يبقى فريق مولودية وهران يعاني من جميع النواحي، سواء على المستوى الفني أو الجانب الإداري التسييري، لا شيء يسير على ما يرام والكلام كثر بين مختلف أعضاء مجلس الإدارة والمساهمين وبالنسبة للأنصار وخاصة صناع الرأي العام عبر مختلف شبكات التواصل الاجتماعي فإن مجلس الإدارة والمساهمين هم المتسببون فيما يحدث للفريق، كلام يراه أحد أبرز وجوه مولودية وهران، عبد الحفيظ بلعباس خطأ. بالنسبة للاعب السابق في صفوف مولودية وهران، المسير السابق أيضا، وحاليا مساهم في الشركة، مولودية وهران لا يسيرها المساهمون أو مجلس الإدارة، بل هناك شلة صغيرة من المسيرين، البعض منهم مساهم في الشركة والبعض الآخر خارج الشركة، هم من يتحكمون في الفريق وهم أصحاب القرار. خروج المدافع الأسبق للفريق عن صمته الهدف منه إبلاغ الرسالة إلى الرأي العام عن حقيقة ما يحدث بداخل «قدر» مولودية وهران، هو الذي يعرفها حق المعرفة، إلى درجة أنه هناك من يلقبه ب«العقل المدبر»، البعض الآخر «صانع الرؤساء» وهناك من يسميه «العلبة السوداء». « هذا الفريق لا يسيّره لا أعضاء مجلس الإدارة ولا المساهمون بل أشخاص آخرون» أول نقطة أراد، عبد الحفيظ بلعباس التنويه لها وهي ما يتعلق بمن يتحمل مسؤولياته فيما يحدث للفريق وعكس ما يظنه البعض، فإن عبد الحفيظ بلعباس يوجه أصابع الاتهام لأشخاص آخرين: «هناك مغالطة للرأي العام بمولودية وهران، هناك من يقول مجلس إدارة ضعيف ومساهموه ليسوا في المستوى، لكن حقيقة الأمر أنهم لا يسيرون الفريق وعدد كبير منهم لا يتحمل أي مسؤولية، شخصيا أنا مساهم لكن لا أتخذ أي قرار، لا أقبض المال ولا أوقع على أي صك والقرارات بالفريق يتخذها الرئيس وحاشيته والبعض منهم ليس حتى مساهما، مثل الكاتب العام والمناجير على سبيل المثال، الكل يعلم من يسير المولودية، أذكر مثالا آخر، منذ سنة 2012، جمال محياوي ابن السيناتور هو عضو في مجلس الإدارة، لكنه ولا مرة واحدة سيّر الفريق أو اتخذ أي قرار، إذن لا يمكننا محاسبته، من يحاسب ويتحمل مسوؤلياته هم من يسيرون الفريق وهم 5 أشخاص الكل يعرفهم والبعض منهم ليس له أي علاقة بالشركة». «من يسافر مع الفريق في الطائرة ويقيم بالفنادق ويأخذ المنح هو الذي يتحمل المسؤولية وليس عبد الحفيظ بلبعاس» أضاف عبد الحفيظ بلعباس في هذا السياق: «ليس عبد الحفيظ من يتحمل أي مسؤولية، بل من يسافر مع الفريق في الطائرة، يتلقى المنح، يقيم مع الفريق بالفندق ويجتمع بالطاقم الفني، هؤلاء الأشخاص لا أحد يتحدث عنهم، وعندما ينهار الفريق يرفعون أصابع الاتهام نحوي ونحو أشخاص آخرين لتغليط الرأي العام، على الكل أن يتحمل مسؤولياته». «لم نحفظ الدروس وتم صرف 60 مليار كاملة في أربعة مواسم» بعد أن وضّح الرؤية حول حقيقة من يسيّر الفريق يُشخص عبد الحفيظ بلعباس داء المولودية من الناحية الإدارية، حيث يراه مشكل تسيير: «هناك نفس الأشخاص تسيّر الفريق منذ عدة سنوات، مثلا نملك نفس مسؤول الخزينة منذ 10 سنوات، للأسف بالمولودية لا نحسن حفظ الدروس ونعيد نفس الأخطاء، تصوروا أن خزينة الفريق انتعشت منذ سنة 2010 بقيمة 60 مليار سنتيم، لكن للأسف دائما هناك ديون تتعدى ال15 مليار سنتيم وكما سبق وأن طالبت به من قبل وحتى أمام الوالي الحالي، أريد أن تكون هناك رقابة مدققة لحسابات الشركة الرياضية وهذا تحت إشراف العدالة وشخصيا كنت أجتمع بالمساهمين، لكن بعد أن قرروا أن يكون «الأوديت» بالتراضي من دون اللجوء للعدالة قررت أن أنسحب، ولكي أقدم لكم الدليل بأن هناك فراغ كبير ولا يوجد أي شيء واضح بالشركة رغم أنه كوني مساهم في الشركة منذ تأسيسها لم يسبق أن منحت لي حصيلة مالية لكي أقرأها، ولا أحد يعلم أين تذهب الأموال التي تدخل خزينة الفريق». «10 ملايير سنتيم دخلت مؤخرا وفي المقابل الديون تراكمت» أشار أحد إطارات شركة «نفطال» أن خير دليل على ما ينتقده في التسيير الإداري والمالي وهو ما حدث مؤخرا: «الكل يعلم أن الخزينة تدعمت مؤخرا، بأربعة ملايير و500 مليون سنتيم من السلطات المحلية، ثلاثة ملايير و600 مليون سنتيم من «أوريدو» ومؤخرا مليار ونصف من الوالي، لكن عوض أن نحل المشكل المالي، فإن الديون بالعكس تراكمت، لهذا السبب أؤكد على ضرورة المرور عبر العدالة وتعيين محافظ حسابات والتدقيق فيها وحينها «اللي كلا يخلص»، لو يكون ذلك ستعود الأمر وتتكرر ما دام أنه ولا أحد يعاقب ويحاسب على أفعاله وتسييره. «أزعج البعض لأني أعرف عدة أمور» يرى عبد الحفيظ بلعباس أن البعض يريد أن يضعه بعيدا عن النادي: «هناك من لا يريدني بالفريق لأني أزعجهم، لأن عبد الحفيظ بلعباس يطالب بأمور جوهرية، يعرف القوانين ويعرف كيف يسير الفريق والشركة وكل ما قلته وسأقوله أتحمله، أنا مسؤول عليه». «أتحدى أي رئيس منحني سنتيما…» في حديثه عن شخصه وعلاقته بمسؤولي الفريق: «أتحدى أي رئيس فريق سبق وأن منحني المال أو منحني رشوة، ولهذا أزعج البعض وقد ولى الوقت الذي يأكل فيه البعض أموال الدولة وعبد الحفيظ بلعباس يدفع الثمن، اليوم الكل عليه أن يعرف حقيقة الأمور». « لهذا السبب نريد تقديم الحصيلة المالية قبل بيع وشراء الأسهم» تطرق محدثنا عن قرار اتخذه بعض المساهمين من بينهم هو، حول ضرورة الكشف عن الحصيلة المالية قبيل بيع أو شراء أي سهم وهذا ما أوقف مؤخرا عملية بيع عبد الإله نصيبا من أسهمه للرئيس جباري: «اتخذنا هذا القرار لأن الأمور غير واضحة بالفريق، مثلا في مسألة شراء جباري أسهم عبد الإله، من يدري ربما عبد الإله قد استرجع ال300 مليون حينما كان رئيسا للفريق ودخلت الخزينة 18 مليار سنتيم ونفس الشيء مع جباري، لأن الأموال نعرف أنها دخلت لكن لا نعرف للأسف أين صرفت، نريد الحصيلة المالية والتدقيق فيها من طرف العدالة وبعدها كل طرف له الحق في القيام بما يسمح له به القانون وعندما يتحدثون عن شراء «بابا» لأسهم محياوي، حينها الشركة كانت صافية ومحياوي لم يترك ديونا، عكس ما يجري حاليا». «الفريق يلعب من أجل البقاء منذ أكثر من عشرية لأنه تخلى عن أبنائه» الشطر الثالث الذي تطرق له الكاتب العام الأسبق للفريق، وهو الجانب الفني وما هي أسباب مهازله منذ أكثر من عشرية: «الأمور واضحة ومن أجل تمرير الرسالة سأسرد لكم تاريخ الفريق، لأنه بالنسبة لي الفريق يعاني لأنه تخلى عن العمل القاعدي واعتماده على أبناء الفريق، وكان من قبل يعتمد 95 بالمائة على أبناء المولودية و5 بالمائة على لاعبين من خارج الفريق ووهران. في لقب بطولة موسم 70-71، كان هناك لاعب واحد من خارج وهران وهو جلي، في سنة 75، اللاعب الوحيد خارج وهران كان يحياوي وفي الثمانينيات الكل يعلم أن «بابي»، مزيان، شريف الوزاني والآخرين هم من أبناء الفريق، في سنة 86، كان هناك ثلاثة لاعبين فقط من خارج وهران وهم بلومي، دريد وشعبان، في التسعينيات بعدما تقهقر التكوين بالفريق استعان المرحوم قاسم ليمام بأبناء وهران وبالضبط بجمعية وهران وكون فريقا فاز بعدة كؤوس وطنية وإقليمية». «من يستقدمون في الصائفة يدعمون جيوبهم» أضاف بلعباس في هذا الشأن: «حاليا الأمور انقلبت وأصبحنا نعتمد 95 بالمائة على لاعبين من خارج الفريق ووهران، لأن الانتدابات التي أراها تجارية يستفيد منها البعض الذين يملأون جيوبهم من خلال كثرة الاستقدامات، مثلما حدث هذا الموسم دفع الفريق لاعبين جدد بأثمان باهضة وفي الآخر لم تنجح العناصر الجديدة في تقديم الإضافة اللازمة». «لولا السلطات المحلية لكان الفريق قد سقط مرة أخرى» يرى أخيرا، أن الفريق أصبح يتجنب السقوط بعد تدخل السلطات: «في الموسم المنصرم تدخل الوالي السابق عبد المالك بوضياف وهذا الموسم السيد عبد الغاني زعلان، الكل يرى ما يقدمه ولهذا هذا الموسم أعلم جيدا أن الفريق سيتجنب السقوط، لكن في الصائفة إن لم تتغير الأمور فإن الفريق سيبقى في كل مرة يعاني من شبح السقوط، أضيف أيضا أنه يجب أن نمنح الفرصة للاعبي الآمال الذين يحققون نتائج جيدة في الوقت الراهن وترقيتهم للفريق الأول لأنهم مستقبل مولودية وهران».