مرة أخرى تجد إدارة وفاق سطيف نفسها تتخبط أمام مشكلة شغور العارضة الفنية، وهذا بعدما تأكدت أنّه من المجازفة ترك خير الدين مضوي لوحده يصارع كل المشاكل الموجودة داخل التشكيلة، فبعد كثرة الأسماء المحلية والأجنبية ثم التراجع عن فكرة جلب مدرب من خارج الجزائر، جاء قرار جديد من الرئيسين حمّار وأعراب بصرف النظر عن جمال مناد الذي كان أبرز المرشحين لخلافة كريستيان لونغ الذي غادر الفريق قبل نهاية مرحلة الذهاب وترك الإدارة تتخبط بين ترسيم مضوي كمدرب رئيسي أو تدعيم العارضة ولكن حتى التحاق سعدان لم يدم أكثر من شهر واحد. حمّار متخوف من فشل خيار مناد يعود سبب تراجع الإدارة عن فكرة الاستنجاد بمناد إلى تخوف حمّار من فشل هذا الخيار، وهذا ليس تشكيكا في إمكانات المدرب السابق لمولودية الجزائر ولكن بسبب العقوبة المسلطة عليه، حيث أنّ مناد لا يمكنه الإشراف على التشكيلة خلال المقابلات وفي حال انتدابه ستكون مهمته الإشراف على التدريبات وتحديد القائمة المعنية بكل لقاء، وفي أحسن الأحوال تسيير المقابلات هاتفيا بواسطة مضوي الذي كان سيعود إلى منصب المساعد. مجرد التفكير في مناد خطأ فادح يعتبر الكثير أنّ التراجع عن فكرة استقدام مناد هو قرار صائب مائة بالمائة لأنّ مجرد التفكير في اللاعب الدولي السابق يعتبر خطأ فادح، فأي إدارة تحترم نفسها لا يمكنها أن تقرر جلب مدرب لا يمكنه التواجد على مقعد البدلاء خلال المقابلات الرسمية، وكان من الممكن لو ترسم الاتفاق مع مناد أن يكون إحدى الضربات الموجهة لإدارة الرئيس حمّار، خاصة إذا ما لم تسر النتائج وفق ما يتمناه كل السطايفية. مناد كانت مهمته ستقتصر على مقابلات رابطة الأبطال من جهة أخرى فإنّ المدافعين على خيار جلب مناد يرون أنّ التحاقه بالعارضة الفنية كان لغاية واحدة وهو الإشراف على التشكيلة في لقاءات رابطة الأبطال الإفريقية، حيث أنّ عقوبته محلية، وكان المرحبون بمناد يرون أنّ إشرافه على لقاءي فريق «بيكو الغامبي» ولقاءي الدور القادم، في حين سيتكفل مضوي بالإشراف على التشكيلة في لقاءات البطولة الوطنية. نتائج مباراتي الحمراوة وبلوزداد تحددان هوية المدرب المتنقل إلى بانجول بعد صرف النظر عن جلب مناد فإنّ الإدارة لا تريد التسرع في التوقيع لأي مدرب، حيث ستنتظر إلى ما بعد مقابلتي مولودية وهران المقررة هذا السبت وبلوزداد فيما بعد، وهذا لضيق الوقت، حيث أنّ لقاء «الحمراوة» لا تفصلنا عنه إلا 48 ساعة، في حين أنّ لقاء بلوزداد سيتزامن مع لقاء الذهاب أمام بيكو الغامبي. سبع قد يقود الفريق إلى غامبيا أمام كل هذه الاحتمالات والحلول التي تبقى مجرد أفكار، فإنّ الإدارة تفكر في وضع التشكيلة تحت إشراف مدرب الحراس عبد الحكيم سبع في لقاء العودة أمام نادي بيكو الغامبي، ولكن في حالة واحدة فقط، وهي فوز رفاق غورمي بنتيجة ثقيلة في لقاء الذهاب، وبهذا تكون مهمة سبع أسهل في بانجول، فيما يقود مضوي التشكيلة الثانية التي ستتنقل إلى بجاية لمواجهة الشبيبة المحلية في إطار الجولة 19 من البطولة الوطنية. فرڤاني يدخل مفكرة الوفاق من أهم الأسماء المطروحة بقوة في بيت الوفاق بعد سقوط ورقة جمال مناد هو اسم المدرب السابق لشباب باتنة علي فرڤاني الذي يوجد من دون فريق منذ مغادرته الفريق الباتني، ورغم أنّ الإدارة لم تقرر رسميا الاتصال بفرڤاني إلا أنّ هناك أطراف تعارض بشدة فكرة جلب فرڤاني ومنحه شرف تدريب الوفاق حسب تعبيرها. نتائجه مع الكاب لا تشجع يبرر المعارضون لاستقدام فرڤاني موقفهم بالنتائج التي حققها مع فريقه السابق شباب باتنة، حيث يعتبرونها غير مشجعة تماما بدليل أنّ الشباب لم يتمكن من العودة إلى الرابطة الأولى وهو يعاني كثيرا هذا الموسم وكل ذلك من مخلفات المدرب فرڤاني الذي رغم تاريخه الكبير إلا أنّه لا يلقى الاجتماع داخل مجلس إدارة الوفاق. انتداب مدرب سيحسم في الأيام القادمة أمام هذا التململ الذي تعرفه إدارة وفاق سطيف بخصوص العارضة الفنية فإنّها مضطرة إلى اتخاذ قرارا حاسما سواء بجلب مدرب وتدعيم العارضة الفنية وتفادي الخطأ الذي ارتكبته عند استقدام سعدان أو صرف النظر نهائيا عن هذه الفكرة ومنح كامل الصلاحيات للمدرب مضوي الذي يبقى الوحيد المؤهل للتواجد في العارضة الفنية سواء كمدرب رئيسي أو مدرب مساعد باعتباره يعرف التشكيلة أكثر من أي شخص آخر. نحو الإبقاء على مضوي لوحده إلى نهاية الموسم بالنظر إلى المعطيات السابقة وخروج الوفاق من سباق كأس الجزائر وصعوبة احتفاظه باللقب، فإنّ الإدارة تضع خيارا آخر في حساباته وهو العودة إلى القرار الذي اتخذته بعد مغادرة المدرب الفرنسي لونغ وتعيين مضوي مدربا رئيسيا إلى نهاية الموسم، حيث سيكون مطالبا فقط بإنهاء الموسم مع ثلاثي المقدمة وليس التتويج بالبطولة مع تجاوز أول دورين في رابطة أبطال إفريقيا وهذا ممكن جدا بالنظر إلى تواضع المنافسين.