يصعب على جماهير برشلونة الاسباني وليونيل ميسي الأرجنتيني اتهام الاتحاد الدولي لكرة القدم بالعمل لمصلحة البرتغالي كرستيانو رونالدو هداف الغريم الأزلي ريال مدريد، لأن في ذلك تشكيك صريح بنوايا ومبادئ وأخلاقيات الفيفا، في وقت أمضت فيه هذه الجماهير 4 سنوات تدافع فيها عن نزاهة وشرف وحيادية المنظمة الأم المسئولة عن كرة القدم العالمية. دفاع عشاق ميسي طوال 4 سنوات فاز بها البرغوث الأرجنتيني بجائزة الكرة الذهبية كأفضل لاعب في العالم، كان منصبا على آلية وطريقة التصويت التي تمنح لاعبا دون غيره الأفضلية للفوز بالجائزة، دون أدنى قدرة للفيفا على التدخل لتوجيه الأصوات في اي اتجاه كان، ولكن فجأة أصبح الاتحاد الدولي ورئيسه جوزيف بلاتر في قفص الإتهام. الصحافة الكتالونية شنت هجوما ضاريا فجر الخميس والجمعة عبر عناوين صفحاتها الرئيسية بعد قرار الفيفا تمديد فترة التصويت، وهو القرار الذي اتخذه رجال بلاتر إثر إحراز الدون البرتغالي هاتريك استثنائي في مباراة الملحق ضد السويد وصعد بمنتخب بلاده إلى كأس العالم، مما يفسر صراحة على أنها محاولة من العجوز السويسري لرأب الصدع الذي أحدثه بعد واقعة السخرية من رونالدو في جامعة أكسفورد. أنا شخصيا أرفض هذا القرار، وليس لأنني سأتضرر بأي حال من الأحوال إذا فاز رونالدو أو ميسي أو غيرهما بهذه الجائزة، ولكن لأنني على عكس جماهير برشلونة كنت مؤمنا منذ سنوات بأن الفيفا يتلاعب بطريقة أو بأخرى في توجيه الأصوات نحو اتجاه معين، وإن كان لا يزور كما حاول المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو إثبات واقعة تبديل في استمارات التصويت. تلاعب الفيفا وأن يظهر اليوم علنيا بعض الشيء، فقد أكد الكثير من المراقبين أنه موجود بشكل مخفي منذ سنوات وسنوات، فهذه المنظمة تعيش على الفساد الذي طال أمده والرشاوي التي لا تنتهي. أما هذه الجائزة فهي تفتقد لكثير من المصداقية والمنطقية، ولا تعتمد معايير ثابتة سوى الأهواء الشخصية للمصوتين (مدربي وكباتن المنتخبات.. وصحافيين)، وقد أثبت الفيفا في أكثر من مناسبة ومنها واقعة تمديد التصويت أنه يستطيع التلاعب بالأصوات دون أن يسجلها بقلم بلاتر أو بلاتيني "الخليفة المنتظر" أو غيرهما من أصحاب النفوذ الكروي العالمي. ومن هذا المنطلق فإن الجميع يستطيع التشكيك بالنتائج النهائية يوم حفل توزيع الجوائز باستثناء جماهير برشلونة والصحافة الكتالونية لأن ذلك سيقود في النهاية إلى التشكيك في أحقية ميسي بالتتويج بنفس الجائزة في أكثر من مناسبة من بين المناسبات الأربع السابقة. ولذلك فالنصيحة للصحافة الكتالونية أن تصمت، ولجماهير برشلونة أن ترضى بما ستؤول إليه النتائج، وإن كنت ثابتا على اعتقادي من أن ميسي هو الأقرب للفوز بها للعام الخامس على التوالي، لأنه يحظى بأفضلية قلبية عند أغلب المصوتين، وهذه الأفضلية لن تتأثر سلبيا بسبب الإصابات المتكررة التي تعرض لها، وإن كانت ستتأثر بشكل محدود من الهاتريك الأخير الذي سجله رونالدو.