بعدما كان لاعبونا مطلوبين في كبار الأندية الأوروبية خلال الحقبة الذهبية التي عاشوها يوم حققوا إنجازات رائعة بإقصائهم منتخبات عملاقة من طريقهم، ووصولهم إلى نهائيات كأسي إفريقيا والعالم 2010 عن جدارة واستحقاق، "انقلب السحر على الساحر" وصار لاعبونا الدوليون لا يجدون لأنفسهم أندية أوروبية تأويهم، وهو حال عدد من لاعبينا لم يجدوا إلى حدّ كتابة هذه الأسطر فرقا تتعاقد معهم، وحال آخرين نفذوا بجلدهم إلى الخليج بحثا عن ضغط أقلّ وأموال كثيرة - بطبيعة الحال- ، بعدما صار التعمير في أوروبا مستحيلا مع تراجع مستوى عناصرنا الدولية بشكل رهيب ومخيف في الآونة الأخيرة. وشكل تواصل تهافت لاعبينا على البطولات الخليجية صدمة حقيقية لدى الشارع الجزائري الذي استفاق في اليومين الأخيرين على صدمة توقيع "عريس" أم درمان" عنتر يحيى لصالح النصر السعودي، وهو التوقيع الذي من خلاله فهم الجزائريون أسباب تراجع مستوى عنتر مع المنتخب في الآونة الأخيرة، كما فهموا أسباب الأخطاء التي ارتكبها أيضا في اللقاء الأخير أمام المنتخب المغربي بمراكش. قبل أن يتفاجأوا بسفر صانع الألعاب كريم زياني إلى قطر للإنضمام إلى نادي الجيش القطري. زياية، بلحاج، مغني وعنتر "خليجيو" منتخبنا وفي انتظار ترسيم التحاق زياني بنادي الجيش القطري فإن الظاهر أن دوليينا الذي لم يجدوا منفذا لهم في أوروبا، قد يجدون في اللعب بدول الخليج حلاّ لهم، وذلك للمشاركة أساسيين من جهة بعدما لم تضمن لهم أوروبا ذلك، وللحصول من جهة ثانية على أموال لا ولن يحصلوا عليها مع أنديتهم السابقة، وإلا كيف نفسّر ظاهرة تهافتهم على البطولات الخليجية، التي كانت بدايتها مع رأس الحربة زياية الذي أرغم على اللعب في الاتحاد السعودي رغم فرصة الالتحاق ب "سوشو" الفرنسي التي كانت متاحة له، قبل أن يلتحق به بلحاج في البطولة القطرية، بعدما رفض المواصلة في "البريميير ليغ" التي تعد من أقوى البطولات في أوروبا، لكنه فضّل السد القطري وأمواله الطائلة، ثم أتى الدور على مغني الذي قد نعذره بما أنه قالها صراحة لدى التحاقه ب "أم صلال القطري": هل وجدت فريقا أوروبيا ألعب له؟"، وها هو عنتر يحيى الذي كان في كل مرّة ينفي خبر التحاقه بالخليج يُغادر القسم الثاني في ألمانيا، ويلتحق بالقسم الأول، لكن أين؟ في السعودية عبر بوابة النصر السعودي الذي وصفه عنتر بالفريق الكبير جدا. أوروبيا حتى مطمور من "البونسدليغا 1" إلى "البوندسليغا 2" هذا بخصوص لاعبينا الذي اختاروا الخليج، أما بخصوص أولئك الذين فضّلوا البقاء في أوروبا، فأحوالهم لا تسرّ أحدا هم أيضا، لأن الذين ينشطون في الأقسام الأولى لا ينشطون في أندية كبيرة، اللّهم إلا إذا استثنينا بوڤرة الذي يلعب في "ڤلاسڤو" الإسكتلندي الذي تسيل لعابه من أجل تلقي عرض من الخليج، فإن العناصر الأخرى إما أنها تلعب في أندية مغمورة أو في القسم الثاني، على غرار مطمور الذي غادر "البوندسليغا1" واختار الانضمام إلى "البوندسليغا2" عبر بوابة "إنتراخت فراكفورت" الطامح إلى العودة من حيث أتى. ومهما يكن فقد يُعذر مطمور على اختياره اللعب في القسم الثاني، بما أنه كان يبحث عن وسيله يفرّ بها من جحيم "بوريسيا مونشنغلادباخ" الذي عانى معه من كرسي الاحتياط في الموسمين الأخيرين. آخرون يبحثون عن ذاتهم في أندية أخرى ولم تقتصر صدمة الجزائريين بخصوص مستقبل دوليينا على من اختار الخليج والأموال، وعلى من يلعب في الأندية المغمورة بأوروبا، وإنمّا طالت أولئك الذين لم يجدوا فرقا تأويهم حتى الآن، في صورة زياني الذي سقط سقوطا حرّا في الموسمين الأخيرين، وتدحرج من اللّعب في مرسيليا وبطل ألمانيا سابقا "فولفسبورغ"، إلى نادٍ مغمور في تركيا، والآن هو يبحث عن فريق آخر يحتضنه بعدما فسخ عقده مع النادي الألماني، ونفس الشيء بالنسبة ل يبدة الذي عاش حلم المشاركة في رابطة الأبطال الموسم المقبل مع "نابولي" الإيطالي، قبل أن يجد نفسه خارج حساباته وخارج حسابات فريقه الأصلي "بنفيكا" البرتغالي. نتائج استفتاء "الهدّاف" تؤكّد تذمّر الشعب من الركائز وقامت "الهدّاف" عبر موقعها الرسمي هذا الأسبوع باستفتاء لقرّائها توجّهت لهم فيه بسؤال وجيه حول ما إذا مع أم ضدّ فكرة تغيير تعداد المنتخب الوطني وضخه بدماء جديدة، فجاءت النتائج لتؤكد أن الشعب الجزائري وخاصة قراء "الهداف" متذمرون من الركائز الأساسية من المنتخب، بدليل أن أغلبية المصوّتين طالبوا بتغييرات جذرية على مستوى التشكيلة الأساسية للمنتخب. 80 بالمئة يأملون أن يحدث "حليلوزيتش" تغييرات جذرية وبلغ عدد المشاركين في الاستفتاء منذ انطلاقه بأيام قليلة فقط 16138، صوت من بينهم 12902 مشارك لصالح إحداث التغييرات على مستوى التشكيلة، وضخها بدماء جديدة، ومن المؤكّد أن نسبة 80 بالمئة من المؤّيدين لهذه الفكرة توضح فقدان الثقة من طرف الجماهير في عنتر يحيى وزملائه ممّن تدهور مستواهم بشكل رهيب في الفترة الأخيرة، ومدى رغبة الجمهور الجزائري في أن يحدث "حليلوزيش" تغييرات جذرية على المنتخب لدى شروعه في مهامه الرسمي عن قريب. 20 بالمئة فقط ممّن يتمنّون بقاء الركائز للاستمرارية 3236 مشارك أي بنسبة 20 بالمئة فقط، هي نسبة القراء والمشاركين في الاستفتاء الذين تمنّوا بقاء الركائز والاستمرارية في العمل بنفس التعداد، وهي حصيلة ضئيلة تؤكّد أن الأقلية مع الركائز، فيما كشفت الأرقام أن الأغلبية تطالب بضخّ دماء جديدة في المنتخب، بمعنى جلب لاعبين شبانا جدد يملكون الرغبة في إعادة هيبة "الخضر"، والتخلي عن العناصر التي هرمت وصارت الآن وبعدما حققت كلّ أحلامها مع المنتخب والأندية الأوروبية التي لعبت لها، تبحث عن ضمان مستقبلها بعد التوقف عن ممارسة كرة القدم، وذلك بالانضمام إلى البطولات الخليجية أين يوجد المال بشكل وفير.