولك باعتبارك من اللاعبين الذين تكوّنوا بفرنسا حول ما يعرف بفضيحة الحصص في المديرية الفنية الفرنسية؟ أنا أتابع باهتمام هذه القضية التي أثارت وسائل الإعلام الفرنسية وأحدثت ضجة كبيرة في هذا الوقت، حيث أريد أن أوضح الظرف الذي أثيرت فيه وأقصد به الظرف السياسي في فرنسا، إذ يفصلنا عام واحد عن الانتخابات هناك، وكما تعلم الجبهة الوطنية التي يقودها لوبان في تصاعد من يوم لآخر وهذه القضايا نحن مزدوجي الجنسية لا تفاجئنا لأننا نعلم أن فرنسا تواجه ماضيها والتنوع العرقي يجب ألا يطرح في لعبة الكرة لأن القضية ليست قضية اللون والعرق بل الفارق هو في الموهبة التي تعتبر معيارا لاختيار الأفضل. إذن القضية كانت مطروحة في السابق ولو بشكل غير رسمي؟ نعم، لقد أثير في الثمانينيات هذا الموضوع، حيث نشرت مقالات عن مزدوجي الجنسية، وشخصيا عانيت من مشكل في عام 86 بسبب مقال نشر لي في “فرانس فوتبال” تحدثت فيه عن هذا الأمر وهو ما خلق لي بعض المشاكل، حيث لا تنسى أنني شاركت مع زميلي منصوري ودحلب في مونديال 82 وكانت هناك إمكانية لمواجهة المنتخب الفرنسي آنذاك بلاعبين تكونوا في فرنسا، ما فتح الباب لطرح هذه المواضيع ولكن لا أظن أن هناك روحا من العنصرية كما يحاول البعض أن يدعي بعد ما تم نشره في موقع “ميديا بار” حول فضيحة الحصص. إذن هذا الطرح هو منفعي بالنسبة للفرنسيين أكثر منه عنصري حسب رأيك. القوانين تغيرت بشأن اختيار البلد الأصلي وفرنسا في هذا الصدد يجب أن تفتخر لأنها كونت لاعبين لمنتخبات أخرى يصنعون أفراحها، ولكن من جهة أخرى هم يعتبرون أن مراكز التكوين بصدد تكوين منافسي المنتخب الفرنسي في المونديال لأن فرنسا قد تواجه الجزائر بيبدة وعنتر ومغني الذين هم في الأصل من تكوينها، من هذا المنطلق أراد المدير الفني الجديد فرانسوا بلاكار الذي خلف جيرارد هويي اعتماد سياسة جديدة تحدد فيها نسبة تواجد ذوي الأصول العربية والإفريقية في مراكز التكوين، وذلك لتداعيات القانون الجديد الذي يعرف بقانون باهاماس الذي جعل فرنسا تضيع لاعبين موهوبين على غرار موسى سو الذي اختار السنغال رغم أنه لعب في فئة أقل من 19 سنة للمنتخب الفرنسي، وهناك بوكاري، دياب، آيت فا، عنتر يحيى، بودبوز وهو ما يسمح لفرنسا بتشكيل منتخب فرنسي تنافسي. ولكن هذه السياسة تعتمد على تمييز عرقي وعنصري، أليس كذلك؟ لا، ليست هناك روح عنصرية وأنا شخصيا أشك في أن فرنسا التي كانت دائما بلدا لتعدد الألوان والأجناس ومصدر قوتها تنجح بهذه السياسة، لأن 80 من المائة من الذين ينشطون في مراكز التكوين من هذه الفئة، وهناك توجه جديد في سياسة التكوين يتحمل بلاكار مسؤوليتها وأظن أنه كان سيفشل في حال ما طبقها رغم أن التمييز متواجد حاليا من خلال إجبار الشبان على الإقامة لأكثر من خمس سنوات في فرنسا للانضمام إلى مراكز التكوين. وهل بلان يساند مثل هذا التوجه؟ لا، أظن أن هناك تسجيلا يملكه موقع “ميديا بار” من طرف أحد المشاركين في الاجتماع الذي حضره المدرب الفرنسي بلان، وهذا الشخص سرب هذه المعلومات بعدما دار النقاش حول قضية الحصص... بلان ليس بالشخص العنصري، أظن أنه ارتكب فقط خطأ في التعبير ولا أعتقد أنه سيحمل المسؤولية التي ستنحصر فقط على المدير الفني الموقف لأن إبعاد بلان سيكون خسارة للمنتخب الفرنسي. ولكن القضية أخذت أبعادا سياسية، والجميع ينتظر مخلفات هذه الفضيحة في الوسط الكروي، فكيف تراها في الوضع الراهن؟ هذه القضية قد تستغل سياسيا وإذا تدخل السياسيون فقد يتم التضحية حتى ببلان الذي سيدفع ثمن خطئه الأول في التعبير، ولكن لحد الساعة سياسة التكوين في الاتحاد الفرنسي لم تتغير ويجب الاعتراف بأنها هي الأحسن وانتقاء أفضل المواهب في فرنسا كان دائما من الأحياء التي فيها تنوع عرقي. وهل سيتأثر مزدوجو الجنسية بهذه القضية ولو بشكل معنوي؟ مشكل هذه الفئة لا يكمن في الكرة بل في كل مجالات الحياة، حيث هناك العديد منهم يملكون شهادات ولكنهم لا يملكون مناصب عمل، لقد تأثرنا من هذا المشكل في فرنسا حيث يعتبروننا “مغتربين”، وعندما نسافر إلى الجزائر نسمى مغتربين كذلك ولا يعترف بنا، حيث يفرحون بنا عندما نلعب في المنتخب ولكنهم لا يريدوننا كمدربين رغم أننا نملك الشهادات اللازمة في التدريب. بم تختم؟ أضرب لك موعدا في مباراة العودة بالمغرب أين سأحل ضيفا على صديقي اللاعب السابق المغربي كريمو لمتابعة المباراة التي ستلعب حسب ما أعلم في الدارالبيضاء، يومها سنتحدث عن اللقاء (يضحك).