جاء تحول الدولي الجزائري كريم زياني للعب في بطولة دوري نجوم قطر بعدما أمضى سهرة أول أمس على عقده الجديد مع نادي الجيش القطري ليكرّس الظاهرة الجديدة لتهافت ركائز الخضر على اللعب في بطولات العجائز، لهثا وراء أموال أمراء وشيوخ هذه المنطقة العربية، ورغم أن قرارات العناصر الوطنية تدخل في خانة الحريات الفردية، غير أن المتتبع لدوافع تلك القرارات وبعيدا عن عامل المال والامتيازات المقدمة من خلال العقود الجديدة، يستشف وجود عامل آخر دفع كلاّ من عنتر يحيى وزميله كريم زياني إضافة إلى العناصر التي مازالت لم تفصح عن نيتها في التنقل إلى بطولات البترول على غرار بوڤرة ويبدة حسان الموجود في أجندة رئيس اتحاد جدة، وهو خطاب خليفة بن شيخة وحيد حاليلوزيتش الذي وضع مبدأ المنافسة ومستوى اللاعب أول معيار لتقمص ألوان الخضر إضافة إلى تعهده بإحداث ثورة في تعداد منتخب الأفناك . كوادر الخضر واجهوا ثورة وحيد بحرب استباقية جاءت انتقادات المتتبعين للشأن الكروي الجزائري بعد مهزلة مراكش وحديث التقني الفرانكو- بوسني وحيد حاليلوريتش خلال أول ندوة صحفية عن عزمه إحداث ثورة كبيرة في تعداد المنتخب الوطني وضخ دماء جديدة من خلال نيته في استدعاء عناصر جديدة شابه تكونت في المدارس الفرنسية اعتمادا على ما يسمى قانون الباهاماس الذي سمح لعديد منتخبات إفريقيا وأمريكا الجنوبية على وجه الخصوص، إلى زعزعة عديد لاعبي المنتخب وخاصة ما اصطلح على تسميتهم بالركائز الذين شعروا بدنوّ أجلهم داخل تركيبة الخضر ودفعهم هذا الشعور إلى اتخاذ خطوات استباقية بالتفكير في وجهة مستقبلية لمشوارهم الرياضي وضعوا فيها عامل المال أولى أولوياتهم بعيدا عن الأهداف الرياضية، فجاء أن اختاروا ضمان عقود تدرّ عليهم أموالا طائلة عوض التنافس على الألقاب واللعب في المستوى العالي بأوروبا. خيار الخليج سيرفع الحرج عن حاليلوزيتش، لكن سيضعه في ورطة دون شك فإن الخطوة التي أقدم عليها الثنائي عنتر يحيى وصهره كريم زياني وقبلهما نذير بلحاج، بقدر ما سترفع الحرج عن المسؤول عن الطاقم الفني للخضر في استبعادهم من حساباته بعد أن اختاروا التنقل إلى بطولات تعرف بمقبرة النجوم دأب الشارع الرياضي على رؤية النجوم العالميين يفضلونها لتعليق الحذاء، فإنها قد تضعه في حرج خاصة وأن عامل الوقت لن يكون في صالحه بالقدر الذي يسمح له بتكوين لبنة جديدة للمنتخب الوطني تكون قادرة على تحقيق الأهداف التي حملها عقد الكوتش وحيد والمتضمنة الوصول إلى المربع الذهبي للكان القادم والمحطة النهائية من مونديال البرازيل، وهي أهداف لم تستطع النخبة الوطنية تحقيقها سنة 2010، إلا بعد عمل كبير فاق الأربع سنوات بدأه التقني الفرنسي جون ميشال كفالي وأكمله الشيخ سعدان الذي قام بعدة تطعيمات قبل أن يصل إلى التوليفة التي صنعت أفراح أنصار الخضر ذات يوم من شهر نوفمبر 2009 عندما رسّم عودة الخضر إلى المونديال بالتفوق على الفراعنة بأم درمان. حاليلوزيتش مطالب بضخ دماء جديدة بداية من موقعة تنزانيا خيارات نجوم الخضر وتهديدات حاليوزيتش بالثورة المنتظرة، ستدفعه دون شك للمضي إلى مرحلة التنفيذ والبدء بعملية التنقيب في النوادي الأوروبية عن الأسماء الجديدة التي ستكوّن ملامح الطبعة القادمة للخضر، كما أن الفاف مطالبة بالاستمرار في جني ثمار قانون الباهاماس الذي عمل روراوة على المصادقة عليه شهر جوان 2009، ومواصلة إقناع العصافير الجزائرية التي تكونت بالمدارس الفرنسية في صورة براهيمي، طافر بلفوضيل، غلام، مخجوف وإدريس سعدي إضافة إلى رومان حمومة على غرار ما تم القيام به مع بودبوز وكذا فيغولي، ومحاولة إدماج هذه العناصر الجديدة في أقرب الآجال والاستفادة مما تبقى من مواجهات تصفيات كأس إفريقيا الحالية والمواعيد القادمة لبناء منتخب جديد قادر على إرجاع هيبة كرة القدم الجزائرية.