كشفت مصادر جدّ مطلعة على قضية اللقاء الودي الذي من المنتظر أن يجمع المنتخب الجزائري بنظيره البرتغالي أن المفاوضات لا تزال جارية بين الطرفين من أجل الوصول إلى الحل الأمثل الذي يرضيهما، خاصة فيما يتعلق بالمكان الذي سيحتضن اللقاء وكذلك الجانب المالي الذي سيكون له تأثير كبير لتوقيع الاتفاق النهائي وترسيم لعب اللقاء الذي يسير للتجسيد في ظل رغبة المنتخبين في لعبه وهو ما قد يجعل كل واحد منهما يقدم تنازلات من أجل برمجته بصفة رسمية. صادي زار لشبونة وتفاوض مع المدير الرّياضي للمنتخب البرتغالي على كيفيّة برمجة اللقاء علمنا من مصادر جد مقربة من مدير المنتخبات الوطنية على مستوى الفاف وليد صادي أن هذا الأخير قام قبل يومين بزيارة سريعة إلى لشبونة أين كان له لقاء مع المدير الرياضي للمنتخب البرتغالي من أجل التفاوض مباشرة على الصيغة المثلى التي ترضي الطرفين، حيث لا يزال البلد الذي سيحتضن اللقاء نقطة الخلاف بين المنتخبين وإلى جانبه الشق المالي والمتعلق بحقوق البث ومداخيل الملعب وبعض الأمور اللوجستيكية. البرتغاليّون رفضوا اللعب في لشبونة وفضّلوا الجزائر اقترحت «الفاف» ممثلة في وليد صادي على الجانب البرتغالي إجراء اللقاء في العاصمة البرتغالية لشبونة وهو الاقتراح الذي تم رفضه جملة وتفصيلا، رفض المنتخب البرتغالي اللعب ليس في العاصمة لشبونة فقط بل كل المدن الأخرى واقترحوا بالمقابل على مبعوث «الفاف» لعب اللقاء في الجزائر وهو ما تم رفضه أيضا من قبل «الفاف» التي تعلم جيدا أن استقدام البرتغال بنجومه وعلى رأسهم كريستيانو رونالدو سيكلفهم ماليا إضافة إلى العديد من الأمور التنظيمية التي ستكلف الجزائر الوقت والمال، وهو ما لا تريده «الفاف» التي اقترحت اللعب في إحدى الدول الأوروبية والتي ستكون بنسبة كبيرة جدا إسبانيا. الجزائر ترفض منح علاوة من أجل لعب لقاء وديّ بما أن الاتحادية البرتغالية هي التي طالبت من نظيرتها الجزائرية برمجة لقاء ودي تحضيرا لمونديال البرازيل الصيف القادم، وقبول «الفاف» لطلبها، غير أن رفض البرتغاليين للعب في لشبونة ورغبتهم في اللعب بالجزائر لم يأت من عدم بل كل شيء مدروس، لأن الطرف البرتغالي إن تنقل إلى الجزائر ستكون كل التكاليف على نفقة «الفاف» دون الحديث عن علاوة سيتم منحها للبرتغاليين على أساس وجود نجوم في منتخبهم ما سيعطي اللقاء اهتماما إعلاميا كبيرا وبالتالي عائدات مالية من حقوق البث، وهو المقترح الذي رفضه وليد صادي أيضا بحجة أن الجزائر لن تدفع أية علاوة للعب اللقاء. «الفاف» اقترحت اللعب بإسبانيا مع التكفل بإقامة البرتغاليّين وعدة مزايا يبدو أن الخبرة التي اكتسبتها «الفاف» في تنظيم مثل هذه اللقاءات وكذلك رغبة الاتحادية البرتغالية في لعب المواجهة، جعلتاها تتفاوض من منطلق قوة، حيث اقترح صادي على المدير الرياضي البرتغالي لعب اللقاء في إسبانيا التي تبقى الأقرب للبلدين مع تكفل «الفاف» بتسديد تكاليف الفندق طيلة مدة إقامة رفقاء رونالدو إلى جانب اقتسام مداخيل اللقاء وحقوق البث التلفزيوني والإشهاري الذي سيكون على نطاق واسع وسيشاهده بنسبة كبيرة الملايين من عشاق الساحرة المستديرة. مدريد قد تحتضن اللقاء لأهميّة رونالدو فيها بنسبة كبيرة إن تمت موافقة الطرف البرتغالي على المقترح الجزائري ستكون العاصمة الإسبانية مدريد مسرحا لهذه المواجهة الودية على اعتبار تجاري محض بالنظر إلى القيمة التي يحظى بها نجم الريال والمنتخب البرتغالي كريستيانو رونالدو في هذه المدينة وهو ما سيزيد في الحضور الجماهيري للقاء مقارنة بلعب اللقاء في مدينة إسبانية أخرى، هذا دون الحديث عن الجانب الإشهاري والتلفزيوني للمواجهة بتواجد نجوم البرتغال فيها مقارنة بالمنتخب الجزائري. «الفاف» تنتظر الردّ على مقترحها في 24 ساعة القادمة بعد تنقل وليد صادي إلى البرتغال ووضعه مقترح الاتحادية الجزائرية لكيفية برمجة اللقاء الودي، تنتظر «الفاف» الرد على مقترحها في اليومين القادمين من أجل التوقيع على بروتوكول اللقاء بصفة رسمية والبداية في الإعداد لهذا اللقاء إن كان الرد إيجابيا وفي حال العكس ستبدأ «الفاف» في دراسة العروض الأخرى الموجودة على طاولتها أو البحث عن منافس آخر واستغلال تاريخ «الفيفا» في شهر مارس. أوكرانيا أو بولونيا لتعويض البرتغال في حال الرّفض في ذات السياق وفي حالة رفض المنتخب البرتغالي ما تم اقتراحه من الجانب الجزائري، ستغيّر «الفاف» وجهتها وتدرس العرض الأوكراني المتواجد على طاولتها وكذلك البولوني ولو أن المنتخب الأوكراني يبقى الأقرب لتعويض المنتخب البرتغالي، خاصة أنهم اقترحوا اللعب في «كييف» والتكفل بمصاريف الإيواء، وهو نفس طلب البولونيين، وربما وجود منتخبات أخرى ستصل عروضها أو تصلها عروض «الفاف» في الأيام القادمة في حال رفض البرتغال لمقترح الاتحادية الجزائرية.