أكدت عناصر اتحاد العاصمة في مباراة أول أمس أمام اتحاد الحراش، والتي فازت بنتيجة هدفين مقابل هدف، تسيدها على الكرة العاصمية، حيث أنها لحد الآن فازت بكل المباريات المحلية، وحصدت 12 نقطة من مجموع أربع مباريات لحد الآن. وبالتالي فإن أصحاب الزي الأسود والأحمر قد حفظوا الدرس جيدا والذي مفاده أن التتويج البطولة يمر أيضا بطريق «الداربيات»، والتي دائما تعطي دفعا قويا من أجل المواصلة. كما أن الاتحاد بتحقيقه لفوز أول أمس يكون قد أرسل رسالة قوية للغريم مولودية الجزائر، مفادها أنهم سيكونون الضحية القادمة. المباراة أسالت العرق البارد لأبناء «سوسطارة» والحراش كانت في يومها وبالرجوع إلى مباراة أول أمس بين الاتحادين العاصمي والحراشي، فإنها كانت مليئة بالحماس والمشاعر. كما كانت صعبة جدا لأشبال المدرب الفرنسي هوبرت فيلود، حيث وجدوا صعوبات جمة في التفوق على منافسهم الذي كان محضرا جيدا لهذا اللقاء ودخل دون أي مركب نقص، مستغلا الحافز النفسي المتمثل في فوزهم على هذا الملعب على مولودية الجزائر، إلا أن خبرة أصحاب الزي الأحمر والأسود صنعت الفارق، ومكنتهم من إنهاء المباراة بفوز مهم وغال جدا، والذي بفضله بقوا مرة أخرى في الصدارة مناصفة مع وفاق سطيف. الدفاع كان «يعوم» وتعليمات فيلود أتت أكلها في الشوط الثاني ولعل الأمر الذي جعل مهمة أبناء «سوسطارة» تتعقد، خاصة في شوطها الأول، هو الدفاع الذي على غير العادة لم يكن في يومه، حيث أن التغييرات الكثيرة التي طرأت عليه جعلته ضعيفا وهشا أمام حملات لاعبي الحراش، حيث أن دخول بن عمارة على الجهة اليمنى، وإقحام العيفاوي في آخر لحظة، وأيضا رجوع بن موسى للخط الخلفي لم يكن موفقا، وهذا ما منح فراغات قاتلة لمهاجمي اتحاد الحراش، ووجد سيلا نفسه وحيدا أمام زماموش في العديد من المرات، قبل أن يتمكن من تحويل إحدى الفرص إلى هدف في نهاية الشوط الأول. إلا أن فترة الراحة ما بين الشوطين مكنت فيلود من ترتيب الأمور وإسداء عدة نصائح للمدافعين، وهذا ما جعل الأمور تتغير في المرحلة الثانية، أين تحسن الأداء بشكل كبير، وزاد من صلابته دخول اللاعب بدبودة على الجهة اليسرى، ما جعل زماموش لا يتعب كثيرا في صد هجمات لاعبي «الصفراء». بايتاش يؤكد من مباراة لأخرى و«يسمّر بلاصتو» وبالرغم من أن الفوز في مجمله كان جميلا، إلا أن الأجمل من كل هذا هو الوجه الرائع الذي أبداه اللاعب الشاب كريم بايتاش، الذي يؤكد من مباراة إلى أخرى أنه النجم المقبل للاتحاد، حيث عبث بمدافعي الحراش، وصنع هدفي المباراة، بتسجيله الأول وتحصله على ضربة الجزاء التي أتى منها الهدف الثاني.. كل هذا يجعله يعزز مكانته في التشكيلة الأساسية لفريق «سوسطارة»، حيث يقدم أداء رائعا في كل مباراة يلعبها، وبالتالي فإن فيلود يكون قد قرر أن يجعله ركيزة من ركائز الفريق، على غرار فاروق شافعي وزين الدين فرحات.