خرج المنتخب الوطني الجزائري من المونديال أول أمس مرفوع الرأس بعد أن خسر أمام العملاق ألمانيا 2-1 بعد التمديد، وكالعادة عادت "الخبر الرياضي" للمباراة بالإحصائيات والتحاليل للوقوف على كل كبيرة وصغيرة في اللقاء الذي جمع الخضر بمنتخب صعب وكبير مثلما ستبينه الاحصائيات الفنية للمباراة، كما سنتطرق للأرقام التي حققها الجيل الحالي في مونديال البرازيل 2014 حيث سجل رفقاء فيغولي أسماءهم من ذهب في تاريخ الكرة الجزائرية التي ستحتفظ بهذا الإنجاز مطولا. الاستحواذ الشوط الأول : الجزائر 29 % ألمانيا 71 % عرف الشوط الأول من المباراة سيطرة ألمانية كبيرة على الكرة، حيث امتلك لاعبو المنتخب الألماني الكرة في 71 % من وقت اللعب مقابل 29 بالمائة فقط للجزائر، و تمركز اللعب في 62 % من وقت اللعب في منتصف الميدان و25 بالمائة في منطقة الجزائر، مقابل 13 بالمائة في الثلث الأخير من الملعب جهة الحارس الألماني. الشوط الثاني: الجزائر 29 % ألمانيا 71 % واصل المنتخب الألماني استحواذه على الكرة في الشوط الثاني من المباراة بنفس نسبة الامتلاك في الشوط الأول و على الرغم من الاستحواذ الكبير وعدد التمريرات الناجحة للمنتخب الألماني إلا أنه لم يستطع الوصول لشباك الجزائرية في التسعين دقيقة . الوقت الإضافي: الجزائر 37 % ألمانيا 63 % الوقت الإضافي من المباراة عرف نفس النسق من جانب الماكينات الألمانية التي واصلت استحواذها على الكرة وووصلت مبكرا للشباك الجزائرية المنتخب الجزائري حاول امتلاك الكرة ونقل الخطر لمنطقة المنافس إلا أنه لم يتمكن من ذلك إلا في 37 % وقت اللعب الأصلي في الشوطين الإضافيين. التمرير 68.4 % فقط نسبة التمريرات الصحيحة للخضر قام المنتخب الجزائري ب 380 تمريرة في المباراة وعلى الرغم من أنه الرقم الأعلى للخضر منذ بداية المونديال إلا أنه اصطدم بمنتخب عملاق قام ب 793 تمريرة في المباراة بنسبة نجاح 86 % مقابل 68.4 بالمائة للخضر، مما يوضح الفرق الكبير في المستوى بين المنتخبين ، خاصة وأن أكثر من نصف تمريرات الخضر في منطقة ألمانيا كانت فاشلة، فيما استعمل لاعبونا الكرات الطويلة في 17.6 بالمائة من تمريراتهم عكس المنتخب الألماني الذي استعمل الكرات القصيرة ولم تتجاوز تمريراته الطويلة نسبة 7 بالمائة من عدد تمريراته الكلية. غلام أكثر من لمس الكرة في المباراة ومبولحي لمس الكرة أكثر من زملائه ! مثل المباراة الأولى أمام بلجيكا كان الظهير الأيسر للمنتخب الجزائري فوزي غلام أكثر من لمس الكرة في المباراة وأصبح الأمر مألوفا في المنتخب أن تكون الجهة اليسرى الأكثر نشاطا ، فحتى مصباح الذي عوض غلام كان أكثر اللاعبين لمسا للكرة أمام كوريا الجنوبية وحقق الحارس مبولحي رقما غريب فهو ثاني أكثر لاعب لمس الكرة في المباراة بعد غلام ، مما يبين الدور الكبير الذي لعبه الحارس الجزائري أول أمس بالإضافة لوقوفه في وجه الهجمات الألمانية كان يساعد زملائه في الكرات الطويلة. الخضر لم ينجحوا في التمرير أمام الماكينات كان غلام أكثر اللاعبين تمريرا للكرة فيما كانت تمريرات حليش على قلتها الأكثر دقة فيما قدم لحسن 29 تمريرة صحيحة من 38 فقط فيما فشل فيغولي في صنع اللعب عن الطريق التمريرات القصيرة، خاصة في منطقة المنتخب الألماني، حيث و لأول مرة لم تتجاوز نسبة تمريراته الصحيحة 53 بالمائة والأمر ينطبق أيضا على سوداني ، مما أجبر هذا الثنائي على الاعتماد أكثر على الكرات العرضية ، حيث قام المنتخب الوطني ب 23 عرضية في المباراة نجحت منها اثنتان فقط و كللت إحداها بهدف جابو . 83 بالمائة من التدخلات الدفاعية للخضر ناجحة تمكن لاعبو الخضر من النجاح في 83 بالمائة من التدخلات الدفاعية لهم في المباراة ووفقوا في إيقاف لاعبي الخصم في أغلب التدخلات خاصة عيسى ماندي الذي قام ب 7 تدخلات دفاعية على لاعبي ألمانيا فيما كان فيغولي أكثر اللاعبين قطعا للكرات الألمانية على الرغم من منصبه المتقدم، أما الماكينات الألمانية فقد نجحوا في 89 بالمائة من تدخلاتهم الدفاعية على لاعبي الخضر الذين وجدوا صعوبة كبيرة في الاستحواذ على الكرة وصنع اللعب خاصة في منطقة المنافس الصلب. الخضر ارتكبوا 20 خطأ مقابل 11 لألمانيا ارتكب لاعبو المنتخب الجزائري 20 مخالفة في المباراة مقابل 11 فقط للمنتخب الألماني وكان إسلام سليماني أكثر اللاعبين ارتكابا للمخالفات بعد أن صفر الحكم ضده 5 أخطاء وخرج رفيق حليش عن عادته وارتكب 4 أخطاء ، ونال بطاقة صفراء في اللقاء بعد أن كان قد لعب الثلاث المباريات الأولى من دون أي خطأ، في المقابل كان سفير تايدر أكثر اللاعبين الجزائريين عرضة للمخالفات الألمانية . 4 تسديدات داخل الإطار من 10 وهدف جابو تاريخي غابت الفعالية عن المنتخب الجزائري في لقاء أول أمس فمن بين التسديدات 10 كانت أربع فقط داخل الإطار وتمكن عبد المؤمن جابو من تدعيم رصيده بتسجيل هدفه الثاني في المونديال والوحيد في المباراة، إلا أنه سجل اسمه في تاريخ منافسة كأس العالم أيضا بتسجيله آخر الأهداف توقيتاً بتاريخ كأس العالم 120 دقيقة و 58 ثانية محطماً رقم ديل بييرو أمام ألمانيا في 2006 . هجوم ألماني رهيب ومبولحي كان أكثر من جدار برلين كان الفرق في المستوى واضحا بين المنتخب الجزائري والألماني في لقاء أمس فالماكينات الألمانية سددت 28 مرة نصفها بين الإطارات الثلاثة للحارس مبولحي الذي كان بمثابة جدار برلين أمام الهجوم الألماني، حيث أنقذ الخضر من 10 تسديدات ألمانية كاملة ليواصل تألقه في المونديال بعد المستوى الجيد الذي قدمه في الدور الأول. 42 بالمائة من هجمات الخضر على الجهة اليسرى مثلما كان الحال في مباريات الدور الأول جاءت هجمات المنتخب الجزائري في 42 بالمائة منها على الجهة اليسرى إلا أن مباراة ألمانيا عرفت تحسنا كبيرا في الجهة اليمنى للمنتخب التي قادت 37 بالمائة من الهجمات وهو التحسن الملحوظ مقارنة بشلل الواضح في أول مباراة أمام بلجيكا ، كما سدد المنتخب الجزائري هاته المرة خمس تسديدات من خارج منطقة العمليات و 5 من داخلها. الخضر خسروا الصراعات الثنائية لصالح الألمان خسر لاعبو المنتخب الجزائري 44 بالمائة من الصراعات الثنائية لصالح الماكينات الألمانية التي تفوقت أيضا في صراعات الهوائية بنسبة 71.4 بالمائة مقابل 28.6 بالمائة للخضر و لم تختلف الأرقام كثيرا عن اللقاءات الماضية ، حيث خسر دفاع الخضر أغلبية الصراعات خاصة رفيق حليش الذي أصبحت الثنائيات الهوائية من بين نقاط ضعفه عكس فيغولي الذي كان محاربا و تمكن من الفوز بأغلب الصراعات مثلما حدث في اللقاء الماضي ضد روسيا والملفت للانتباه أن إسلام سليماني الذي صنع الفارق أمام كوريا الجنوبية بتألقه في الصراعات الثنائية كان تائها هاته المرة وسط المدافعين الألمان الذين تفوقوا عليه في الكرات الأرضية و العالية . براهيمي أكد أنه مراوغ بارع على الرغم من أنه دخل بديلا إلا أن ياسين براهيمي كانا سما قاتلا في الدفاع الألماني بفضل المراوغات التي يجيدها، حيث نجح في خمسة منها و يعتبر اللاعب أفضل مراوغ في المنتخب الجزائري و هو ما أكدته الأرقام في كأس العالم.مجهود كبير من اللاعبين ولحسن الأكثر ركضا عرفت المباراة التي امتدت ل 120 دقيقة مجهودا بدنيا كبيرا من المنتخبين وكان مدحي لحسن أكثر لاعبي المنتخب الوطني ركضا في المباراة، حيث غطى مسافة 13 كلم وقام ب 56 "سبرنت" وعوّض بامتياز نبيل بن طالب الذي كان أكثر اللاعبين ركضا في المباراة الماضية وهو ما نجح فيه المدرب حاليلوزيتش الذي فضل القيام بالعديد من التغيرات من أجل الحفاظ على القوة البدنية للخضر، فيما لم يكن سفير تايدر بنفس اللياقة البدنية التي قدمها في المباراة الأولى ضد بلجيكا حين كان أكثر اللاعبين ركضا و اكتفى هاته المرة ب 7.8 كلم فقط . التمريرات: قام المنتخب الجزائري ب 1392 تمريرة في المونديال منها 1033 ناجحة بمعدل نجاح 74.2 بالمائة فقط وبمعدل 258 تمريرة ناجحة في المباراة ، و الشيء الذي لم نعتد عليه في التصفيات كما أن تمريرات المنتخب الجزائري لم ينجح منها إلا 61.8 بالمائة في النصف الثاني من الملعب ، كما قامت عناصر المنتخب في مبارياتها الأربع ب 54 تمريرة عرضية 7 فقط منها ناجحة ولم يتجاوز معدل الاستحواذ على الكرة في المونديال نسبة 39 بالمائة كما كان حليش أكثر اللاعبين تمريرا بمجموع 137 تمريرة متبوعا ببن طالب وفيغولي . الدفاع كارثي بمعدل 1.8 هدف في كل مباراة وموقع الفيفا يصنف دفاع الخضر الأحسن رقميا !! كان دفاع الخضر النقطة السوداء في مشوار محاربي الصحراء، حيث اهتزت شباك الحارس مبولحي 7 مرات بمعدل 1.8 هدف/ مباراة وأن كان دفاع الخضر سيء فنيا فإن الفيفا صنفت دفاع الخضر الأحسن رقميا بفضل كثرة التدخلات الدفاعية للاعبين وعدد إبعاد الكرة، وهي الصفة التي يجيدها حليش الذي يتواجد في قائمة اللاعبين الأكثر إبعاد للكرات في المونديال. الهجوم قوة الخضر ومرعب منافسيه تألق الخضر في العرس العالمي كان بفضل الأهداف التي سجلها حيث تمكن المنتخب الجزائري من تسجيل 7 أهداف كاملة بمعدل 1.8هدف/مباراة أي هدف كل 51 دقيقة و يملك المنتخب الجزائري 5 هدافين في المنافسة حيث سجل كل من جابو و سليماني هدفين و كل من حليش، برهيمي وفيغولي هدف لكل منهما، هذا الأخير (فيغولي) كان وراء هدفين أيضا بتقديمه تمريرتين حاسمتين ، فيما قدم كل من كارل مجاني، سليماني ،جابو، وبراهيمي تمريرة حاسمة لكل واحد منهم. مبولحي قدم مستوى عالميا كان الحارس مبولحي النجم الجزائري الأول في المونديال من خلال الأداء الراقي الذي قدمه في المباريات الأربع و على الرغم من عدم تمكنه من الحفاظ على عذرية شباكه في أي مباراة إلا أنه تمكن من صد 20 تسديدة مؤطرة من منافسي الخضر و هو رقم مهم و ساهم بشكل كبير في النتائج الجيدة التي حققها الخضر في المونديال. حاليلوزيتش استعمل 20 لاعبا في المونديال أشرك المدرب وحيد حاليلوزتش 20 لاعبا في المونديال و هو ما يؤكد أن الناخب الوطني نجح في خيارته الفنية قبل المونديال و اختار أفضل تعداد، مما جعل المتتبعين يعلقون أن الجزائر شاركت بفريقين في المونديال فالكل سجل اسمه في المشاركة الجزائرية في المونديال ما عدا الحارسين زماموش وسي محمد سيدريك بالإضافة للاعب لياسين كادامورو، الذي لم يشارك ولا دقيقة واحدة، إلا أنه سجل اسمه في تاريخ كأس العالم بعد حصوله على بطاقة صفراء وهو خارج أرضية الميدان . فيغولي ومبولحي الأكثر مشاركة سجل الثنائي فيغولي ومبولحي اسمهما من ذهب في تاريخ المشاركة الجزائرية في كأس العالم 2014 حيث شاركا في 390 دقيقة كاملة، و كانا أكثر زملائهم مشاركة فيما حل ثالثا رفيق حليش الذي شارك في 367 دقيقة متبوعا بإسلام سليماني 324 دقيقة ثم عيسى ماندي ب300 دقيقة .