البعض لا يحب المقارنات لكن في بعض الأحيان تكون المقارنة مفروضة بكل تأكيد .. لا يمكنك التخلص منها والسبب تشابه الظروف أو تشابه الإنجازات أو تشابه الانكسارات .. لذلك كانت حتمية المقارنة بين برسا جوارديولا وبرسا لويس إنريكي … في هذا الموضوع نحاول أن نستكشف معاً ما الفارق بين الاثنين .. فلسفة اللعب .. تبدو فلسفة اللعب متشابهة كثيراً بين الفريقين .. كلا التشكيلتين تسعيان للاستحواذ قدر الإمكان على الكرة .. صحيح إن إنريكي أقل اهتماماً بهذه النقطة لكنه مازال يسعى خلفها .. الاختلاف فقط في أنه لا يسعى دائماً خلفها بل يقبل بالتنازل عنها بعض الشيء عندما يضطره الخصم لذلك بينما جوارديولا مستعد للقتال حتى آخر قطرة عرق من لاعبيه لتنفيذ هذا الأمر. في الواقع، فإن تغير الفلسفة بعض الشيء بدأ من عهد تاتا مارتينو وليس لويس إنريكي وشاهدنا أكثر من مباراة يقبل فيها البرسا اللعب على غير العادة مع جوارديولا والراحل فيلانوفا. في غوارديولا .. الوسط هو العصب، بينما ام اس ان مرعب مع إنريكي ربما لكونه لاعب وسط مدافع يؤمن بيب جوارديولا دائماً بأن خط الوسط هو المكان الذي لابد وأن يرتكز عليه الفريق في كل شيء .. حيث تُطبخ الهجمة على نار هادئة انتظاراً لظهور الثغرات. الحال تغير قليلاً مع إنريكي الذي بات يعتمد كثيراً على الخط الأمامي للفريق لضرب دفاعات الخصوم وهذا يعود لسببين في رأيي .. الأمر الأول قلة الإبداع في خط وسطه مقارنة بما كان عليه الثلاثي الرهيب للبرسا بوسكيتس وتشافي وإنيستا، فراكيتيتش ليس كتشافي وإنيستا الحالي ليس كإنيستا السابق. أما الأمر الثاني فهو إغراء تواجد ثلاثي هجوم البرسا، ففي برسا بيب كان ميسي متواجداً بينما كان بيدرو يتواجد أحياناً وكذلك أليكسس سانشيز أو دافيد فيا أو زلاتان إبراهيموفيتش وهم أقل حركية من نيمار وسواريز خصوصاً الأول الذي هو أول لاعب يستطيع حمل لواء الفريق على عاتقه عندما يختفي ميسي أحياناً .. قبل ذلك لم يكن أحد أفراد الهجوم قادراً على ذلك لكن الدولي البرازيلي أظهر قدراته خصوصاً في الدور الأول عندما كان هو من يصنع الفارق في الكثير من المباريات وليس ميسي. ماذا عن الأظهرة ؟ كان مشهد تواجد داني ألفيش وبلال أبيدال معاً على جانبي منطقة الجزاء عادياً جداً مع برسا جوارديولا .. المدرب الكتلوني كان يعشق فتح الملعب بالأظهرة ولا يفكر تماماً في عملية تبادل التقدم بينهما فعقلية بيب هو أن الجميع يهاجم والجميع يدافع لذلك لم يكن يريد تنظيم هذا الأمر خصوصاً وأنه يتيح للمهاجمين الدخول في عمق منطقة الجزاء وعدم الانشغال باستعادة الكرات العرضية الطائشة للجانب الآخر من الملعب. أما في برسا إنريكي، فتبدو هذه الحالة أكثر ندرة، خصوصاً مع تراجع مستوى داني ألفيش البدني، لذلك بتنا نلاحظ تبادل للتقدم بين الظهير البرازيلي ونظيره على الجانب الآخر جوردي ألبا. دفاع إنريكي قاوم الهجمات المرتدة ولكن. لأن إنريكي مع برشلونة بات يسمح بالتراجع وقبول اللعب لبعض الفترات، لم تعد الهجمات المرتدة بنفس الخطورة على الفريق الكتلوني رغم أنها تظل موجودة بطبيعة الحال لكن التحفظ لبعض العناصر خصوصاً من جانب الأظهرة جعل الأمور أفضل حالاً. لكن الحقيقة أن هذا التحفظ جعل برشلونة أكثر عرضة للهجمات المنظمة الخطيرة، فالواقع يقول إن دفاع برشلونة كان بالأساس يبدأ من استحواذه على الكرة، فلا أحد يستطيع مهاجمتك عندما تكون الكرة معك بينما بات المنافسون قادرين على تهديد مرمى كلاوديو برافو في الهجمات المنظمة بصورة مستمرة أكثر مما كانوا عليه أمام برسا جوارديولا، فرأينا لأول مرة عدة فرق تسيطر على نسق المباراة حتى في ملعب كامب نو نفسه كما فعل ريال مدريد وفالنسيا على سبيل المثال كما أن فرقاً كسيلتا فيجو كانت خطيرة جداً على برشلونة في الهجمات المنظمة في مباريات كان البرسا موفقاً جداً فيها في أن يخرج فائزاً. كانت هذه أبرز نقاط الاختلاف بين برسا جوارديولا وبرسا إنريكي .. ماذا عنك؟ هل ترى نقاط اختلاف أخرى بين الفريقين؟