أكد الدولي الجزائري عامر بوعزة أنه جد سعيد لمعاودة استدعائه لحمل القميص الوطني الذي وصف ارتداءه بالشرف الكبير كون الدفاع عن الألوان الوطنية يتعدى لعبة كرة القدم، وأضاف أن هدفه المستقبلي إقناع الناخب الوطني الجديد وحيد حاليلوزيتش خاصة أنه يتمتع بفورمة جيدة عقب تألقه في تحضيرات ناديه الإنجليزي ميلوال الذي يطمح لمساعدته على تحقيق الصعود على غرار ما فعله مع ناديي واتفورد و فولهام . قدوم الناخب الوطني الجديد وحيد حاليلوزيتش حمل لك البشرى بعد تم استدعاؤك ، كيف هو إحساسك بعد تجديد الثقة في مؤهلاتك؟ لا يمكن أن أخفي عنكم سعادتي بالعودة مجددا إلى صفوف المنتخب الوطني الذي سبق وأن عشت في صفوفه أحلى فترات مشواري الكروي خاصة بعد أن كنت من المساهمين في تحقيق التأهل إلى المونديال و الكان الماضي، وحقيقة لقد اشتقت كثيرا لأجواء المنتخب. آخر مواجهة لك مع تشكيلة الخضر تعود إلى شهر جانفي من العام الماضي، ألم تحس بمرارة بعد سقوط اسمك خاصة وأنك أبعدت في فترة عرفت تألقك بعد مشاركتك الجيدة في "كان" أنغولا؟ بعيدا عن لغة الخشب والكلام الديماغوجية صدقني لقد أحسست بالظلم، خاصة وأني قدمت مستويات كبيرة بأنغولا وتعبت كثيرا في التدريبات، ولم أكن أتصور أن يتم إبعادي مباشرة بعد نهاية مواجهة نيجيريا الترتيبية، لكن رغم هذا فقد تناسيت كل ما حدث وقلبت الصفحة ووجهت تفكيري للمستقبل، ببساطة لأنني مسلم وأؤمن بالمكتوب، وأنا اليوم أعيش على وقع سعادتي بالعودة مجددا إلى صفوف المنتخب لأني أرى أن حمل الألوان الوطنية والدفاع عن قميص الخضر يتعدى المشاركة في مواجهة كروية، وأصنفه ضمن خانة الواجب الذي يجعلني كالعسكري في الثكنة. قلت أن تفكيرك منصبّ على المستقبل، والقادم هو تربص ماركوسي، ماذا تنتظر من هذا التربص؟ التربص القادم عرف استدعاء عدد كبير من العناصر حيث تم استدعاء العناصر الممثلة للخضر في الوقت الراهن زيادة على معظم اللاعبين القدماء الذين تقمصوا ألوان الخضر في السنوات الفارطة، وعلى ما أعتقد فقد خصصه الناخب الجديد للتعارف، ودورنا سيكون الإنصات لخطاب وحيد حاليلوزيتش ومحاولة معرفة طريقة عمله ومشروعه القادم إضافة إلى طموحاته وكذا ما ينتظره منا كلاعبين لتحقيق مهمته الأولى في إعادة المنتخب إلى سكته الحقيقية ومن ثمّ استعادة مكانة الخضر. من خلال كلامك يتضح أنك جدّ متحمس لهذا التربص؟ هذا أكيد، وسأحاول خلال تربص ماركوسي تقديم أفضل ما عندي لجلب اهتمام المدرب حاليلوزيتش بغية استعادة مكانتي مع النخبة الوطنية التي فقدتها لأسباب خارجة عن نطاقي، ولاختيارات المدربين السابقين للمنتخب، ولا تنسوا أني التحقت بصفوف الخضر سنة 2007 وعشت فيه عدة لحظات سعيدة وشاركت خلالها في تحقيق عدة انتصارات، لهذا طموحي في الوقت الراهن محوره اللعب مجددا للخضر والعمل على تحقيق إنجازات أخرى من شأنها أن تسعد الشعب الجزائري الشغوف بكرة القدم. رغم أنك ولدت بفرنسا بإحدى ضواحي العاصمة باريس، غير أننا نلمس روحا وطنية كبيرة لديك وتعلقك كبير بالوطن الأم الجزائر؟ صحيح أنني ولدت وتربّيت ودرست بفرنسا، لكن والداي حرصا على بقاء ارتباط كافة العائلة بالجزائر، فخارج البيت كنا نحس أننا نعيش في بلد أوروبي خارج الجزائر، لكن صدقني أتذكر وأنا صغير أن الجو العام الذي كان يسود منزلنا الصغير تحس من خلاله أنك في وهران أو سعيدة من خلال إصرار والداي على تعليمنا كل مبادئ حب الوطن والعمل على خدمته بقدر ما يستطيع كل منا، وهي الأمور التي رجعت على شخصي بالفائدة وخاصة خلال ما حدث لنا بالقاهرة من اعتداءات حيث أن حب الوطن والاستعداد للموت من أجل الراية الوطنية جعلنا نتخطى كل تلك المطبّات. بتطرقك إلى مواجهة المنتخب المصري وملحمة أم درمان، هل تعتبر الوصول إلى المونديال أحد أحسن ذكرياتك الكروية؟ إذا تحدثنا عن الأحاسيس والمشاعر فأعتقد أن ذكريات الفوز على المنتخب المصري وما حدث بأم درمان أين شكل الأنصار الجزائريون الحدث وصنعوا عدة لوحات جد رائعة، فالعودة إلى الجزائر والاستقبال الرائع من الشعب الجزائري وتجولنا في أكبر أحياء العاصمة على متن حافلة في مشهد جد رائع إضافة إلى قيام رئيس الجمهورية باستقبالنا، تبقى الأهم، لكن على المستوى الرياضي تبقى دورة أنغولا إحدى أحسن ذكرياتي، خاصة بعد أن قضيت شهرا ونصف ضمن تشكيلة المنتخب إضافة إلى مساهمتي في وصول الخضر إلى المربع الذهبي، بعد الهدف الذي سجلته في مرمى أفيال كوت ديفوار، الذي بالمناسبة أعتبر مواجهتنا مع أشبال مدربنا الحالي حاليلوزيتش أحسن لقاء في مشواري الكروي. وكيف تقيّم مشوار المنتخب الوطني في التصفيات الجارية للوصول إلى المرحلة الأخيرة من كأس إفريقيا 2012؟ لقد تابعت مشوار زملائي السابقين ككل الجزائريين عبر شاشة التلفاز، وأصبت مثل الجميع في الجزائر بخيبة أمل وحزن كبيرين خاصة بعد الهزيمة ببانغي شهر أكتوبر الماضي، وكذا الخسارة المدوّية برباعية كاملة أمام المنتخب المغربي في لقاء مررنا فيه جانبا وكانت التشكيلة خارج الإطار، على العموم علينا استخلاص الدروس والعبر من هذه الإخفاقات، والعمل على عدم استصغار أي منافس وحتى تلك المصنفة في خانة المنتخبات الصغيرة، فالجزائر منتخب مونديالي وكل الفرق تسعى إلى محاولة الإطاحة به، وبخصوص ما حدث بمراكش التوقف على النبش في مخلفاته والعمل على عدم تكرار الأخطاء التي سببت تلك الصدمة لمحبي المنتخب. وهل ترى أن آمال الخضر في التواجد بالكان القادم مازالت قائمة؟ في كرة القدم إذا لم تقص حسابيا فعليك الإيمان بحظوظك، علينا بذل أقصى المجهودات في اللقاء القادم بتنزانيا وبعده بالجزائر أمام منتخب إفريقيا الوسطى والعمل على جمع نقاطهما، وانتظار ما تحمله الجولة الأخيرة من نتائج لباقي المجموعات، المهم إذا تحققت المعجزة وتأهلنا فهذا توفيق من الله، أما إذا حدث العكس لا قدّر الله، فالمطلوب منا بداية الاستعداد للاستحقاقات القادمة وكفى. نعود للحديث عن ناديك الإنجليزي ميلوال، هل أنت سعيد بوجودك مع تشكيلة المدرب جاكيت؟ أنا جد مرتاح مع فريقي الإنجليزي، الذي باشرت معه منذ فترة التحضيرات الجدية للموسم القادم، وبعد لعب ست مواجهات تمكننا من الفوز بها جميعا وصلنا إلى مرحلة متقدمة من الاستعدادات وصدقني أن الأمور جد رائعة على مستوى النادي، الآن نحن بصدد إجراء آخر لقاء ودي أمام نادي تشارلتون قبل البدء في المنافسة الرسمية والتي نصبو فيها إلى تحقيق الصعود إلى الرابطة الأولى. بعد عدة سنوات مع النوادي الإنجليزية نستطيع القول أنك أصبحت اختصاصيا في اللعب ضمن أندية الدرجة الثانية الإنجليزية بحكم حملك لألوان عدة أندية على غرار واتفورد، فولهام، وبلاكبول والآن ميلوال؟ هذه حقيقة لقد حملت ألوان عدة أندية تنشط في القسم الأول الإنجليزي(الدرجة الثانية) وساهمت في صعود عدة نوادي إلى الدرجة الأولى ، فصدقني من كثرة لعبي في الدوري الإنجليزي أصبحت أحس أن الكرة الإنجليزية خلقت من أجلي، ومن أجل هذا فإن أمنيتي العودة لتذوق طعم هذه المنافسة التي أعتبرها الأحسن على المستوى العالمي مع فريق ميلوال خاصة بعد أن سبق لي التشرف بهذه البطولة مع فريقي واتفورد و فولهام، كلمة أخيرة للجمهور الجزائري... أشكر من صميم قلبي كل أنصار الخضر الذين أمدوني بدعم معنوي كبير، فحيث ما شددت الرحال أجد جمهورا جزائريا يساندني ويرفع من معنوياتي، وبدوري أعدهم بالعمل جيدا بالتربص القادم مع الخضر بماركوسي حتى أضمن وجودي في التربص الذي يليه والذي سيجري بأرض الوطن وهي الفرصة لأعاود الالتقاء بالأنصار الجزائريين الذي أعتبرهم القوة الحقيقية للمنتخب الوطني.