سيد ماريانو باريتو تدرب المنتخب الإثيوبي حاليا ومنتخب بلادك وقع في القرعة رفقة المنتخب الجزائري ومنتخب مالي وأحد منتخبات البينين وساو تومي، التشاد أومالاوي فما رأيك في هذه المجموعة بالتحديد؟ أظن أننا وقعنا في مجموعة صعبة وقوية، وأقواها هو المنتخب الجزائري الذي يملك الإمكانيات الكبيرة مقارنة بالمنتخبات الأخرى في هذه المجموعة، لكن ورغم الصعوبة الكبيرة، فإن المنتخب الإثيوبي سيحاول تحقيق شيء في هذه المجموعة من أجل ضمان مكان له ضمن التأشيرتين الأوليين للتأهل إلى نهائيات كأس إفريقيا المقبلة المقررة بالمغرب. ما رأيك في المنتخب الجزائري الذي ستواجهونه في أول جولة بأديس أبابا؟ المنتخب الجزائري غني عن كل تعريف، والدليل لما ننظر إلى ترتيب «الفيفا» نجده دائما رفقة أحسن 26 منتخبا عالميا، فيما يتواجد منتخب إثيوبيا في المركز ال101 عالميا، وهنا يكمن الفارق الكبير بين المنتخبين، فالجزائر لديها إمكانيات كبيرة ولاعبون كبار يكوّنون تشكيلتها. هل تعرف لاعبي المنتخب الجزائري خاصة الناشطين في أوروبا؟ أعرف اللاعبين الناشطين في نوادي البرتغال، على غرار غيلاس لاعب بورتو، سليماني لاعب لشبونة وحتى سوداني الذي كان النجم في غيماراش ثم غادر ويلعب حاليا في أحد البلدان الشرقية، وأظن أن هذا الثلاثي فقط غني عن كل تعريف، وإن دلّ على شيء فإنما يدل على أن المنتخب الجزائري يملك إمكانيات كبيرة جدا. تحدثت عن سليماني وهو الذي يصنع حاليا أفراح ناد كبير مثل لشبونة؟ حسب رأيي، فإسلام سليماني أحسن لاعب أجنبي حاليا في البطولة البرتغالية، حيث يسجل العديد من الأهداف ومن وضعيات صعبة للغاية، وهذا ما يؤكد أنه قناص للأهداف ولم يفز بمكانته الأساسية في المنتخب الجزائري وحتى في لشبونة من عدم. وهناك لاعبون آخرون ينشطون في أوروبا على غرار فيغولي في فالنسيا؟ فيغولي لاعب كبير، ولديه إمكانيات خارقة للعادة على الجهة اليمنى من الهجوم، فيعتبر خطرا متواصلا على كل الفرق التي تلعب أمامه، ولما نواجه المنتخب الجزائري أظن أن إيقافه سيكون أمرا صعبا للغاية بالنسبة للاعبينا كما أريد إضافة شيء مهم جدا… تفضّل… سبق لي مواجهة المنتخب الجزائري سنة 2004 لما كنت مدربا لمنتخب غانا، حيث لعبنا مباراة في تصفيات أولمبياد أثينا حينها، ولهذا لدي معرفة عن المنتخب الجزائري وأعرف جيدا طريقة لعب الجزائريين ومنتخبات شمال إفريقيا بالتحديد، ولهذا فمواجهة الخضر لن تكون غريبة عليّ في شهر سبتمبر المقبل. من ترى في مجموعة الجزائر وإثيوبيا ومالي وممكن البينين المرشح أكثر من الآخرين للتأهل؟ أظن أن المنتخب الجزائري هو المرشح رقم واحد للتأهل، وهذا لدخول الكثير من المعطيات في الحسبان، من بينها تأهله لنهائيات كأس العالم المقبلة، ولعبه الكثير من المباريات الكبيرة قبل دخوله في تصفيات «الكان»، وهذا ما يجعل الجزائر تتفوق من حيث التحضيرات على المنافسين. البعض يرى أن سبتمبر سيكون صعبا على الجزائر التي تكون قد خرجت منذ شهر ونصف من المونديال، ولاعبوها لم يرتاحون جيدا ويباشرون التحضيرات متأخرين مع نواديهم لهذا ستكون الأولوية لمنتخب إثيوبيا؟ لا أشاطر رأي كل من يتحدث بهذا المنطق، لأن إثيوبيا مثلا لن تلعب أي مباراة تحضيرية قبل مواجهة الجزائر، فيما الخضر سيلعبون على الأقل ثلاث مواجهات كبيرة وعالمية في شهر جوان المقبل قبل الدخول في تصفيات «الكان»، وسيكونون أكثر تحضيرا مقارنة بإثيوبيا التي لا تملك أي مباراة ودية ولا أي تاريخ فيفا. إثيوبيا تملك منتخبا متكونا من اللاعبين المحليين، هل ترى أن هذا في مصلحتكم أم أنكم تمنيتم تواجد لاعبين محترفين في الخارج؟ امتلاكي لاعبين محليين سلاح ذو حدين، فهو إيجابي من ناحية تمكنني كمدرب من جمع اللاعبين في أي وقت، خاصة أن البطولة الإثيوبية ستتوقف في الفترة المقبلة، ويمكنني تحضيرهم كما ينبغي للمواجهات التي تنتظرنا بداية بمواجهة الجزائر، لكن بالمقابل عدم لعب لاعبينا في أوروبا يجعلهم من دون خبرة دولية كبيرة، وهنا الأولوية تعود للمنتخب الجزائري الذي يملك لاعبوه خبرة كبيرة لما يلعبون كل أسبوع أمام نواد كبيرة في مختلف النوادي الأوروبية. إثيوبيا تلعب على أرضها وأمام جمهورها على ارتفاع يفوق 2600 متر، هل سيكون هذا الجانب مفيدا للمنتخب الإثيوبي لما يستقبل منافسيه؟ المباريات ستلعب في يوم واحد وهنا لن نلعب دورة مطولة كي يكون الارتفاع مؤثرا على لاعبي الخصم، وإذا تتحدث عن المنتخب الجزائري فلا يمكن في أي حال من الأحوال أن تكون الأفضلية للمنتخب الإثيوبي في لقاء سبتمبر، فمستحيل أن نعتبر أنفسنا أحسن من الجزائر ولدينا الأفضلية لأنهم أقوى بكثير منا. إثيوبيا لعبت تصفيات مونديالية في المستوى وكادت تصل إلى المونديال لولا الخسارة أمام نيجيريا، ورغم أن «الفيفا» خصمت ثلاث نقاط من رصيدها لكنها تمكنت من التأهل إلى الدور الأخير، وكل هذه النتائج قابلتها نتائج ضعيفة في «الشان» فكيف تفسرون ذلك؟ لما قدمت إلى هنا وجدت منتخبنا قدّم وجهين مختلفين، الأول في تصفيات المونديال والثاني في نهائيات «الشان»، فلم أريد أن أعرف ما الذي حصل بالتحديد، وقررت أن أقوم بعملي على أكمل وجه، وأن أحاول أن أفجر تلك الطاقة والإرادة التي لعب بها هذا الفريق في تصفيات المونديال، كي أتمكن من تحقيق التأهل في الأخير. المنتخب الجزائري سيغيّر رسميا مدربه بعد المونديال، برحيل حاليلوزيتش وقدوم مدرب ليورون حاليا كريستيان غوركيف، فهل ترى أن تغيير المدرب قبل التصفيات بشهر واحد مجازفة من الجزائر قد تكون عواقبها وخيمة؟ لا أظن ذلك، لأن المنتخب الجزائري قوي من دون المدرب، وليس رحيل حاليلوزيتش الذي سينقص من إمكانيات اللاعبين، وحتى غوركيف مدرب جيد، والمنتخب الجزائري سيواصل بنفس المستوى حتى مع رحيل حاليلوزيتش، لأن الجزائر منتخب قوي، ولاعبوها وحتى الكتلة والفريق المتجانس هو قوتها وليس المدرب وحده من يصنع الفارق. تحدثت كثيرا عن الجزائر ومدحتها وكأنك تقول من الآن أنك ستنهزم أمامها في إثيوبيا؟ كما سبق لي وقلته أن الجزائر منتخب قوي، لكن في كرة القدم هناك مفاجآت، ونحن كمنتخب إثيوبي نريد فعلا أن نتخلق هذه المفاجأة وندخل المباراة للفوز بها، ومفاجأة مالي والمنتخب الرابع كي نتأهل إلى كأس إفريقيا، لكن هذا لا ينفي أن الجزائر يبقى المنتخب الأقوى والمرشح رقم واحد للتأهل. المنتخب الجزائري سيلعب مونديال البرازيل أمام بلجيكا، كوريا الجنوبية وروسيا، فهل تظن أن الجزائر قادرة على التأهل للدور الثاني أمام هذه المنتخبات؟ صدقني أرى الجزائر عادي في الدور الثاني من المونديال، فصحيح المنتخبات التي ذكرتها صعبة المنال، لكن حسب رأيي وبعد مشاهدتي للعديد من مباريات الخضر، أراهم متأهلين للدور الثاني، فلا أدري كيف وعلى من سيفوزون، لكن حظوظهم كبيرة في التأهل وبلوغ الدور ثمن النهائي ومواصلة المشوار بثبات في نهائيات مونديال البرازيل. إذا طلبت منك ما هو توقعك حول الفريقين اللذين سيتأهلان إلى نهائيات كأس إفريقيا في المجموعة التي تضم الجزائر وإثيوبيا ومالي وممكن البينين؟ التكهن صعب، فلا يمكنني أن أعلم من سيتأهل قبل لعب المباريات، لأن المجموعة صعبة وفيها منتخبات بمستويات متباينة، لكني إن طلبت مني من هي المنتخبات التي أتمنى أن تتأهل، أبدأ بمنتخب إثيوبيا طبعا لأنني مدربه، وأعرج عن المنتخب الجزائري، فأتمنى أن نتأهل مع بعض إلى نهائيات كأس إفريقيا المقررة بالمغرب. نترك لك حرية ختام هذا الحوار… أتمنى للمنتخب الجزائري حظا موفقا في مونديال البرازيل، وأبلغوا سلامي للمناجير الجزائري مجيد من شركة كلاسيكو للمانجمانت.